الصمت يخيّم على مجموعات واتساب في مناطق الحوثيين تجاه ذكرى 21 سبتمبر

يمن ديلي نيوز: خيم الصمت الشعبي على مجموعات الواتساب في المحافظات الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي المصنفة إرهابية، تزامنًا مع حلول ذكرى اجتياح الجماعة للعاصمة صنعاء، حيث غاب التفاعل بالتأييد أو الرفض، باستثناء بعض المشاركات التي ينشرها مشرفو الجماعة وتقابل بتجاهل أعضاء المجموعات.
وأظهر استطلاع أجراه “يمن ديلي نيوز” مع نازحين في مناطق الحكومة المعترف بها دوليًا، يشاركون في مجموعات مشتركة مع أقاربهم وأبناء مناطقهم داخل مناطق سيطرة الحوثيين، أن مستوى التفاعل مع احتفالات الحوثيين بهذه المناسبة تراجع هذا العام بشكل غير مسبوق.
النازحون الذين تحدثوا ويحتفظ “يمن ديلي نيوز” بأسمائهم ينتمون إلى محافظات عدة خاضعة للجماعة، أكدوا جميعاً أن التفاعل الشعبي مع ذكرى 21 سبتمبر “يوم النكبة” يكاد يكون معدومًا، بخلاف مناسبات أخرى مثل المولد النبوي التي لا تزال تحظى بقبول واسع.
بما فيها محافظة صعدة، المعقل الرئيسي للحوثيين، أفاد مواطنون مقيمون في مناطق الحكومة أن التفاعل يتراجع عامًا بعد آخر، مشيرين إلى أن منشورات مشرفي الجماعة بشأن المناسبة تمر بصمت كامل، دون أي ردود بالتأييد أو النقد.
ووفق إفادات النازحين فإن مستوى التفاعل الشعبي مع الحوثيين عبر مجموعات الواتساب، وحتى منصات التواصل الاجتماعي الأخرى فيسبوك وإكس، أصبحت شبه غائبة، إلا فيما ندر وبحسابات مستعارة أو بعض من ينتمون عقائديا للجماعة.
يقول نازح من محافظة ذمار: كنا في 2015 ننشر منشورات تهاجم الحوثيين وكنا نواجه هجوم شرس حتى من بعض أقاربنا، حتى وصل الأمر إلى أن تم قطع التواصل بهم، لكن اليوم ننشر بعض المنشورات الناقدة للجماعة لا نجد أي معارضة لها، وأحياناً يدخل البعض على الخاص يؤيد المنشور.
في المقابل رصد “يمن ديلي نيوز” تفاعلا في الاتجاه المعارض للحوثيين بمناطق الحكومة المعترف بها دولياً ظهر على التواصل الاجتماعي حيث شارك المئات في الكتابة تحت وسم #نكبه_اليمن_21_سبتمبر.
واعتبر ناشطين يمنيين، أن 21 سبتمبر “يوماً أسود” في ذاكرة اليمنيين، ولحظة خطف الدولة ومؤسساتها والزج بالبلاد في واحدة من أسوأ المآسي في تاريخها الحديث.
مؤكدين أن جماعة الحوثي اجتاحت صنعاء وسيطرة على مفاصل الدولة تحت شعارات كاذبة، رفعت شعار “إسقاط الجرعة” وخدعت البسطاء بأنها ثورة ضد الفساد، بينما كانت مؤامرة محبوكة لإعادة اليمن إلى عهد الإمامة والكهنوت.
يأتي ذلك في حين شهدت منصات التواصل الاجتماعي احتفاء مبكراً بقدوم العيد 63 لثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962 نشاطًا مبكراً بشكل لافت حيث قام مئات المدونين بنشر الصور والفيديوهات والشعارات الرقمية التي تؤكد التمسك بالقيم الجمهورية والوحدة والحرية.
وتتصدر الصفحات والمنصات الرقمية صوراً شخصية مؤطرة بشعارات الثورة، كما يتم تداول مقاطع فيديو تاريخية، أناشيد وطنية، وصور نادرة لعدد من قيادات ورموز الثورة وجنودها، مما يعكس التفاعل الشعبي المبكر والواسع مع هذه المناسبة الوطنية.



