مادلالات تأخر الرد الأمريكي على “مزاعم” الحوثيين إسقاط الطائرة المسيرة؟

المحلل العسكري العقيد “ياسر صالح” لـ”يمن ديلي نيوز”: لا يمكن أن يكون هناك رد كون الاستهداف يؤمن وجود بقاء الحوثيين لفترة أطول، وبالتالي بقاء القوات الأمريكية أيضا للحفاظ على مصالحها من الصواريخ الحوثية
يمن ديلي نيوز: أربعة أيام مرت منذ أعلنت جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، إسقاط طائرة مسيرة أمريكية، قالت إنها كانت تحلق قبالة السواحل اليمنية، ولم يصدر حتى اللحظة أي تعليق رسمي من الولايات المتحدة، عدا عن روايات متناقضة لمصادر (مجهولة الهوية) تناقلتها وسائل إعلامية مختلفة.
وعلى العكس من حوادث الاستهدافات التي تتعرض لها القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، والتي يخرج البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) ببيان رسمي فور الحادث، الا أن الأمر يختلف مع حوادث الاستهدافات التي يعلن عنها الحوثيين، حيث لم يرد حتى اللحظة أي تعليق أو بيان سواء للبنتاغون أو البيت الأبيض، على كل الحوادث التي تزعمها الجماعة.
ومع هذا الصمت الأمريكي إزاء حوادث الاستهدافات الحوثية الذي أتاح المجال لأخبار التسريبات والتكهنات، أثيرت تساؤلات عن أسباب ذلك الصمت، ومدى صحة الحادثة من عدمه، وهي ذات التساؤلات التي طرحها ”يمن ديلي نيوز“، على المحلل العسكري العقيد ”ياسر صالح“.
وفي مستهل حديثه، تحدث ”صالح“ عن ”تخادم مشترك“ أبعد من الاستهدافات وإسقاط الطائرات، بين أمريكا والحوثيين، منوها إلى أن حادثة إسقاط المسيرة (المزعوم) ”لا يمثل شيء في عملية الردع الاستراتيجية، وبالتالي ينظر إليها أنها عمل مساعد لوجود القوات الأميركية في منطقة الخليج العربي“.
وقال المحلل العسكري في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز“ إنه ”لا يمكن أن يكون هناك رد كون الاستهداف يؤمن وجود بقاء الحوثيين لفترة أطول، وبالتالي بقاء القوات الأمريكية أيضا للحفاظ على مصالحها من الصواريخ الحوثية، لذلك فإن التصريحات والأعمال الاستفزازية ماهي إلا في سياق الحفاظ على المصالح المتبادلة”.

وذكر “صالح” أن الضربات باتجاه إسرائيل ”غير فعالة“ فبالتالي هي مجرد ”تخادم فقط“، مشيرا إلى أن ”البعد الجغرافي يعطي زمنا للإسقاط والتنبه، ومن خلال كل الأحداث فإن محور المقاومة يحاول تلميع نفسه من خلال القضية الفلسطينية، أما في الواقع فليس هناك تهديد لأي من الأمن القومي الاسرائيلي أو الأمريكي، ويمكن تسمية كل ما يحدث تحت إطار كسب الزخم الشعبي والمزايدة بالقضية الفلسطينية“، حد قوله.
أسباب الاعلان
وأورد ”ياسر صالح“ عدة أسباب وراء إعلان الحوثيين استهداف إسرائيل، أهمها ”المزايدة وترسيخ الواقع الاجتماعي الذي كان منفض من حوله، وكذلك من أجل استعادة الرضى الشعبي، بالإضافة إلى استغلاله للتجنيد والتحشيد لمعاركهم الداخلية تحت مسمى مناصرة القضية الفلسطينية“.
ونوه الى أن الجماعة الحوثية تستغل القضية الفلسطينية للتحشيد، وذلك لتأمين نفسها من أي تحرك ضدها مستقبلا باعتباره ”تحرك ضد القضية الفلسطينية“، لافتا إلى أن الجماعة معروفة بـ ”استخدام القضايا الوطنية والعربية لأجل التحشيد فقط“.
وتوقع استهداف الجماعة لمناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا، خلال الأيام القادمة، تحت مزاعم أن ”السعودية والشرعية هي من تمنع وصول مجاميعها التي تحشدها وصورايخها إلى إسرائيل لكسب الزخم الشعبي فقط“.
والأربعاء الماضي 9 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، في بيان أنها أسقطت مسيرة أميركية من طراز MQ9 في المياه الإقليمية اليمنية “ضمن الدعم العسكري الأميركي” لإسرائيل.
وتناقضت الروايات الأمريكية (الغير رسمية)، بشأن الإعلان الحوثي، في حين التزم البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) الصمت، كما لم يصدر أي تعليق أمريكي رسمي ينفي أو يؤكد الحادثة.
وعقب إعلان الحوثيين في بيان لمتحدثهم العسكري، إسقاط المسيرة الأمريكية، نقلت قناة الحرة الأمريكية، عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، نفيه صحة تلك الأنباء.
وقال المسؤول الذي لم تذكر القناة اسمه أو صفته: “ليس هناك أي بلاغ حتى الآن بشان فقدان الجيش الأميركي لإحدى مسيراته، وتقييمنا الأولي يشير إلى أن ادعاءات الحوثيين بإسقاط مسيرة أميركية غير صحيحة”.
وبعد ساعات من نفي المسؤول الذي نقلت روايته قناة الحرة، نقلت شبكة الـ”CNN“ الأمريكية عن ”مسؤول دفاعي أمريكي“، تأكيده بأن ”الحوثيين المدعومين من إيران أسقطوا طائرة أمريكية بدون طيار قبالة سواحل اليمن”.
وقال المسؤول للشبكة الأمريكية إن الطائرة بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper كانت تعمل في المجال الجوي الدولي وفوق المياه الدولية عندما تم إسقاطها، مؤكدا أن القيادة المركزية الأمريكية تحقق في الحادث.
وسبق أن أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ على إسرائيل، وقالوا إنها كانت ردا على العمليات الإسرائيلية في قطاع غزة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، أغلبهم مدنيون.



