تقرير سابق لخبراء مجلس الأمن أكد خطورتها في نشر “العنف”.. “الحوثيون” يدشنون موسم استقطاب الأطفال بـ9 آلاف مخيم صيفي ويعلنون استهداف مليون ونصف المليون طالب

يمن ديلي نيوز: دشنت جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، السبت 29 أبريل/نيسان، دوراتها الصيفية الطائفية في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرتها، وسط إقبال ضئيل على تلك المراكز في ظل رفض أولياء الأمور الدفع بأبنائهم الى تلك المخيمات.
ودأبت جماعة الحوثي المصنفةإرهابياً، على إقامة المراكز الصيفية الطائفية، بشكل سنوي منذ انقلابها واجتياح العاصمة صنعاء أواخر 2014م، بهدف استقطاب الأطفال والشباب، وتعبئتهم بالأفكار الطائفية المستوردة من إيران، وتجنيدهم والزج بهم في مختلف جبهات القتال.
وفي تلك المراكز تقوم الجماعة المصنفة إرهابياً، بتدريس ملازم مؤسس الجماعة “حسين الحوثي”، ومقررات خاصة ذات معتقدات طائفية ومذهبية، عبر أنشطة ودورات مكثفة في مدارس مفتوحة ومغلقة، فضلاً عن برامج ذات طابع عسكري.
وتستهدف الجماعة، هذا العام بحسب تصريحات لرئيس ما يسمى بـ”اللجنة الفنية للأنشطة والدورات الصيفية”، التابعة للحوثيين، عبدالله الرازحي، مليون و500 ألف طالب وطالبة. كما هيأت الجماعة لاستيعابهم، 9 آلاف و100 مدرسة مفتوحة ونموذجية ومغلقة، يعمل فيها 20 ألف عامل ومدير ومدرس في المحافظات والمديريات.
مصادر محلية وسكان في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة الجماعة، أكدو لـ”يمن ديلي”، ان أولياء أمور الطلاب عبروا عن رفضهم إقامة المراكز الصيفية، داعين المواطنين لعدم الزج بأبنائهم في تلك المراكز، التي قالوا بأنها “تساهم في زرع ونشر السموم الطائفية والتي ستكون تبعاتها كبيرة خلال السنوات القادمة”.
وتوقعت المصادر ان يكون الإقبال على المراكز الصيفية الطائفية هذا العام لن يتجاوز ربع الأرقام التي توقعتها الجماعة ونشرتها عبر وسائل إعلامها، مرجعة ذلك الى العزوف الكبير من قِبل الأسر وأولياء الأمور، عن الدفع بأبنائهم الى تلك المخيمات خوفاً منهم على أطفالهم من برامج التلقين الطائفي المكثف والمشبع بثقافة الموت والحقد والكراهية.
ولفتت المصادر الى ان الجماعة تتمارس ضغوطا على المواطنين للدفع بأبنائهم، مشيرة الى ان أولياء أمور في مناطق سيطرة الجماعة يشكون من استمرار تعرضهم لضغوط شديدة من قبل أتباع الجماعة لإجبارهم على إلحاق أبنائهم بالقوة في هذه المراكز الصيفية.
وترصد الجماعة موازنات ضخمة لتجهيز المراكز الصيفية، حيث تشير التقارير أن الجماعة اعتمد العام المنصرم مبلغ تجاوز المليونين دولار، في الوقت الذي يعيش فيه المعلمين بدون رواتب للعام السابع على التوالي.
وفي خطاب له بمناسبة التدشين، دعا زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، القيادات والمسؤولين الموالين له في المحافظات والمديريات إلى التحشيد لهذه الدورات ودعم ومساندة القائمين عليها، مشيرا الى ان “البعض قد يسعى للاختراق وإقامة دورات بطريقة مختلفة لها ارتباطات بتحالف العدوان”.
وأكد “الحوثي”، ان “الإهتمام بهذه الأنشطة في ظل الاستهداف الكبير له يقدم رسالة كبيرة جدا للأعداء بأنه ثابت ومستمر وقوي ويواصل مسيرته”.
وتحذر منظمات حقوقية ومدنية، من خطورة تلك المراكز على عقول وحياة الأطفال، باعتبارها “وكر للإرهاب ومصنع لتصدير مقاتلين وعناصر إرهابية للمستقبل”، وتتخذ الجماعة منها – المراكز الصيفية – غطاءً لتجنيد الأطفال بأعداد كبيرة وتدفع بهم كوقود لحروبها العبثية في اليمن والمنطقة.
وتطرق التقرير السنوي لعام 2021 لفريق الخبراء في شأن اليمن التابع للأمم المتحدة، لانتهاكات ميليشيات الحوثي، بما في ذلك استغلال أنشطة التعليم لدفع الأطفال إلى تبني أفكار محرضة على الكراهية والعنف، وصولا إلى تجنيدهم في جبهات القتال.
وتضمن التقرير معلومات حول استغلال الحوثيين للمعسكرات الصيفية والدورات الثقافية للحشد والتشجيع على الانضمام للقتال.
ومن المعسكرات الصيفية إلى جبهات القتال، وثق التقرير مقتل 1406 أطفال زجّ بهم الحوثيون في ساحات المعارك عام 2020، و562 طفلا بين يناير/ كانون الثاني ومايو/ أيار من سنة 2021، مشيرا إلى أن أعمار الأطفال تراوحت بين 10 إلى 17 سنة، ومعظمهم قتلوا في محافظات عمران وذمار وحجة والحديدة وإب، إضافة إلى صعدة وصنعاء.
وذكر التقرير أن تلك “المخيمات الصيفية والدورات الثقافية التي تستهدف الأطفال البالغين تشكل جزءا من استراتيجية الحوثيين الرامية إلى كسب الدعم لأيدولوجيتهم، وتشجيع الناس على الانضمام للقتال”.



