في جلسة أستماع شاركت فيها منظمات دولة.. الصحفيون الأربعة المحررون من سجون الحوثيين يروون جانبا من “حياة التعذيب” في سجون الحوثيين

يمن ديلي نيوز: أكد الصحفيون الأربعة المفرج عنهم مؤخرًا ضمن صفقة تبادل الأسرى والمختطفين، من معتقلات جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، الأربعاء 3 مايو/أيار، أنهم تعرضوا لشتى وصنوف أنواع التعذيب في سجون الجماعة.
جاء ذلك خلال جلسة استماع للصحفيين الأربعة الذين تم الإفراج عنهم، اواخر رمضان المنصرم، ضمن صفقة التبادل التي نفذها الحوثيين مع الحكومة اليمنية، بعد ثمان سنوات من الاختطاف والاعتقال التعسفي، نظمتها منظمة “صدى” للإعلاميين اليمنيين، اليوم، بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وخلال جلسة الاستماع، أكد الصحفيون تعرضهم لشتى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي الوحشي من قبل مسلحي الحوثي، مشيرين إلى أن قيادات حوثية بارزة شاركت في تعذيبهم، على رأسهم القيادي المدعو عبدالقادر المرتضى، رئيس ما تسمى بـ”لجنة الأسرى والمختطفين” التابعة للجماعة.
وكشف الصحفيون الأربعة، عن وصور قاسية من الضغوط الممنهجة وعمليات التعذيب التي مورست ضدهم، منها وضعهم في زنازين ضيقة تسمى “الضغاطات” بلا حمامات ولا تهوية، ولا نظافة، بالإضافة إلى التغذية السيئة داخل السجون، ومنعهم من الزيارات والأدوية والرعاية الصحية.
وتطرقوا إلى مسار الأحداث منذ بداية اختطافهم من الفندق في 2015م وما رافقه من اعتداء عليهم بأعقاب البنادق واقتيادهم الى قسم الحصبة ثم الأحمر، ومن ثم البحث الجنائي، وسجن الثورة ثم هبرة وصولا للأمن السياسي ومعسكر الأمن المركزي، منوهين إلى ما تعرضوا له خلال سنوات الإخفاء والتنقل بين المعتقلات من تعذيب وحشي واعتداءات بالضرب بالحديد والتعليق والصعق الكهربائي، وغيرها من أدوات التعذيب الصادمة.
وأكد الصحفيون، أنه تم وضعهم في مناطق عسكرية معرضة للقصف، كما تعرضوا للاعتداءات أثناء التحقيق من شخصيات مليشاوية معروفة وحراسة ومسئولي السجون.
وأشار الصحفيون إلى ما أسموها “الممارسات الإجرامية التي أظهرت عداءً ممنهجاً تجاه أي نشاط أو سلوك إعلامي”، مؤكدين أن الجماعة تعمدت إذلالهم بهدف بعث رسالة مفادها أن “الصحافة عدو وأن الصحفيين أخطر من المقاتلين في الجبهات”.
وأشار الصحفيون إلى أن جماعة الحوثي استخدمتهم دروعاً بشرية لفترة ثمانية أشهر وثلاثة أيام، حينما احتجزتهم في سجن احتياطي الثورة القريب من مخازن الأسلحة والمواقع العسكرية، كما منعت عنهم وصول أي أموال أو أغذية أو أدوية كان يقدمها الأهالي لهم.
وقالوا: “لم تكتف بارتكاب جريمة الاعتقال التعسفي، بل مضت في ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بشكل ممنهج ومقصود ومخطط حيث تم الإبقاء علينا تحت ظروف صعبة وقاتلة ألقت بظلالها علينا وعلى أسرنا لتنال من صحتنا النفسية والبدنية”.
الصحفي المحرر، عبدالخالق عمران، قال بأن هناك المئات من المختطفين والمعتقلين يتعرضون لأشد أنواع التعذيب بسجون الجماعة، مشيرًا إلى أن القيادي الحوثي المدعو “عبدالقادر المرتضى” مارس التعذيب بنفسه ضدهم.
ولفت “عمران” إلى أن المدعو “المرتضى”، كان يقول لهم خلال التعذيب: “نحن نتعبد الله بتعذيب الصحفيين”، مؤكدا تعرضه لمضاعفات مرضية جراء التعذيب، وكذا الإهمال الطبي والحرمان من الأدوية.
وفيما اكد الصحفي حارث حميد، أن التعذيب الذي تعرضوا له في سجون الحوثيين لا يوصف، ولا يكاد يُصدَّق، من شدة بشاعته ووحشيته، تحدث الصحفي المحرر أكرم الوليدي، عن تعرضهم لتعذيب ممنهج من قبل الجماعة وحرمان من الأدوية والعلاج، ما أدى إلى تفاقم معاناتهم مع كثير من الأمراض أصيبوا بها في المعتقل.
أما الصحفي المحرر توفيق المنصوري، فقد أوضح بأن القيادي الحوثي، ورئيس ما تسمى “لجنة الأسرى” الحوثية عبدالقادر المرتضى، “مدمن تعذيب”، وأنه “يمارس التعذيب الممنهج ضد المختطفين بشكل يومي، في سجن معسكر الأمن المركزي، بصنعاء، ولا أحد يسأله لماذا فعلت هكذا كونه هو المسؤول عن ملف المختطفين والمفاوض في المشاورات”.
وكشف “المنصوري” عن تعرضه للتعذيب في 20 أغسطس 2022 من قبل القيادي الحوثي المرتضى شخصياً، مشيراً إلى تعرضه لشج في مقدمة الرأس بسبب التعذيب.
وأكد توفيق المنصوري، الذي تعرض قبل أيام لانتكاسة صحية مفاجئة، أن “جماعة الحوثي الإرهابية عديمة العقل والأخلاق وتمارس التعذيب بحق المختطفين يومياً بشكل وحشي وممنهج”.
وتعرض الصحفي توفيق المنصوري، نتيجة التعذيب لمضاعفات خطيرة في مختلف مراكز الدماغ، إضافة لضمور شديد ونزيف مزمن في الدماغ، والتهابات في سحايا وأغشية الدماغ مع توذم وتكدم مع تجمع دموي في نسيج الدماغ، تمثلت بفقد مباشر لوظائف الدماغ، إضافة إلى تهتك كبير في العمود الفقري، وفي الحبل الشوكي، وانضغاط بعض فقرات العمود وتأثر الأعصاب الحسية والحركية لأغلب أجزاء الجسم بما يهدد بشتى أنواع العلل في المستقبل، وكذلك إصابة بليغة بالكلى تظهر على شكل



