أهم الاخبارالأخبارتقارير

بعد 45 يوما.. إسرائيل ”تتعثر“ في أطراف غزة وتواجه الفشل بالانتقام من المدنيين والمستشفيات

يمن ديلي نيوز – رصد خاص: يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ45 على التوالي، مجازر الابادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، من خلال شن أحزمة نارية وقصف المنازل ومراكز الإيواء والمدارس والمستشفيات، والتحرك بريا في محاولة منه للسيطرة على المربع الشمالي من قطاع غزة.

وفي حين يكثف جيش الاحتلال من القصف البحري والبري والجوي ضد مناطق متفرقة في غزة، ما أدى لارتقاء عدد كبير من الشهداء الفلسطينيين غالبيتهم من النساء والأطفال، يواجه مقاومة شرسة شمال وغرب غزة خلال الأيام الماضية وفشل في السيطرة بشكل كامل على مناطق بعينها في ظل حرب العصابات التي تقودها الفصائل الفلسطينية في غزة.

ورغم حشود جيش الاحتلال الضخمة، التي زادت عن 350 ألف جندي وضابط حول قطاع غزة، بالإضافة إلى قوات النخبة وعناصر الوحدات الخاصة، وكثافة العمليات وغزارة النيران، والقصف الأعمى الأهوج، إلا أنه لم يتمكن حتى هذه الساعة من تحقيق إنجازاتٍ ملموسة على الأرض، ولم يتقدم في شمال القطاع سوى بضعة كيلو مترات لا أكثر، وإن كان يتحكم في جزءٍ من شارعي صلاح الدين والرشيد بدباباته التي تقصف من بعد.

وتشهد كافة محاور التوغل الإسرائيلية اشتباكات ضارية لم تهدأ، في ظل عجز جيش الاحتلال الإسرائيلي عن إحكام السيطرة على أي منطقة في غزة رغم محاولات التوغل المستمرة منذ أسابيع، حيث يواجه الاحتلال مواجهة شرسة وحرب عصابات وشوارع تعيق تقدم قواته أو سيطرتها على أي منطقة بشكل كامل في غزة.

ومساء الأحد، أفادت تقارير صحفية بتراجع القوات الإسرائيلية، من عدة محاور من مدينة غزة وشمالي القطاع، بعد معارك مع الفصائل الفلسطينية.

وذكرت وكالة “الأناضول” نقلا عن شهود عيان ومصادر محلية إن الآليات العسكرية الإسرائيلية تراجعت، اليوم، لمسافة 3 كيلو مترات باتجاه الغرب، من مناطق الخضرا وحي الزيتون جنوبي مدينة غزة.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي تراجع أيضا من مناطق مفترق “السرايا” ومفترق “ضبيط” في وسط مدينة غزة، كما تراجعت الآليات العسكرية الإسرائيلية من حي تل الهوا باتجاه شارع الرشيد أقصى غربي مدينة غزة.

كما تراجعت القوات الإسرائيلية من منطقة مفترق “أبو شرخ” في بلدة جباليا شمالي القطاع باتجاه شمال الغرب إلى مفترق “الصفطاوي” في شمالي القطاع، بحسب المصادر نفسها.

وجاء تراجع الجيش الإسرائيلي على وقع اشتباكات عنيفة بين قواته وأفراد المقاومة الفلسطينية في منطقة حي النصر ومحيط مجمع الشفاء الطبي ومحيط منطقة السرايا وفي حي الصبرة جنوبي مدينة غزة.

ونشرت كتائب القسام، فيديوهات وصور مسجلة لعناصرها وهم يستهدفون عددا من الدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية والجنود المتحصنين في مبان بمدينة غزة، وفي مشفى الرنتيسي للأطفال، في شارع النصر، غربي مدينة غزة.

أسباب التعثر

الخبير العسكري، فائز الدوير، أرجع التعثر الإسرائيلي إلى ضراوة المقاومة وعنف المواجهات على الأرض واعتمادها على التعامل من مسافات صفرية، وفقا للجزيرة.

إلى جانب ذلك، فإن توغل قوات الاحتلال في المناطق السكنية يعني تراجع دور سلاحي الجو والمدفعية في المعارك لأنهما يسطحان الأرض قبل التوغل، لكنهما لا يقصفان أي مكان خلال تواجد القوات فيه، كما يقول الخبير العسكري.

ويرى “الدويري” أن الصورة الحالية للمعارك تؤكد أن المباني التي دمرها الاحتلال تحولت إلى غطاء لمقاتلي المقاومة الذين يخرجون من تحت الركام، وهو ما دفع إسرائيل لإدخال قنابل تفجير يصل عمق تأثيرها إلى نحو 30 مترا، في مناطق مدمرة أصلا، وفق تعبيره.

وتتمثل معضلة الجيش الإسرائيلي -برأي الخبير العسكري- في أنه دخل بكافة قوته وعتاده لمواجهة مجموعات غير ظاهرة على الأرض لكنها تكمن تحتها بالساعات لكي تخرج في لحظة بعينها في حدود فردين أو 3 أفراد للإجهاز على الخصم أو الموت.

وفي بُعد آخر، تواجه إسرائيل أزمة تمويل بسبب الضغط الكبير الذي يفرضه استدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط على اقتصادها، لأنها غير قادرة على تحمل هذه التكلفة لشهور مقبلة.

ارتفاع قتلى الاحتلال

وأعلن جيش الاحتلال ارتفاع قتلاه إلى أكثر من 60 قتيل، في حين تتحدث مصادر ووسائل إعلام عبرية أن قتلى جيش الاحتلال أكثر مما يتم اعلانه بكثير، حيث كشف عامل في مقبرة هرتزل العسكرية بمدينة القدس، أنهم يستقبلون جنازة كل ساعة أو ساعة ونصف.

وقال العامل في مقابلة مع “الجزيرة”، إنهم يستقبلون جنازة كل ساعة أو 90 دقيقة، وهو ما يضطرهم إلى فتح عدد كبير من القبور لاستقبال القتلى، كاشفاً أنهم قاموا بدفن 50 قتيلاً في يومين.

ويأتي هذا فيما تُشير تقديرات إلى أن إسرائيل تُخفي الأعداد الحقيقية لأعداد جنودها الذين قُتلوا في معارك غزة، ومنذ بداية العملية البرية الإسرائيلية على قطاع غزة، يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ينشر جيش الاحتلال الإسرائيلي عدد قتلاه بشكل شبه يومي، دون ذكر عددٍ إجمالي لجنوده القتلى والجرحى منذ ذلك الوقت، فيما ثمة تضارب بأعداد القتلى في الصحف الإسرائيلية.

قصور الاستراتيجية

ويظهر ارتفاع عدد قتلى جيش الاحتلال في معارك غزة إلى أكثر من 60 منذ بدء التوغل البري، قصوراً في الاستراتيجية المعتمدة في مواجهة كتاب القسام وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية.

وسلط تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية السبت، الضوء على هذه الاستراتيجية ومدى فعاليتها في تحقق هدف إسرائيل المعلن من الحرب وهو القضاء على حركة حماس. وقالت إن إسرائيل تحرز تقدماً في السيطرة على الأرض، لكنها لم تتمكن بعد من هزيمة حماس أو إطلاق سراح ما يقرب من 240 رهينة تحتجزهم الحركة.

وبينت الصحيفة أن “هناك أكثر من 40 ألف جندي إسرائيلي يحاصرون غزة، فيما تستهدف القوات الإسرائيلية المخابئ والأنفاق التابعة لحماس منذ أسابيع، لكن حتى الآن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ناجحة”.

وتنقل الصحيفة عن مسؤولين عسكريين أميركيين القول إن نظراءهم الإسرائيليين أبلغوهم أن يتوقعوا أسابيع أخرى من عمليات “التطهير” في شمال قطاع غزة قبل أن تبدأ إسرائيل بتوسيع الهجوم البري وشن عملية منفصلة في جنوب القطاع.

لكن الصحيفة تشير إلى وجود أسئلة حول الاستراتيجية الإسرائيلية منها: كيف سيتم القضاء على حماس إذا اندمج مسلحوها مع بقية السكان أثناء توجههم جنوبا؟ وإلى متى تستطيع إسرائيل تحمل الضغط الدولي المتزايد من أجل وقف إطلاق النار مع تزايد الخسائر في صفوف المدنيين في غزة؟ والأهم من ذلك، هل كان مستشفى الشفاء بالفعل هدفا عسكريا مهما بما يكفي لمداهمته؟

إلى ذلك، يؤكد المحلل العسكري الإسرائيلي البارز، عاموس هارئيل، أن من السابق لأوانه الحديث عن انهيار حماس في غزة، مشيرا إلى أن قوة كبيرة في غزة الآن وتركز على مهاجمة مخيم جباليا للاجئين وحي الزيتون وعدد من الأحياء القريبة من مدينة غزة”.

وأضاف في تحليل نشرته صحيفة “هارتس” الاسرائيلية: “خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من العمليات البرية، لم يدخل الجيش الإسرائيلي هذه الأحياء الواقعة شمال وشرق المدينة”.

وقال: “كانت استراتيجية الجيش هي أنه من الأفضل نشر قوات كبيرة تتحرك ببطء وتضمن أمنها، بدلاً من الدخول بسرعة إلى المناطق قبل “تطهيرها” من المقاومة بالنيران الجوية والمدفعية”.

واستدرك: “ومع ذلك، كما قيل خلال الأسابيع القليلة الماضية، من السابق لأوانه الحديث عن انهيار حماس”، وقال بشأن “حماس”: “لا تزال قدراتها في الجنوب سليمة وقيادتها المختبئة هناك أيضاً”.

تعويض الفشل بالانتقام

ومع دخول الحرب أسبوعها السادس، تواصِل القوات الإسرائيلية استهداف مستشفى الشفاء ومستشفى القدس، بعدما سبق لها حصار مستشفيات الإندونيسي، والرنتيسي، والنصر، والعيون، والصحة النفسية، في مناطق شمال ووسط القطاع.

ويأتي استهداف إسرائيل للمستشفيات، خاصة مجمع الشفاء الطبي، تحت ذريعة وجود أنفاق، وأن المجمع هو مركز قيادة عسكرية لحماس، ولم تحقّق قوات الاحتلال  أيا من الأهداف التي أعلنتها؛ فلم تعثر على أنفاق ولا مركز ولا قيادة، ولم تعثر أيضا على أسرى، كما لم تقدّم ما يثبت هذه الادّعاءات؛ ما يعني أن هناك فشلا استخباراتيا.

ويرى خبراء عسكريون أن الاحتلال  “لم يحقّق أي مكسب أو إنجاز عسكري في الميدان باستهداف المستشفيات فقط دمر البنية التحتية في شمال القطاع واستهداف أهم شريان للحياة لإجبار السكان على الرحيل”.

وتعرض المستشفى الإندونيسي، شمال مدينة غزة، الاثنين، لإطلاق نار مباشر بالرصاص الحي من قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي بالتزامن مع استمرار قصف محيطه بالمدفعية.

وقالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إن “جيش الاحتلال أطلق الرصاص الحي بشكل مباشر على المستشفى الإندونيسي الذي يعجّ بالجرحى، بالتزامن مع قصف مدفعية الاحتلال محيط المستشفى بشكل عنيف”.

وأضافت: “أُصيب عدد من المواطنين بجروح مختلفة بينهم طبيب”، وحسب شهود العيان، أدى القصف الإسرائيلي إلى “انقطاع الكهرباء عن المستشفى بعد توقف مولداته عن العمل”.

وأفادت الوكالة نقلاً عن مصادر محلية، بأن “مدفعية الاحتلال التي تحاصر المستشفى الإندونيسي وتقصف محيطه منذ ساعات الليل الأولى، أطلقت عدة قذائف وصواريخ بشكل مباشر صوب مدرسة الكويت، قرب المستشفى، التي تؤوي عدداً من النازحين”.

ويعد المستشفى الإندونيسي الأكبر في محافظة شمال غزة، ويخدم مئات الآلاف من السكان في المحافظة والمناطق المحيطة، خصوصاً مع توقف عدد من المستشفيات عن العمل بفعل القصف الإسرائيلي.

ارتفاع حصيلة الضحايا

ومساء الأحد، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة إلى أكثر من 13 ألف شهيد بينهم أكثر من 5500 طفل، و3500 امرأة.

وقال المكتب، في بيان، إن عدد الإصابات زاد على 30 ألف إصابة، أكثر من 75% منها من الأطفال والنساء. وأضاف أن عدد “المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي بلغ أكثر من 1330 مجزرة”.

وتابع: “بلغ عدد المفقودين أكثر من 6 آلاف مفقود، إما تحت الأنقاض، وإما جثامينهم ملقاة في الشوارع والطرقات، بينهم أكثر من 4000 طفل وامرأة، ويمنع الاحتلال أحداً من الوصول إليها”.

في السياق أشارت وكالة الأنباء الفلسطينية إلى قصف إسرائيلي في محيط مستشفى العودة، شمال القطاع أيضاً، كما قُصف منزل عائلة الحسنات بحي الدرج في مدينة غزة بعدة صواريخ، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين نُقلوا إلى المستشفى الإندونيسي.

وفي مدينة غزة، استُشهد عدد من المواطنين وأُصيب آخرون جراء قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منطقة عسقولة بحي الزيتون جنوبي مدينة غزة، إضافةً إلى قصف آخر في حي الصبرة، فيما عشرات المواطنين ما زالوا تحت الركام في ظل الأوضاع الجوية الماطرة وصعوبة وصول طواقم الدفاع المدني والإسعاف”، وفق “وفا”.

وحسب “وفا”، فإن “طائرات الاحتلال قصفت عدة منازل ضمن مربع سكني كامل في جباليا البلد والمخيم شمال القطاع، تقطنها عائلات نبهان، وقرموط، وشعبان، وسعد، وقدورة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المواطنين، إضافةً إلى وجود العشرات تحت الأنقاض بينهم أطفال ونساء”.

إعدامات مباشرة

واتهم مدير عام مستشفيات غزة، محمد زقوت، الإثنين، الاحتلال الإسرائيلي بالقيام بـ”عملية إعدام مباشر للجرحى والمرضى في المستشفيات” في قطاع غزة.

وذكر ”زقوت“ في تصريحات صحفية أن “الاحتلال أنهك المستشفيات في شمال قطاع غزة وفي جنوبه”، مشيراً إلى أن “الاحتلال يقوم بعملية إعدام مباشر للجرحى والمرضى في المستشفيات”.

وأضاف: “هناك 260 جريحاً في مجمع الشفاء الطبي (غربي مدينة غزة)، يموت واحد منهم كل يوم”، موضحاً أن المستشفى الإندونيسي بدوره يضم “آلاف النازحين ونحو 200 من الكادر الطبي”.

وكانت الوزارة الفلسطينية حذرت في بيان من أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي تضع آلاف الجرحى والطواقم الطبية والنازحين في دائرة الموت، نتيجة الاستهداف المباشر والمتكرر للمستشفى الإندونيسي”.

وصباح الأربعاء الماضي، اقتحم الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء بعد حصاره لأيام، حيث يضم مدنيين نزحوا من ديارهم، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل بالمنطقة، وأجبر كل من بداخله على الإخلاء القسري خلال الأيام الماضية.

يأتي ذلك في ظل مواصلة الجيش الإسرائيلي شن غارات يومية على جنوبي القطاع رغم إعلانه “منطقة آمنة” بغية دفع السكان في شمال القطاع إلى النزوح إليه.

وسبق أن تحدث المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مراراً، عن بلاغات تفيد بوجود جثث لمئات النازحين الفلسطينيين على طرقات كانت قد أعلنتها إسرائيل “آمنة” باتجاه جنوب القطاع.

وتواصل إسرائيل لليوم الـ44 شن حرب مدمرة على غزة؛ خلّفت أكثر من 13 ألف قتيل فلسطيني بينهم أكثر من 5 آلاف و500 طفل، و3 آلاف و500 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75 بالمئة منهم أطفال ونساء، بحسب بيانات رسمية فلسطينية، وسط دعوات لفتح تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من يمن ديلي نيوز Yemen Daily News

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading