أهم الاخبارالأخبار

الخبير العسكري “الذهب” لـ”يمن ديلي نيوز”: العملية الجديدة في أبين لاتهدف لإنهاء القاعدة

يمن ديلي نيوز: قال الخبر العسكري الدكتور “علي الذهب” إن العملية العسكرية التي أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي نيته إطلاقها ضد تنظيم القاعدة المصنفة إرهابيا في محافظة أبين (جنوب اليمن) لا تهدف للقضاء على التنظيم بقدر ما تسعى لإظهار وإبراز دور الانتقالي، لا سيما أمام الولايات المتحدة وأوروبا.

وفي 12 ديسمبر/كانون الجاري أعلن الانتقالي الجنوبي إطلاق عملية جديدة ضد القاعدة في أبين تحت اسم “الحسم” هي الثالثة من نوعها، لكن انطلاقها تأجل بسبب عدم نجاح الترتيبات الميدانية للمعركة.

وقالت مصادر في أبين لـ “يمن ديلي نيوز” في وقت سابق إن عدم استكمال الترتيبات يعود لانشغال قوات المجلس الانتقالي في تثبيت وضعها بمحافظتي حضرموت والمهرة واعتراض قائد حزام أبين، حيدرة السيد، ومدير شرطة المحافظة، أبو مشعل الكازمي، على الحملة.

مصادر لـ”يمن ديلي نيوز”: وصول قوات من عدن إلى أبين لبدء عملية جديدة ضد “القاعدة”

الخبر العسكري الذهب قال في حديث خاص لـ”يمن ديلي نيوز” إن الإعلان عن العملية الجديدة جاء بالتزامن مع توسيع الانتشار الأمني والعسكري للمجلس الانتقالي في مناطق النفوذ، ومحاولات تثبيت واقع ميداني جديد (حضرموت – المهرة).

وجاء إعلان الانتقالي الجنوبي لإطلاق العملية بالتزامن مع تواجد وفد سعودي إماراتي بقصر معاشيق في عدن، ضمن تحركات التهدئة للأوضاع في محافظة حضرموت عقب اجتياح الانتقالي الجنوبي لمديريات الوادي ومحافظة حضرموت في 3 و 4 ديسمبر.

“الانتقالي الجنوبي” يطلق ثالث عملية “عسكرية” ضد القاعدة في أبين منذ 2022

ستظل محدودوتوقع الخبير العسكري “علي الذهب” أن تكون العملية الجديدة ضد القاعدة في أبين في حال بدأت “محدودة النتائج ما لم تُبنَ على معالجة شاملة، وقد تفرض واقعًا أمنيًا مؤقتًا أو تغيّرًا في خريطة الانتشار، دون تحقيق استقرار دائم”.

وأضاف: معالجة ملف الإرهاب تتطلب حزمة متكاملة تشمل الحوار الفكري، والعمل الأمني والعسكري والاستخباري، والتنمية، والمصالحة الاجتماعية، وتمكين السلطات المحلية، وتحقيق العدالة.

وتحدث عن جملة تعقيدات أمنية وسياسية واجتماعية متشابكة، أبرزها “اختزال المواجهة في الجانب العسكري، دون استكمالها بمعالجات فكرية وتنموية وقضائية تعالج جذور المشكلة”.

وذكر أن الحملات السابقة التي نُفذت ضد التنظيم في أبين أسفرت عن خسائر بشرية ومواجهات واسعة، لكنها لم تُنهِ وجود القاعدة، الذي ظل قادرًا على إعادة التنظيم والظهور، مستفيدًا من البيئة المحيطة وتعقيدات المشهد.

وشدد الذهب على أن تنظيم القاعدة بات عنصرًا متغيرًا ضمن معادلة سياسية وأمنية معقدة، وأن حضوره يرتبط بتفاقم الأزمات، وله أهدافه الخاصة، كما جرى توظيف ملف الإرهاب في مراحل مختلفة ضمن الصراع القائم.

وأضاف: إبعاد أو تحييد بعض عناصر القاعدة لا يعني القضاء على التنظيم كفكرة وبنية، كما أن الحل لا يكمن في العمل العسكري وحده، بل يتطلب حوارًا فكريًا وتنمية حقيقية في المناطق التي ينشط فيها التنظيم.

عوامل معرقلة

وتحدث الخبير العسكري الذهب عن عوامل عرقلت القضاء على تنظيم القاعدة، من ضمنها وجود تصورات فكرية مغلوطة لدى التنظيمات الإرهابية حول إدارة الدولة والمجتمع، إلى جانب غياب التنمية، واستمرار الفقر، وانتشار الثارات ومظاهر التخلف في بعض المناطق.

ولفت إلى أن الصراع القائم أسهم في انتشار السلاح، وفتح قنوات لاستقطاب المقاتلين لأغراض مختلفة، فضلًا عن أن العنف المتبادل بين التنظيم والسلطات أدى إلى تعقيد المشهد وزيادة اختلاط الوقائع.

وختم الذهب بالتأكيد على أن العمليات العسكرية أو الحملات الإعلامية وحدها لن تُحدث أثرًا مستدامًا، مشددًا على أن الاستقرار مرهون بمعالجات وطنية شاملة، ومراجعة أساليب التعاطي مع الملف في إطاره الداخلي، بعيدًا عن الحلول الجزئية أو المؤقتة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من يمن ديلي نيوز Yemen Daily News

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading