أهم الاخبارالأخبار

تفجير منازل “الحفرة” برداع يثير غضبا واسعا في مناطق سيطرة الحوثيين (رصد خاص)

 

رصد خاص أعده لـ”يمن ديلي نيوز” إسحاق الحميري: أثار تفجير جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا لمنازل 8 مواطنين، 2 منها على رؤوس ساكنيها، في مدينة رداع بمحافظة البيضاء (وسط اليمن)، ردود فعل غاضبة ومنددة باعتبارها “جريمة حرب”.

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي، غضبا واسعا إزاء الجريمة التي راح ضحيتها أكثر من 30 مواطنا بين قتيل، وجريح، في حين خرجت قيادات الجماعة محاولة تبرير الجريمة واعتبرتها “تصرفات فردية”.

ولم يقتصر الغضب فقط على ناشطي مناطق سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، فحتى أولئك الساكنون في صنعاء ومناطق سيطرة الجماعة، لم يخفوا امتعاضهم وإدانتهم لتلك الجريمة التي هزت الشارع اليمني.

ورصد “يمن ديلي نيوز”، عدد من التغريدات لناشطين في مناطق سيطرة الجماعة المصنفة إرهابيا، والبداية مع وزير الثقافة السابق، خالد الرويشان الذي كتب تغريدة بعنوان “في رداع اليمن وليس في غزة! “.

وقال الرويشان: “نظامان فقط في العالم يفجّران بيوت المواطنين: إسرائيل والحوثيون في اليمن!”. وأضاف: “ترويع اليمنيين هنا وتفجيرهم نساءً وأطفالاً ورجالاً مع شروق شمس يومٍ رمضاني”.

ودعا الوزير السابق، إلى “محاكمة وعقاب من نفذ وأمر وقرر وشارك في هذه الجريمة فوراً”، مختتما تغريدته بالقول: “خبراء تفجير وتجويع وترويع”، في إشارة إلى جماعة الحوثيين.

النائب في برلمان صنعاء التابع للحوثيين، أحمد سيف حاشد، قال إن جماعة الحوثي “حولت تفجير المنازل إلى سياسة وفلسفة في إخضاع غيرها وإرهاب خصومها”، لافتا إلى أن الجماعة “ظلت تستخدم هذا النهج كجزء من سياستها وفلسفتها المتوارثة، وهي فلسفة قديمة ومتخلفة وانتقامية كانت سارية في عهد الأئمة، وهي في كل حال سياسة تنطوي على قمع محض، وترهيب وإرهاب مريع”.

وقال “حاشد” إن هذه السياسة والفلسفة “لم تعد دولة تعمل بها في العالم غير الكيان الصهيوني”، مضيفا: “هذا الترهيب والإرهاب قد ينجح لفترة من الوقت في إخضاع الشعب أو في إخافة خصومها لبعض الوقت، ولكن تورث كثيرا من الأحقاد والانتقامات التي تتفجر في أول دورة عنف قادمة أو متأتية، وتستمر تتوارث في النفوس في دورات العنف المتعاقبة.. وحتما ستنفجر في وجه صاحبها حتى يطير المخ والمخيخ والنخاع المستطيل”.

وتابع: “الكيان الصهيوني اليوم يستخدم هذه السياسية على نحو واسع باعتبارها تؤدي إلى ترهيب وإخضاع، ومحاولة لاستعادة الهيبة التي ذهبت أو كسرت من قبل الشعب الفلسطيني”، مشيرا إلى أن “مقاومة هذا العمل الهمجي والمريع يؤدي إلى تعرية صاحبه وكشف دمامة وجه السلطة، وبالتالي تكتسب أعمال مناهضتها مشروعية شعبية، وتحضى بتعاطف متسع على نحو مستمر”.

بدوره، قال الناشط أحمد خالد، ساخرا من اعتبار الجماعة الجريمة “تصرف فردي”: “حتى (الإمامة) بكلها ليست سوى تصرف فردي وشهوة شخصية قذرة للتسلط ولاحتكار المال والقرار واختزال الوطن بشخص واحد”.

وأضاف: “في نظرنا هي (جريمة شنيعة)، بينما في نظرهم هي مجرد هواية عادية يمارسها ذلك الكهنوت من وقت لآخر.. صدقوني أن كل بيت لُغمه جاهز وينتظركم جميعاً، (تصرف فردي) كبير يعصف بكل شيء فقط مسألة وقت! وبما أن تلك (الكذبة) لا زالت تجد من يبتسم لها ويجاملها فمؤكد أنها ستستمر في ابتلاع المزيد والمزيد من الضحايا”.

الناشط “معد الرويشان” قال: “مجزرة اليوم في ‎رداع مش تكفي فقط لإسقاط المسيرة ومحاكمة عبد الملك وجماعته.. وإنما تكفي لإشعال ثورة شعبية تقتلع بني هاشم من جذورهم”.

