يمانيون في موكب الرسول.. سفيان بن مجيب الأزدي “فاتح طرابلس وامير بعلبك” (الحلقة الخامسة والعشرون)

يمن ديلي نيوزآخر تحديث: 2024-04-05

سلسلة حلقات يومية برعاية مياه “كرم الضيافة”

أعد الحلقة لـ”يمن ديلي نيوز” – أحمد الشجاع: هو الأمير الفاتح سفيان بن مجيب الثمالي الأزدي، وثمالة بطن من بطون الأزد، أزد السراة، بمنطقة السروات بأعالي اليمن.

تزوج سفيان بن مجيب حفصة بنت أمية بن حرب، وهي عمة معاوية بن أبي سفيان.

قصة إسلامه

انطلق سفيان بن مجيب الثمالي وعبد الله بن قرط الثمالي وغيرهما من رجالات ثمالة إلى رسول الله ﷺ مؤمنين برسالته ومبايعين، وقد أخذ كل منهم مكانه في موكب رسول الله عليه الصلاة والسلام.

روى العسقلاني أن سفيان، التقى بالرسول وشهد معه حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة، وكان ممن روى بعضا من أحاديث النبي ﷺ قال سفيان بن مجيب: سمعت رسول الله ﷺ يقول “إن في جهنم سبعة آلاف واد”.

أهم غزواته

شهد سفيان بن مجيب الثمالي الأزدي موقعة اليرموك، وافتتاح دمشق، وحمص، والسواحل، في ولاية أبي عبيدة بن الجراح، ثم يزيد بن أبي سفيان لدمشق وسواحل طرابلس.

لقد كان فتح طرابلس حدثا تأريخيا هاما، ففي خلافة عثمان بن عفان، ولّى معاوية بلاد الشام، وهو بدوره وجّه، سفيان بن مجيب الأزدي، لفتح طرابلس في لبنان، وكانت طرابلس ثلاث مدن مجتمعة.

فكان أول مهمة لـ “سفيان” أن بنى حصنا على أميال من طرابلس في منطقة “مرج” وسمى بحصن سفيان (قبة ميناء طرابلس حاليا).

بدأ سفيان بحصار طرابلس، فقطع عن الروم، المواد من البحر والبر، وكان يبيت كل ليلة في حصنه ويحصن المسلمين فيه ثم يغدو على العدو.

فلما اشتدت وطأة الحصار على الروم اجتمعوا في أحد الحصون ثلاثة أيام، وكتبوا إلى ملك الروم يسألونه أن يمدهم أو يبعث إليهم بمراكب يهربون فيها قبله.

فوجه إليهم ملك الروم بمراكب كثيرة، فركبوها ليلا وهربوا، فلما أصبح سفيان وجد الحصن الذي كانوا فيه خاليا، فدخله سفيان مع جنوده وتم فتح طرابلس عام 24هجرية، وتم طرد الروم واليهود منها، وظل فيها أميرا حتى نهاية خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنهم جميعا.

وقد أدى فتح “سفيان بن مجيب” لطرابلس إلى تأمين سائر حصون ومدن السواحل وتم ترتيبها بالحاميات والمقاتلين، وإعطائهم أرضا فيها، وبذلك توطدت دعائم فجر العصر العربي الإسلامي في تلك الربوع.

وفي الشام تم اتخاذ مدينة بعلبك اللبنانية عاصمة إدارية وتولاها وأقام بها سفيان بن مجيب، فكان أول أمير لبعلبك وأعمالها في الإسلام ومكث أميرا عليها منذ ما بعد فتح طرابلس (24هجرية) إلى انتهاء خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه أواخر 35هجرية.

وفاته:

لم يزل سفيان بن مجيب الثمالي الأزدي أميرا لبعلبك ومن أمراء وأعلام الشام إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى سنة 53 هجرية، رحمه الله ورضي الله عنه وأرضاه، وهو دليل على مكانة سفيان فبقي أميرا في بعلبك حتى وفاته كما ذكرت كتب السير.