“حبة الكشري”.. موروث احتفائي طفولي تختص به “حوطة لحج” في آخر يوم من رمضان

تقرير أعده لـ“يمن ديلي نيوز” – محيي الدين عبد الغني: “حبة الكشري”، موروث تقليدية اتسمت به مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج (جنوبي اليمن)، دون غيرها من المناطق اليمنية على مدى العقود الزمنية الماضية، حيث تشهد حارات المدينة عصرية اليوم الاخير من رمضان تظاهرة للأطفال في نهج اعتادوا عليه منذ عشرات السنين ولاتزال حاضرة اللحظة.
من حارة إلى أخرى يطوف العشرات من أطفال المدينة، كتقليد وموروث لحجي اختصت به “الحوطة” على مدى عقود فيما يسمى بـ“حبة الكشري” التي لايعرف سبب تسميتها ومن أطلق عليه هذا المسمى الذي يتزامن مع آخر ساعات شهر رمضان.
ويطوف العشرات من الشباب والأطفال حارات الحوطة بلباس جديد خاص بهذا اليوم، يشتريه أرباب الأسر، ويكون أقل كلفة من لباس العيد فيما تلبس الفتيات جلابيات جديدة، مرددين شعار “واحبة الكشري.. الله.. الله.. لاتنجحي قبلي، الله.. الله.. اندونا.. اندونا.. اندونا”.. “لنتوا تبونا.. اعطونا تميره”.
وتستمر هذه الظاهرة الطفولية بضجيجها من عصر إلى مغرب اليوم قبل الأخير من رمضان، حيث يجمع الأطفال مايجود به عليهم الأهالي في حارات الحوطة من هدايا مختلفة.
ظاهرة لايعرف زمان انطلاقها
الباحث “محمد كرد” يقول إن لحج تميزت وبالذات في مدينة الحوطة وبعض قرى تبن عن غيرها من المناطق في لحج بهذه الطقوس العيدية التي تسبق دخول العيد وهي ظاهرة لايعرف زمان انطلاقها في لحج حيث توارثتها الأجيال جيل بعد آخر دون معرفة بدايتها.
وأشار “كرد” في حديث لـ“يمن ديلي نيوز”، إلى أن “هذا التقليد هو خاص بمدينة الحوطة في لحج حيث يقوم رب الأسرة بشراء ملابس جديدة أقل تكلفة من ملابس العيد، كما تحب الفتيات ارتداء جلابيات جديدة، ويقومون بالطواف من حارة إلى حارة ودق الأبواب وأخذ حصصهم من حبة الكشري في أكياسهم التي تم تجهيزها من سابق، ويتم اعطاءهم الأنواع المختلفة من الحلويات التي قد جهزها كل بيت في لحج من سابق وكل بيت يجهز ما يقدر عليه دون تكلفة”.
ويحمل كل طفل خلال تظاهرتهم جعبة صغيرة وحين ينتهون من صيحاتهم وزواملهم العيدية يتم تقاسم مايجدونه في تجوالهم بين الحارات من نقود مالية وتمر، وكل فرقة من التظاهرة الطفولية الاحتفائية تتباهي في نهاية اليوم أنها تحصلت على الهدايا الأكثر من الاخرى.
مسميات أخرى
من جانبه، يقول “محمد القوصي”، إن “حبة الكشري غير معلوم من أطلق هذه التسمية، سوى أنها دلالة على اليوم الأخير في رمضان الذي يسبق دخول العيد، وهو موروث منذ عقود طويلة يشارك فيها أطفال حارات مدينة الحوطة، حيث يتوزعون بين فرق كل مجموعة تضم مجموعة من الأطفال”.
وذكر “القوصي” في حديث لـ“يمن ديلي نيوز”، أن جميع الأسر في جميع الحارات تجهز نفسها لحبة الكشري من خلال اعطاء كل مجموعة صغيرة تحتفل بالمرور بين الحارات والمنازل مرددة شعارات مختلفة حبيبات من التمر، وشوكلاته ونعنع، وثمة من يعطي مالا حيث تخلق هذه الاحتفائية روح المودة والتراحم والتعارف والالفة”.
وتستعد الأسر جيدا لهذا اليوم، من خلال شراء ملابس جديدة تشترى خصيصا لهذا اليوم ويتم حجز سلل بأسماء الأطفال وصورهم حيث يتم تصوير الهدايا التي يحصل عليها الأطفال من الجيران خلال مرورهم بين الحارات.
وتابع: “توجد بعض المسميات الأخرى في بعض القرى مثل (عليلوه) وبعض القرى (واعيدوه) لكن جميعها تحت مسمى (حبة الكشري) وهي عادات قديمة جدا توارثتها الأجيال وهي تعبير عن الكرم والعطاء الذي يتسم به أهالي لحج وفرحتهم برؤية سعادة الأطفال بحلتهم الجديدة لاستعدادهم لليوم المقبل وهو العيد”.