وأضاف: “منذ أول يوم دخل الهاشمي يحي الرسي وإلى اليوم وسلالته يتصرفون مع اليمنيين كغزاة ومحتلين لليمن.. لم يأتوا بشيء جديد الآن في ‎رداع بل هذه أسلافهم وأعرافهم مع الشعب اليمني”.

أما الكاتب والصحفي “ماجد زايد” فقد كتب تدوينة موجهة لزعيم الجماعة قال فيها: “يا سيدي الملك المفدى.. هل شاهدت أشلاء الرعايا؟ قهر الرجال، مخافة الأطفال، حزن النساء على الضحايا؟!”.

في السياق، اعتبر الناشط الصحفي الموالي للجماعة، صلاح الدكاك، جريمة من وصفها بـ“العصابة الأمنية” برداع “أكبر من أن نختزلها في زلة عابرة وبيان إدانة”، واصفا من يحاول تحجيمها أو التهوين منها بـ“قاتل وخائن”.

وأضاف: “أن يحمل عناصر محسوبون على الأمن عدة القتل والتفجير وينسفوا حياةً بكاملها فهذا كبير على الله وعلى الشعب وعلى الثورة”.

تبريرات قيادات الحوثي

في الجانب الآخر، علق عدد من قيادات جماعة الحوثي بين مبرر ومشيد بإجراءات سلطات الجماعة التي اتخذتها لمحاولة امتصاص الغضب الشعبي، والبداية مع رئيس مجلس وكالة “سبأ” بنسختها الحوثية، نصر الدين عامر، والذي كتب قائلا: “أدنا الجريمة ونتابع جبر الضرر والتعويض العادل ونتابع اتخاذ أقسى العقوبات بحق المتورطين”.

وتابع: “وقد وجه الأخ وزير الداخلية بإقالة مدير أمن المحافظة مع عدد من القيادات الأمنية بالمحافظة وإحالتهم للمحاسبة”.

وزير التعليم العالي في حكومة صنعاء (غير معترف بها)، حسين حازب، كتب تدوينة قال فيها: “الأسوأ من الجريمة هو الاستغلال السياسي الرخيص لها.. من اتخذ الإجراءات الفورية ضد الجناة واستنكر ما حصل هي الدولة التي تحترم أدمية من تضرروا.. ومن استغلها هو الذي لا يحترم دماء الضحايا”.

وأضاف: “من دعم سفك دماء اليمنيين من قبل أمريكا وأدواتها ويزعجه مواجهتهم في البحر لا يحق له أن يتكلم في أي شأن من الشئون”.

القيادي في الجماعة، حسين العزي، كتب تدوينة اتهم فيها المنددين الجريمة بـ“المرتزقة”، وقال: “مرتزق تصفق لإسرائيل وأمريكا وبريطانيا وكل أجنبي يعتدي على اليمن وجالس تهين نفسك عندهم وتردد خطابهم عشان يقبلوك جندي رخيص في حربهم ضد البلاد.. والآن تتحدث عن اليمن واليمنيين!! خليك بعيد أحسن”.

وصباح الثلاثاء 19 مارس/ آذار، فجّرت جماعة الحوثي منزلين لـ”آل الزيلعي، وآل ناقوس” بمدينة رداع، تداعت إثره عددًا من المنازل المجاورة على رؤوس ساكنيها، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا بينهم 3 نساء وطفل، وجرح أكثر من 20 آخرين، لا يزال بعضهم تحت الأنقاض.

وقالت المصادر لـ”يمن ديلي نيوز” إن حادثة تفجير منازل “الحفرة” جاءت ضمن حملة أمنية وجه بها محافظ البيضاء ومدير أمن المحافظة المعينين من حكومة الحوثيين (غير معترف بها).

وطبقا للمصادر فإن “عبدالله إدريس” المعين محافظا للبيضاء، وجه مدير أمن المحافظة أبو حسين العربجي بمطاردة وملاحقة المتهم بقتل شقيق المشرف الأمني التابع للحوثيين في رداع “أبو حسين الهرمان”.

وبعد صدور توجيهات محافظ البيضاء التابع للحوثيين – وفقا للمصادر – وصلت سيارة محملة بالعبوات الناسفة مع فرقة هندسية لتركيب الألغام وقامت بتفخيخ المنزل وتفجيره ما أدى إلى تدمير المنزل وتداعي المنازل المجاورة.

ووفقا للمصادر فإن شقيق مشرف الحوثيين قتل على يد شاب من “آل الزيلعي” انتقاما لمقتل شقيقه قبل حوالي عام برصاص مرافقي المشرف في نقطة تفتيش تابعة للحوثيين خلال قيامه بنقل حمولة قات إلى محافظة عدن.

ودأبت جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا على تفجير منازل خصومها، حيث وثقت منظمات حقوقية تفجير الحوثيين أكثر من 900 منزل منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 بينها 130 منزلا في محافظة البيضاء.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من يمن ديلي نيوز Yemen Daily News

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading