طقوس خاصة وعادات متوارثة.. كيف يقضي اليمنيون أول ليلة في رمضان؟

يمن ديلي نيوز: مع إعلان وزارة الأوقاف في الحكومة اليمنية ثبوت رؤية هلال شهر رمضان يبدأ اليمنيون ليلة مختلفة تتواءم مع طقوس شهر رمضان الذي اعتاد فيه غالبية اليمنيين التوقف عن النوم ليلا واستعاضة ذلك بالنوم خلال ساعات النهار.
يفضل كثير من اليمنيين أن يكون شهر شعبان 30 يوما، خاصة متعاطي القات، إذ أن دخول رمضان المفاجئ في حال نقص شهر شعبان يفرض على متعاطي القات الخروج للأسواق بحثا عن كميات إضافية تسمح لهم بقضاء ساعات الليل بلا نوم.
وفقا لمواطنين تواصل معهم “يمن ديلي نيوز” حول طقوسهم في قضاء أول ليلة من رمضان تنوعت ردودهم إلا أنها أكدت أن هذه الليلة ليلة طويلة جدا، نظرا لأنها تفرض عليهم الاستمرار في السهر حتى الفجر، باستثناء القليل ممن يلجأ للنوم ساعة إلى ساعتين قبل تناول السحور.
يقول “حسين الحرازي” – مواطن مقيم في مأرب– إنه بمجرد إعلان دخول شهر رمضان يبدأ جدولا جديدا يواكب شهر الصيام والعبادة فيه، إذ غالبا ما يوفر كمية كافية من القات الذي يمكنه من سهر أول ليلة مع أسرته إلى الفجر.
ويضيف لـ”يمن ديلي نيوز”: بعد إعلان ثبوت رمضان أذهب مباشرة إلى المسجد أصلي تراويح، وبدل ما يكون العشاء الساعة 8، نؤخره إلى الساعة 10 ، لأن أول ليلة تقع طويلة جدا ومن الساعة 11 نخزن (نتعاطى القات) إلى الساعة 2 وبعدها أقوم أصلي قيام وأقرأ قرآن وأتسحر وأسير أصلي الفجر في الجامع”.
“خليل محمد” مالك بقالة في صنعاء يقول إن أول ليلة في رمضان يقضيها في البقالة حتى الفجر لتلبية طلبات الزبائن، إذ وبمجرد إعلان دخول رمضان يزداد الطلب لديه على شراء المشروبات من الماء والغازيات والسجائر، والتي تستخدم إلى جانب تعاطي القات”.
ويضيف: أول ليلة في رمضان يقع فيها شغل تمام وأنا بالنسبة لي أكون مواصل ومخزن طوال الليل وأدخل قبل صلاة الفجر بنص ساعة أتسحر وأصلي الفجر وأرقد بعدها لا 12 ظهر.
فيما يقول “محمد الشيخ” – مواطن في محافظة المحويت – “أول ليلة فرصة يجتمع فيها مع أبناء منطقته في الطويلة ويقضون ليلتهم مع بعض يتعاطون القات حتى الساعة 2 ، بعدها يعود الجميع إلى بيوتهم للاستعداد للسحور وصلاة الفجر، ومن ثم النوم إلى الظهر”.
صحفيون يعملون في المواقع الالكترونية تواصل معهم “يمن ديلي نيوز” وسألهم حول أول ليلة في رمضان، وهم كغيرهم لايفارقون القات، بل يجدونه في أول ليلة من رمضان أحد أهم المعينات لهم لمواصلة التغطيات الصحفية حتى الصباح.
يقول “إياد” – صحفي في عدن اكتفى بذكر إسمه الأول – “أنا بالنسبة لي لا فرق بين رمضان وغير رمضان، فمعظم أيام السنة عندي رمضان، لكن في أول ليلة أضطر لزيادة كمية القات لأنني أواصل التخزينة والسهر إلى السحور”.
ويضيف: “العمل الصحفي مرهق جدا وخاصة في المواقع الإخبارية التي تتطلب منا مواكبة المستجدات أولا بأول، وموافاة المتابعين بكل جديد لذا تكون أول ليلة لي في رمضان عمل، ومتابعة للأخبار والمستجدات وإعداد مواد، ونشر.. إلخ”.
سائق دراجة نارية في باجل “محمد الملحاني” يقول إنه بعد إعلان دخول رمضان يذهب مباشرة إلى سوق القات لشراء كمية جديدة، لكي يغطي احتياج الناس للمشاوير بعد أن يتحول ليلهم إلى نهار.
لكن الملحاني يشكو من وضع وصفه بالمزري يعيشه المواطن في مدينته “باجل” فبقوله: كنا من قبل إذا جاء رمضان تتحرك المدينة كاملة ويحصل في أول ليلة شغل ومصاريف محترمة، لكن هذي الأيام الناس ميتين جوع ، مافيش رواتب ووضع الناس تاعبين قوي”.
المعلم “عابد أحمد”، يقول: “في ليلة رمضان ما نخزن العصر، ونجهز القات بأفضل ما يمكن، وبعد صلاة العشاء، نتعشى ونجتمع في ديوان عام بالقرية، نخزن ونتبادل الحديث حتى مابعد الساعة 12 ليلا”.
وأشار “عابد” في حديث لـ“يمن ديلي نيوز” إلى أن الأطفال يسهرون في الشوارع للعب حتى ساعات الفجر الأولى، فيما يذهب الشباب بعد الساعة 12 ليلا للعب الشطرنج والدمنة”.
ويجمع غالبية اليمنيين على السهر ليلة رمضان لتناول القات، حتى الموظفين في أعمال خاصة، حيث ينتهون من دوامهم المعتاد، الساعة التاسعة أو العاشرة.
“مراد” موظف مبيعات في صنعاء، يقول لـ”يمن ديلي نيوز”: “كون الدوام في ليلة رمضان لا يزال بنفس آلية دوام الفطر، حيث ينتهي دوامي الساعة التاسعة مساءً، وبعد ذلك أذهب لشراد القات وأعود للبيت، أخزن مع الأهل والأولاد حتى يحين موعد السحور”.
بدوره، يقول الدكتور الأكاديمي “د. أحمد”، إن “اليمنيين يعتبرون ليلة رمضان مناسبة دينية خاصة، تعاقبت الأجيال اليمنية على الاحتفال بها، مثلها مثل ليلة العيدين الفطر والأضحى”.
ونوه إلى أن “الأسر اليمنية تعد عشاء خاصا وأكلات شعبية خاصة لليلة رمضان، وبعد تناول العشاء يجتمع الأهل للسهر وتبادل الحديث، في حين تكون فرحة الأطفال كبيرة، حيث يجهزون ألعابا خاصة وفوانيس رمضانية لهذه الليلة، ويظلون يمارسون اللعب والمرح حتى الفجر”.



