غزة في رمضان (24).. نصف عام من الصمود أمام “الجيش الذي لا يقهر”

متابعة خاصة بـ”يمن ديلي نيوز”: يمر حتى اليوم الأربعاء 3 أبريل/ نيسان (24 رمضان) نصف عام على حرب الإبادة الجماعية ومجازر جيش الاحتلال الإسرائيلي الوحشية على قطاع غزة منذُ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أمام صمود غزاوي في وجه أحد أقوى جيوش العالم.
وطبقًا للإحصائيات الواردة عن سلطات القطاع، في اليوم الـ(180) للعدوان الإسرائيلي على القطاع، فقد بلغت المجازر التي ارتكبها الاحتلال منذُ بدء العدوان 2922 مجزرة، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 115 ألفًا و552 فلسطينيًا، مشيرةً إلى أكثر من 70 ألف طن من المتفجرات ألقاها جيش الاحتلال على القطاع حتى اليوم.

وتشير الإحصاءات التي نشره مكتب الإعلام الحكومي في القطاع، اطلع عليها “يمن ديلي نيوز”، إلى أن عدد الشهداء بتلك المجازر يتجاوز 39 ألفًا و975 فلسطينيًا بينهم 7 آلاف مفقود، فيما بلغ عدد المصابين 75 ألفًا و577 فلسطينيًا، لافتًا إلى أن 73% من الضحايا، هم من النساء والأطفال.

وأشار إلى أن من بين الشهداء 14 ألفًا و500 طفل من بينهم 30 طفلاً نتيجة المجاعة، و9 آلاف و560 امرأ، و484 شهيدًا من الطواقم الطبية و65 هم من الدفاع المدني، و140 من الصحفيين.

ومع مرور نصف عام من الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة، تقول إحصائيات السلطات الحكومية إن 17 ألف طفل باتوا يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما، بالإضافة إلى رصد أكثر من 2 مليون نازح.

وصحيًا يوجد في القطاع 11 ألف جريح بحاجة للسفر للعلاج “إنقاذ حياة وخطيرة” و10 آلاف مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة إلى علاج بالإضافة إلى مليون و88 ألفًا و764 شخصًا مصاباً بالأمراض المعدية نتيجة النزوح، علاوة على رصد 8 آلاف حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي بسبب النزوح. وفق الإحصائية.

وتشير الإحصائيات نفسها إلى أن 60 ألف امرأة حامل داخل القطاع مُعرّضة للخطر وذلك لعدم توفر الرعاية الصحية، مع وجود أكثر من 350 ألف “مريض مزمن”، معرضون للخطر بسبب عدم إدخال الأدوية.
وطبقًا لإحصائيات سلطات القطاع فإن جيش الاحتلال اعتقل منذُ بداية العدوان على القطاع 310 موظفًا من الكوادر الصحية و12 صحفيًا ممن عرفت أسماؤهم.

وعلى مستوى الدمار في القطاع، بلغت أعداد المقرات الحكومية التي تعرضت للدمار 171 مقرًا و100 مدرسة وجامعة دمرها جيش الاحتلال بشكل كلي، علاوة على 305 مدرسة وجامعة دمرها الاحتلال بشكل جزئي.

أما المساجد التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي منذُ بدء العدوان بلغت 526 مسجدًا بينها 229 دُمرت بشكل كلي و297 دُمرت بشكل جزئي، بالإضافة إلى نحو 3 كنائس و200 موقع أثري.

وعلى مستوى المساكن، بلغت الوحدات السكنية التي دمرها الاحتلال بشكل كلي 70 ألف وحدة سكنية، في حين بلغت الوحدات السكنية المدمرة جزئيًا 290 ألفًا ولم تعد صالحة للسكن.

كما أخرج عدوان الاحتلال على قطاع غزة حتى اليوم الـ180 للعدوان – بحسب الإحصائيات – 32 مستشفى عن الخدمة و53 مركزًا صحيًا، بالإضافة إلى استهداف الاحتلال بشكل مباشر 159 مؤسسة صحية ونحو 126 سيارة إسعاف.

مجازر اليوم الـ180
وطبقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فإن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية 5 مجازر ضد العائلات بالقطاع، أسفرت عن استشهاد 59 فلسطينيًا وجرح 83 آخرون.

وردًا على مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، قالت فصائل المقاومة الفلسطينية إنها شنت رشقات صاروخية مكثفة على الداخل الإسرائيلي، معها أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية دوي صفارات الإنذار في عدد من مدن الاحتلال.
واستهدفت الرشقات الصاروخية عديد مستوطنات في الداخل الإسرائيلي وعديد من المستوطنات في “غلاف غزة”. وفقًا لوسائل لفصائل المقاومة.

وطبقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، أعلنت دوي الصفارات في مستوطنات “كيسوفيم، سديروت، نفتالي، يفتاح، الجليل الأعلى، شلومي، رامون، الكوش، متات، نتوعاه، وحرفيش”، وغيرها العديد من المستوطنات في شمال فلسطين المحتل.
وميدانيًا، دارت اشتباكات عنيفة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي بعديد محاور في قطاع غزة، مصحوبةً بعمليات نوعية للمقاومة على مواقع وآليات وجنود الاحتلال الإسرائيلي.

وتركزت أعنف المعارك بين الطرفين في محيط مجمع الشفاء الطبي، وشمال مخيم النصيرات، غربي القطاع وفي عديد مواقع ومناطق بمدينة “خان يونس”، جنوبي القطاع.
وقالت “كتائب شهداء الأقصى”، إنها نفذت خلال الـ72 ساعة الماضية 36 عملية ضد جيش وآليات الاحتلال في محاور القتال في قطاع غزة، أدت إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال.

وأشارت إلى أن مقاتليها خلال الساعات الماضية أكدوا بعد عودتهم من خطوط القتال استهداف منزل بقذائف “مضادة للدروع” في “حي الأمل” غربي مدينة “خان يونس” كان يتحصن به عدد من جنود جيش الاحتلال، مؤكدين وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم.
وأشارت إلى دك مقاتليها في ذات الوقت تمركزًا لجنود الاحتلال وآلياتهم العسكرية بقذائف الهاون شمال مدينة “خان يونس”.
من جانبها، قالت “كتائب القسام” إنها استهدفت قوة راجلة لجيش الاحتلال شرق “حي التفاح” بمدينة غزة بقذائف الهاون، وكبدتها قتلى وجرحى.
واستهدفت “كتائب القسام” بالتزامن قوة من جيش الاحتلال متحصنة في أحد المباني شرق “دير البلح” وسط قطاع غزة بقذيفة “TBG” مضادة للتحصينات، وإيقاعها بين قتيل وجريح.
أما “سرايا القدس”، قالت تحدثت عن قتلها جنديًا في جيش الاحتلال من “وحدة الهندسة” شرقي مدينة غزة، تزامنًا مع قصفها بقذائف الهاون تجمعا لجنود وآليات الاحتلال جنوب غرب مدينة غزة.
ولفتت السرايا إلى أنها استهدفت وبالإشتراك مع “لواء العامودي – كتائب شهداء الأقصى”، تموضعًا لجنود وآليات الاحتلال جنوب مدينة غزة، بوابل من قذائف الهاون من العيار الثقيل.
فشل أقوى جيوش العالم
وكشفت حرب الإبادة الوحشية لجيش الاحتلال فشلاً وإخفاقًا ذريعًا لأقوى جيوش العالم أمام صمود فصائل المقاومة الفلسطينية أمام جيش يمتلك من “الترسانة العسكرية” أضعاف عشرات المرات من مقاومة كل ما تمتلكه أسلحة وقذائف مصنوعة محليًا.

وتشتهر إسرائيل بامتلاكها أحد أقوى الجيوش وأحد أقوى الأجهزة الاستخبارية في العالم، حيث خصصت على مدار تاريخها موازنات ضخمة للأغراض العسكرية، غير أن عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي زادت من إلحاح التساؤل عن جدوى كل تلك النفقات وعن مدى كفاءة أجهزة أخفقت في توقع هجمات المقاومة الفلسطينية وصدها.

ويصنف الجيش الإسرائيلي ضمن أقوى 18 جيشًا في العالم، وفقًا لإحصائيات موقع “غلوبال فايرباور”، الأميركي للعام الحالي، ويضم هذا التصنيف القوة الإجمالية للجيش الإسرائيلي بجميع أسلحته وأفراده.

وكشفت “طوفان الأقصى” عن فشل استخباراتي وثغرة أمنية لم تشهدها تل أبيب منذ هزيمتها في حرب أكتوبر عام 1973، وقد جرف الطوفان مليارات أنفقتها دولة الاحتلال منذ نشأتها على ما تسميه الأغراض الدفاعية، حيث يصنف الجيش الإسرائيلي في المرتبة 17 بين أكثر جيوش العالم إنفاقا بميزانية دفاع تتجاوز 24 مليار دولار سنويا.



