أهم الاخبارالأخبار

يمانيون في موكب الرسول.. أبو هريرة راوي الأحاديث وأول صادح بالأذان في البحرين (الحلقة الثالثة)

استعراض خاص بـ”يمن ديلي ديلي نيوز” – احمد الشجاع: نستعرض في هذه الحلقة قصة صحابي جليل يمني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى معظم أحاديث ومواقف النبي صلى الله عليه وسلم.
وأبو هريرة صخر الدوسي إسم صحابي جليل تلألأ في سماء الدعوة والسنة النبوية، عرفه المسلمون شرقا وغربا، وعرفوا منه معظم سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا.
من أوائل الصحابة اليمنيين الذين آمنوا بدعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وهو ثمرة دعوة الصحابي الجليل، الطفيل بن عمر الدوسي، وأسلم على يديه، عندما عاد إلى قومه وبدأ بدعوتهم.

كان إسم أبو هريرة في الجاهلية، عبد شمس، كما ذكر القرطبي، وعبد شمس، إسم يماني سبئي تليد، و كان أول من سمي به الملك سبأ عبد شمس, والملك عبد شمس نمران،  ملك سبأ وذو ريدان، وكان أبو هريرة آخر من سماه أهله عبد شمس في تأريخ اليمن، بحسب ما أورده مؤلف كتاب “يمانيون حول الرسول”.

تذكر كتب التاريخ أن أبي هريرة ولد قبل الهجرة النبوية بنحو ثلاثة وعشرين سنة، في بلاده في حاضرة دوس في السراة في اليمن وهي من المناطق المرتفعة ما يلي تهامة من جبال عسير ونجران وبيشة.

توفي والده وهو غلام، كما قال رضى الله عنه” “نشأت يتيم الأب” فنشأ في كنف والدته وأهله، وعمل في رعي الأغنام.

أما عن سبب كنيته، فقد أخرج الترمذي عن عبد الله بن رافع قال: قلت لأبي هريرة لم كنيت بأبي هريرة؟ قال: “كنت أرعى غنم أهلي وكانت لي هرة صغيرة فكنت أضعها بالليل في شجرة وإذا كان النهار ذهبت بها معي فلعبت بها فكنوني أبو هريرة”، وسياق الحديث يدل على أن كنيته منذ أن كان يرعى الغنم لقومه في دوس.

وعندما عاد الصحابي الجليل الطفيل بن عمرو الدوسي من مكة بعد لقائه الرسول صلى الله عليه وسلم، بدأ بدعوة قبيلته إلى الإسلام، وكان أول من أسلم على يده أبو هريرة، كان ذلك في السنة الرابعة من البعثة النبوية.

مكث أبو هريرة في اليمن مع الطفيل يدعو الناس إلى الإسلام، كما كان يتابع أخبار النبي صلى الله عليه وسلم، حتى جاء موعد الهجرة واللحاق برسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، كان ذلك عام 7 هجرية، وروي عنه رضي الله عنه قوله: ” قدمت ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين”.

ويعتبر الصحابي أبو هريرة رضي الله عنه من أوائل وأعلام الصحابة اليمانيين السابقين إلى الإسلام وأكثر الصحابة السبعة الذين رووا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن كبار الحفاظ، وهو عابد زاهد تقي.

تذكر كتب الأحاديث أن رسول صلى الله عليه وسلم قال ذات مرة لأبي هريرة: ألا تسألني من هذه الغنائم؟

فقال أبو هريرة: أسألك أن تعلمني مما علمك الله، وهذا دليل نبوي يظهر حرص أبو هريرة على العلم وطلب الحديث، ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك زهده في الدنيا.
أجمع الصحابة وعلماء الأمة على أن أبى هريرة أحفظ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم علما بأحاديثه.
في كتاب الصحيح للإمام البخاري 446 حديثا رواهم أبو هريرة، كما أخرج الإمام مسلم والترمذي والحاكم وأحمد عددا كبيرا من الأحاديث النبوية الصحيحة والحسنة التي رواها أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يذكر مؤلف كتاب “يمانيون حول الرسول” محمد حسين الفرح، أنه ومنذ اللحظات الأولى لإسلام الصحابي الجليل، أبو هريرة رضي الله عنه، أخذ يدعو الى الإسلام مع معلمه الصحابي الطفيل بن عمرو الدوسي.
ويتحدث أبو هريرة عن نفسه بقوله: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العلاء بن الحضرمي متجهين إلى أرض البحرين لدعوة المنذر بن ساوى وأهل البحرين للدخول في الإسلام، وأوصاه بي خيرا، فلما فصلنا قال لي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصاني بك خيرا فانظر ماذا تحب؟ فقلت: تجعلني أؤذن لك ولا تسبقني بـ آمين، فأعطاني ذلك.

ومكث أبو هريرة مع العلاء بن الحضرمي في البحرين، فكان أول مؤذن للصلاة في جامع وأرض البحرين، فقد كان يؤذن للصلاة بمسجد مدينة “هجر” عاصمة البحرين آنذاك.

ولم يكن أبو هريرة كما يعتقد البعض جالسا في زاوية المسجد يتعبد ويحفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان ذلك عملا جبارا وعظيما، لكنه كان فارسا ومقاتلا شجاعا ومقداما لا يخشى المنية في ميادين الوغى.

فقد شهد رضي الله عنه، غزوة خيبر، وفتح مكة والطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، قاتل رضي الله عنه، مع الخليفة، ابي بكر الصديق رضي الله عنه، في حروب الردة، في نجد واليمامة والبحرين، كما بعثه أبو بكر الصديق رضى الله عنه لمساعدة العلاء بن الحضرمي في أمارة البحرين.
وفي أول أيام عهد الخليفة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، شهد أبو هريرة  معه فتح مدينة “الزارة” و “السابون”، وبعدها انطلق مع جيش العلاء بن الحضرمي لفتح جزيرة دارين.
وما إن تم فتح دارين، توجه رضي الله عنه، الى البصرة في العراق ليلتحق مع جيش الإسلامي في معركة القادسية بقيادة الصحابي الجليل، سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، كما شهد موقعة اليرموك بالشام.
وفي الجانب الإداري كان لأبي هريرة رضي الله عنه رصيدا من المواقف الناجحة، فقد ولاه الخليفة عمر بن الخطاب على البحرين واليمامة من 20هـ الى 22هـ.
وفي عهد الدولة الأموية كان أبو هريرة أول الأمراء الولاة على المدينة المنورة خلال الفترة 40-42هـ في عهد خلافة معاوية، وذلك بعد وفاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه.

في شهر شوال أو ذي القعدة سنة 59 هـ توفي أبو هريرة الدوسي، وخرجت المدينة المنورة عن بكرة أبيها لتشييعه، وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان أمير المدينة، وجمع من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم عبد الله بن عمر وأبو سعيد الخدري رضى الله عنهم جميعا.

سلسلة حلقات “يمانيون في موكب الرسول”

الحلقة الأولى: الطفيل بن عمرو الدوسي “ذو النور” 

الحلقة الثانية: زرعة بن سيف بن ذي يزن أول أذواء حمير إسلاما

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من يمن ديلي نيوز Yemen Daily News

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading