المدونون اليمنيون يشككون في إعلان الحوثيين استهدافهم لإسرائيل.. لماذا؟

يمن ديلي نيوز: في الوقت الذي رحب الكثير من أنصار جماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا، بما أعلنته الجماعة، اليوم الثلاثاء 31 أكتوبر/ تشرين الأول، عن استهداف “إسرائيل”، بقصف صاروخي ومسيّر، لقي الإعلان شكوكًا واسعة في الأوساط الشعبية من مرتادي وسائل التواصل الاجتماعي.
الكاتب والصحفي “سام الغباري”، أعتبر من الحماقة التصديق بأن “محور اللاممانعة قد يؤذي الكيان الصهيوني بأي طريقة كانت”.
وقال: “حتى وإن فعل فسيلتفت إلينا ليقاتلنا مرة أخرى ويشردنا، كما فعل حزب الله بلبنان وقد صفق له كل العرب في عام ٢٠٠٦م عقب خدعة انسحاب مزارع شبعا، ثم ماذا كانت النتيجة، توجهت ميليشياته لقتال سورية واليمن”.
وتابع: “ستدركون يومًا أنكم أهديتم ميليشيا #الخوثي أفضل الهدايا التي لم تكن على باله ولا حسبانه”.
بدوره قال الكاتب والحقوقي “همدان العليي”: الذي قتل مئات الآلاف وهجر وجوع ملايين اليمنيين وسرق أموالهم وممتلكاتهم لا يمكن أن ينتصر للقضايا العادلة بل يتاجر ويستعرض ويحقق أهدافه الخاصة من خلال رفع الشعارات”.
وتابع: “نحن من اليمن والحوثي لا يمثل اليمنيين ونعرف جيدا بأنه يرفع شعار القدس وهو في الأصل أداة ضمن مشروع إيران العنصري التوسعي في المنطقة والذي يستهدف العنصر العربي والسنة أيضا”.
وأردف: “الاحتفاء بمفرقعات الحوثي التي لا تفيد الفلسطينيين ولا تمس المحتل بأي ضرر، تعتبر في نظرنا استهانة بدماء اليمنيين وسخرية من معاناتهم الناتجة عن جرائم الحوثيين.. الاحتفاء بمفرقعات الحوثي التي لا تصيب المتحل بأي ضرري، ولكنها تسوق لإيران على حساب الشعوب العربية ومعتقداتها”.
وفي السياق، قال الصحفي والكاتب “فؤاد العلوي”: يقيني أن استهداف #الحوثيين لإسرائيل مجرد عمليات إعلامية، لكن ردة الفعل الأمريكية الاسرائيلية تجاه المليشيا تظل مقياسا لمدى خطورة هذا الاستهداف.
وتابع: “قد تنفذ #أمريكا ضربة للحوثيين وستكون دعائية، إلا أنها بحاجة لها للحفاظ على صورة الحوثيين كخصم وهمي يوفر لها مبرر أنها تواجه خطر يهددها”.
ورصد “يمن ديلي نيوز” عينة من التعليقات التي كتبها مدونون على تدوينة متحدث مسلحي جماعة الحوثي يحيى سريع التي أعلن فيها استهداف جماعته ميناء “إيلات” الإسرائيلية بصواريخ “مجنحة” وطيران “مسيّر”، في ثالث عملية هجومية.
يقول الناطق باسم مقاومة “آل حميقان” في محافظة البيضاء “عامر الحميقاني”: “المهم، وبعدين كم قتلوا إسرائيليين”، مضيفًا “بطلوا خرط على الناس”.
وتابع: “ثلاث دفعات من الصواريخ والطيران المسير، لم نسمع عنها إلا في البيان الحوثي للمتحدث حق الميليشيا” وأردف: “لم تقتل إسرائيلي، ولم تدمر منشأة ولا آلة عسكرية”، معتبرا ذلك “كلام فاضي وخرط” وأن الحوثيين عبر هذا البيان “فارحين بالتهمة”.
بدوره قال “علي ناصر العولقي” – إعلامي يساند المجلس الانتقالي الجنوبي – “هذه المسرحية الهزيلة هدفها استعطاف الناس وجمع التبرعات لاستثمار معاناة ومأسي أهل غزة مالياً وشعبياً” وليست إلا مجرد “خرافات وأكاذيب”.
وأضاف “لا يوجد فرق بينكم وبين إسرائيل، فأنتم وهم وجهان لعملة واحدة، ومواقفكم على الواقع ضد العرب والمسلمين وخدمة لإسرائيل” مردفا “ما في داعي للمزايدات والشعارات الوهمية الكاذبة يا صهاينة العرب”.
أما الناشط على منصة “إكس” عادل العادل، قال مُعلقًا على “سريع”: “لا تشوهوا المقاومة الفلسطينية.. اتركوها وشأنها يا (…) يا قتلة الأطفال”، مضيفًا “تريدون أن تركبوا الموجة، وتستعطفوا الناس لتبييض جرائمكم القذرة”.
أحمد العماد، إعلامي منشق عن الحوثيين شغل رئيسًا للجنة الرقابية المجتمعية لدى الجماعة، قال: “اضحكوا لكم على السذج”، مخاطبًا متحدث الحوثيين “يايحيى انت عارف في حقيقة نفسك أنك تكذب وان النص الذي تقوله كاذب ولا صحة له”.
وعن الاستهداف، خاطب “العماد” جماعته سابقاً، بقوله: “أنتم أصغر وأجبن من ان تمسوا ربطة حذا جندي إسرائيلي”.
وعلق عشرات المدونين على التغريدة في سياق عدم القبول برواية الحوثيين، مطالبين الجماعة بعدم استغلال هذا الاعلان لحشد مقاتليها لمقاتلة أبناء مأرب وتعز والمحافظات الجنوبية.
وفي وقت سابق من مساء اليوم، أعلن المتحدث باسم جماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا “يحيى سريع” عن تنفيذ جماعته ثلاث هجمات على “إسرائيل” آخرها فجر اليوم بعديد من الصواريخ والطائرات المسيّرة.
وقال “سريع” في بيان، إن جماعته أطلقت “دفعة كبيرة من الصواريخ الباليستية والمجنحة وعددٍ كبيرٍ من الطائرات المسيّرة على أهدافٍ مختلفةٍ للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة”.
وزعم ناطق الحوثيين بأنه وأمام المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة “كان لا بدَّ للقواتِ المسلحةِ اليمنيةِ أن تقومَ بواجبِها بالتوكلِ على اللهِ وانتصاراً للمظلوميةِ التاريخيةِ للشعبِ الفلسطينيِّ العزيز”.
وأكد أن “هذه العمليةَ هي العمليةُ الثالثةُ” التي تنفذها جماعته باستهداف الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بحسب قوله “نصرةً لإخوانِنا المظلومينَ في فلسطينَ”، متوعدًا بتنفيذ جماعته “المزيدَ من الضرباتِ النوعيةِ بالصواريخِ والطائراتِ المسيرةِ حتى يتوقفَ العدوانُ الإسرائيلي”.
وصباح اليوم دوّت صفارات الإنذار في مدينة “إيلات”، الإسرائيلية الواقعة على البحر الأحمر، وقال الاحتلال الإسرائيلي إنه أسقط “هدفاً جوياً” كان يقترب.
وبعد تحذير أولي من احتمال “تسلّل طائرة معادية”، والذي دفع سكان المنطقة للفرار بحثاً عن ملجأ قال الاحتلال الإسرائيلي، إن: “أنظمته رصدت هدفاً جوياً يقترب من الأراضي الإسرائيلية”، زاعماً أنه “لم يكن هناك أي تهديد أو خطر على المدنيين”.
وفي السياق، توعد الاحتلال الإسرائيلي بتوجيه ضربة جوية على “العاصمة صنعاء”، ردًا على الهجوم الحوثي، وقالت هيئة البث الإسرائيلية: إسرائيل تدرس الرد على الحوثيين بعد إطلاق صواريخ بإتجاه “إيلات”.
وكانت “إسرائيل”، أعلنت في وقت سابق، أن جماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا، أطلقت مرتين على الأقل مسيّرات هجومية باتجاهها، جرى اعتراضها مرة واحدة من قبل القوات الأميركية، فيما لم تصل إلى إسرائيل في المرة الثانية، ولم يعلن الحوثيون رسمياً مسؤوليتهم عنها.
وفي الـ19 من الشهر الجاري، أسقطت مدمّرة أميركية في البحر الأحمر، ثلاثة صواريخ “أرض – أرض”، وعدة “مسيّرات”، أطلقها الحوثيون في اليمن، “ويحتمل أنّها كانت موجّهة إلى أهداف في إسرائيل”، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”.



