خطابات يكشفن لـ”يمن ديلي نيوز” دورهن التنسيقي ووسائل اختيار الفتاة اليمنية للزواج من عمانيين

يمن ديلي نيوز: تعتبر الخَطَابة (الدلالة) البوابة الأولى للوصول إلى الفتاة التي يراد تزويجها إلى سلطنة عمان، حيث تقوم “الخطابة” بدور الوسيط بين الأسرة والخطيب المتقدم للفتاة، بعد أن يكون قد اطلع على صور محجبة ومقطع صوتي للفتاة التي اقترحتها له الخطابة.
وفي سياق التحقيق الذي أعده “يمن ديلي نيوز” بعنوان “خَطٌابات يبعن الوهم” سلط الضوء على ضحايا الزواج المختلط ليمنيات من عمانيين، تحدثن ثلاث خطابات (يحتفظ “يمن ديلي نيوز” بأسمائهن حفاظا على خصوصياتهن) عن طرق الوصول إلى الفتاة وماهي المواصفات المطلوبة، وكيف يتم عرضها على الخطيب.
الخطابات كشفن عن أن الزواج غالبا مايتم داخل سلطنة عمان، حيث تدخل الفتاة مع والدها أو شقيقها إلى سلطنة عمان بعد أن يكون قد تم عقد الزواج، وهناك يتم التعرف على الزوج وإتمام مراسم الزواج بدون أي إجراءات رسمية وبدون علم السلطات اليمنية أو العمانية.
الخطابة الأولى، تقول إنها بعد التعرف على الفتاة ومدى استعدادها للزواج تسأل عن “العمر والحالة الاجتماعية (عزباء مطلقة أو ارملة)، وأين ساكنة في عدن صنعاء حضرموت، وإرسال صورة، وإذا جاء عريس وطلب مواصفات معينة أعرض له صورة، أقول هذه موصفاتك، وإذا تم إعجاب العماني يطلب اللقاء بها ويرسل لي تكاليف السفر، ويكون اللقاء في المكلا”.
كذلك الحال مع “الخطابة” الثانية، التي لم تختلف روايتها كثيرًا عن الأولى، لكنها روت تفاصيل أكثر، وقالت: “أسأل عن الاسم والعمر والحالة الاجتماعية، عزباء مطلق أرمل وأرسل صورة وتسجيل مقطع صوتي لأتأكد ممن يتكلم معي”.
وعند سؤالها عن تزويج فتيات صغيرات في السن بعمانيين مسنين، نفت ذلك وقالت “فيه كبار وفيه شباب”. وأضافت: “في أواخر رمضان عقدت لبنات صغار لشباب عمانيين، وبنت من صنعاء في الأسبوع القادم سوف يتم زواجها”.
معدة التحقيق سألتها أيضا عن المهر، فردت: “نتفق من البداية فلوس جديدة، أما في صنعاء غالية، أنا اختلفت مع صاحبة صنعاء على المهر وثم اتفقنا على 85 ألف سعودي”.
وعن كيفية معرفتها بصحة الزوج العماني الجسدية والنفسية، وأخلاقه، كون عدد من الفتيات تعرضن للخداع، قالت الخطابة: “العمانيين محترمين، بلد قانون ولا يقدر يلمس شعرة من رأسك، بلد قانون بلد مش فوضى”.
وحول من يتحمل المسؤولية لو كان العريس العماني بخلاف ما تم وصفه، تؤكد “الخطابة“: “أنا أتواصل مع خطابات معروفات في عمان وحتى أتأكد من الرجل، يتم التواصل اتصال فيديو عبر قوقل ميت للاطمئنان أكثر”.
وأضافت: “لا أتحمل المسؤولية بعد سفر الفتاة وكيف بيكون وضعها، لكن عندما تذهب إلى عمان مع أخوها أو أبوها، تشوف كيف وضعه وعيشته هناك”.
وذكرت الخطابة أنها قبل فترة قصيرة كانت وسيطة لفتيات من محافظات (أبين، إب، وعدن).
وأضافت في ردها عن كيفية إتمام عقد الزواج والتواصل: “بعدما يتم الاعجاب من الطرفين، والتواصل صوت وصورة، نتفق على المهر، ويتم أرساله لي وأقوم بإرساله يوم العقد، وأحيانا يخرج العريس إلى اليمن، لعقد الزواج والتعارف أكثر، وممكن يعمل وكالة للوسيط”.
الخطابة الثالثة، أيضا لم تذهب بعيدًا عما ذهبتا إليه الخطابتين السابقتين، حيث طرحت عليها معدة التحقيق سؤالًا مغايرًا: هل لديك نموج لاستمارات طلب الزواج؟ فأجابت: “لا يوجد.. أنسخ ما طلبت ويتم الإرسال عبر الواتساب، ويشترط إرسال صورة كامل مع تغطية الشعر، مكتوب عليها معلومات تتضمن (الاسم، العمر، المستوى الدراسي، الوزن، لون البشرة، القبيلة.. إلخ”).
وفي سياق حديثها لـ“يمن ديلي نيوز”، سألت معدة التحقيق “الخطابة” عما إذا كان هناك حالات زواج لفتيات من صنعاء؟ فقالت: “قبل أسبوع اتفقنا مع بنت من صنعاء ونزلت عدن لمقابلة العريس مع أخوها والأسبوع القادم سوف يتم العقد”، مؤكدة أن “مهر صنعاء يختلف عن مهر عدن فمهر صنعاء أغلى”.
والسبت الماضي، نشر “يمن ديلي نيوز”، تحقيق “خَطٌابات يبعن الوهم”، يسلط الضوء على ضحايا الزواج المختلط ليمنيات من عمانيين، وتفشي هذه الظاهرة مؤخرًا.
وتناول التحقيق قضايا الزواج المختلط ليمنيات من عمانيين، وقعن ضحايا لوهم السعادة الموعودة على لسان خطابات (دلالات) يعملن على تصيد الفتيات ذات مواصفات جمالية معينة تعاني أسرهن من العوز فيكتشفن بعد الزواج وهم تلك السعادة.
فتيات كثيرات وقعن ضحايا لهذا الزواج في عدن وصنعاء والمهرة وحضرموت، معظمهم قبل العام 2023 حيث أظهر التحقيق أن الفقر والحرب، وغياب الوعي بالقانون العماني قبل 2023 شكلت عوامل في تحول تلك الزيجات إلى مآسي.
وجمعت معدة التحقيق شهادات من أكثر من طرف (فتيات وقعن ضحايا لهذا الزواج، وخطابات تحدثن عن تجاربهن في هذا العمل الذي يحصلن من خلاله على مقابل مادي، وناشطات حصلن على عروض زواج إلى عمان.
التحقيق كاملا على الرابط: https://ydn.news/?p=44408



