أهم الاخبارالأخبارتقارير

ما أسباب تعثر تشكيل ”حكومة كفاءات“ في صنعاء بعد شهر على إقالة ”حكومة الشراكة“..؟

تقرير خاص أعده لـ”يمن ديلي نيوز“: إسحاق الحميري: أعلن زعيم جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، عبد الملك الحوثي، في 27 سبتمبر/أيلول الفائت، عبر خطاب له بمناسبة المولد النبوي، إقالة حكومة ”بن حبتور” (غير معترف بها)، بتهم ”الفساد“ وتحت لائحة ”التغييرات الجذرية“، وتكليفها بتصريف الأعمال، حتى يتم تشكيل ”كفاءات“.

وبعد مرور شهر على إقالة الحوثيين حكومة ”بن حبتور“، وتكليفها بتصريف الأعمال، كمرحلة أولى من خطة ”التغييرات الجذرية“، التي وعد بها زعيم الجماعة، لم تعين الجماعة ”حكومة الكفاءات“، وبدلا من إعلان تشكيلها، خرج رئيس مجلس حكم الحوثيين “مهدي المشاط” لشكر جهود الحكومة المقالة، والإشادة بـ”إخلاصها ومسؤوليتها“.

وحتى اللحظة لاتبدو أي بوادر تشير إلى قرب تشكيل الحوثيين لحكومة بديلة، وهو الأمر الذي يثير التساؤلات حول دلالات هذا التأخر في تنفيذ المرحلة الأولى من التغيير الجذري الذي تحدث عن زعيم الحوثيين قبل أربعة أشهر.

بلا مشروعية

في البداية يستبعد المحلل السياسي الدكتور عادل دشيله، قدرة جماعة الحوثي على تشكل حكومة بمفردها في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.

وقال ردا على تساؤل”يمن ديلي نيوز“، إن جماعة الحوثي في البداية كان لديها ”مشروع عقائدي سياسي أيدلوجي“ تريد تطبيقه في الواقع، وتشكيل سلطة تنفيذية لتنفيذه، إلا أن المظاهرات الشعبية التي رافقت الاحتفالات بذكرى ثورة 26 سبتمبر في مناطق سيطرتها، ”أثبتت عدم وجود الحاضنة الشعبية القوية لهذا المشروع“.

وقال إن تلك المظاهرات جعلت الجماعة تتراجع عن إعلانها بعد أن كانت وعدت بـ”تغييرات جذرية واسعة“، فلجأت إلى “إقالة الحكومة وتكليفها بتسيير الاعمال وهذا مؤشر على التخبط لدى جماعة الحوثي، لأنها بلا مشروعية سياسية قانونية“.

واستبعد ”دشيلة“ أن تكون جماعة الحوثي قادرة على تشكيل حكومة بمفردها في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، مشيرا إلى أنه وفي حال تجرأت الجماعة على ذلك، فإنه سيخرج ”قوى الشراكة الصورية“، خارج المشهد وبالتالي يفقدها الزخم السياسي“.

وتابع: “لن تتجرأ جماعة الحوثي على تشكيل حكومة عقائدية مؤدلجة مذهبيا لكنها ستبقي حكومتها الحالية، حتى تتضح لها الرؤية في ما يخص حوارها مع التحالف، ولهذا أي خطوة تقوم بها لا معنى لها من الناحية السياسية والقانونية والدستورية، لأنه لا أحد يعترف بها حتى هذه اللحظة”.

وقال إن “تخبط” جماعة الحوثي ”مؤشر على أنها غير قادرة على تقديم رؤية وطنية في الداخل كونها جماعة عقائدية لا تملك مشاريع وطنية، ولا يمكن أن تغير من الواقع لصالح المواطن اليمني، وإنما تسعى لتطبيق مشروعها العقائدي والسياسي على حساب مصالح اليمنيين العليا”.

وأردف: ”لا نستطيع التنبؤ بما سيحدث، لكن الواقع يقول إن الجماعة باتت في موقع حرج، فهي لم تنتصر لا سياسيا و لا عسكريا، وباتت في مواجهة الشارع، ولا تريد أن تتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والاقتصادية أمام الشعب، وتشكيلها حكومة منفردة، سيجعلها المسئول الأول عن وضع المناطق الواقعة تحت سيطرة الجماعة”.

طوفان الأقصى

بدوره، قال الصحفي والمحلل السياسي “همدان العليى” إن إعلان الحوثيين إقالة حكومتهم كان هدفه الأساسي “امتصاص غضب الشارع، بالإضافة لتهيئه الأوضاع لتشكيل حكومة خاصة بها تقوم بكل عمليات النهب والسلب وتخدم مشروعها”.

وأرجع “العليي” في رده على تساؤل “يمن ديلي نيوز” تأخر الحوثيين في إعلان حكومتهم لأحداث “طوفان الأقصى”. مردفا: ”طوفان الأقصى كانت سبب رئيس في تأخير إعلان الحكومة، ومنحتهم فرصة لاختيار أشخاص تابعين لها فقط لتستكمل بهذه الحكومة سلب ما تبقى من مقدرات الشعب وثروته”.

وفي أكتوبر من العام 2016 أعلن الحوثيون عن تشكيل حكومة شراكة مع شركاء عملية اجتياح العاصمة صنعاء مكونة من الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام وأحزاب أخرى برئاسة “عبدالعزيز بن حبتور”.

وخلال السنوات الماضية لتشكيل الحوثيين حكومة الشراكة، واجهت الحكومة تضييق الحوثيين وتقليص تواجد أعضاء المؤتمر الشعبي العام وبقية الأحزاب في المؤسسات الحكومية واستبدالهم بحوثيين، وفرضت إجراءات رقابية صارمة على المؤسسات التي يديرها محسوبين على المؤتمر الشعبي العام من بينها تعيين مشرفين ونواب يتولون المهام الرئيسية بدلا عن الوزراء.

شكر وثناء

الأربعاء الماضي أشاد المجلس السياسي للحوثيين (مجلس حكم الجماعة) أشاد بما وصفه بـ”إخلاص“ حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها، عبدالعزيز بن حبتور، (غير معترف بها)، بعد شهر من إقالتها بتهم ”الفساد“.

وطبقا لوكالة (سبأ) التابعة للحوثيين، فإن مجلس حكم الجماعة، برئاسة ”مهدي المشاط“، استعرض عددا من التقارير والأفكار بخصوص التغيير الجذري والجهود القائمة بشأن الهياكل المؤسسية وحكومة الكفاءات.

ونقلت الوكالة عن المجلس قوله: ”نجدد الشكر والثناء على حكومة تصريف الأعمال بقيادة الدكتور عبدالعزيز بن حبتور التي تواصل إدارة الشأن العام بكل مسؤولية وإخلاص“.

وفي 27 سبتمبر/أيلول الفائت، أعلن زعيم جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، عبد الملك الحوثي، في خطاب له بمناسبة المولد النبوي، إقالة حكومة ”بن حبتور” (غير معترف بها)، بتهم ”الفساد“ وتحت لائحة ”التغييرات الجذرية“.

وتحدث ناشطون في المؤتمر الشعبي العام في صنعاء أن ما يسمى بـ”التغييرات الجذرية” القادمة، التي دشنها زعيم الحوثيين، بإقالة حكومة “بن حبتور”، ستشمل إقصاء من تبقى من كوادرهم في المؤسسات الحكومية والاستفراد بها إنهاء الشراكة التي اقتضتها مرحلة إسقاط صنعاء في العام 2014.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من يمن ديلي نيوز Yemen Daily News

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading