أهم الاخبارالأخبارتقارير

القدرات الجوية للحوثيين انعكاس للقدرات “المتواضعة” للإيرانيين (تحقيق)

يمن ديلي نيوز – ترجمة: عند الحديث عن القوة الجوية لجماعة الحوثي المصنفة إرهابيا نركز على الطيران المسير، ونفصل عنها القوة الصاروخية الذي سنتناوله قادم الأيام، كما لا يشكل إعادة صيانة مروحيات وطائرات حربية قديمة أي أهمية في معادلة الحرب حاليا.

هذا التحقيق الاستقصائي الذي نشرته “شيبا انتلجنس” – موقع باللغة الانجليزية يعنى بالشأن اليمني – توصل إلى معلومات دقيقة عن قدرات جماعة الحوثي الجوية التي اكتسبتها نتيجة نقل تجربة إيران إليها في صناعة المسيرات.

تتبع التحقيق المواصفات الفنية والعملياتية للمسيرات التي تمتلكها جماعة الحوثي، من خلال معلومات خاصة من داخل الجماعة ومقارنتها بالتقارير الصادرة من لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة الذين حققوا في حوادث استهداف الحوثيين للمنشئات الحيوية في السعودية والامارات واليمن والتقارير المنشورة ، إلى جانب أن المحققين تتبعوا المعلومات الفنية الصادرة من الشركات المصنعة للمحركات التي استخدمت على المسيرات ، والمقارنة بين المسيرات التي لدى الحوثيين ونظيراتها الإيرانية، مع الاستناد الي بعض الحقائق العلمية الخاصة بالطائرات المسيرة والمحركات التي التابعة لها.

أنواع مسيرات الحوثي:

في هذا التحقيق تم رصد ١٤ نوعا من المسيرات التي هاجمت بها قوات الحوثي خصومها أو استعرضتها في احتفالات وعروض عسكرية أو أعلنت عنها.

يتناول التحقيق نوعية المسيرة والمواصفات الفنية والعملياتية لها والمواصفات الفنية للمحرك الذي تعمل به، وبالتفصيل يستعرض مهام المسيرة وأبعادها (الطول وعرض الجناح) وسرعة التحليق ومدى الطيران ومدة التحليق ومدى لتحكم والارتفاع الأقصى والوزن المحمول والوزن الإجمالي للإقلاع وطراز المحرك وطاقة لمحرك وقوة الدفع الثابتة للمحرك.

جدول خاص بالمسيرات التي يمتلكها الحوثيون

المهمات التي تقوم بها مسيرات الحوثيين:

كل المسيرات لديها مهمتين الأولى الرصد والاستطلاع والثانية الهجوم والاستهداف، ومن هنا فإن المسيرات التي لدى الحوثيين وصممت لتقوم بالمهمتين في آن واحد خاصة الانتحارية منها، يتم استخدامها لتوجيه الصواريخ التي تطلق على أهداف ثابتة.

فمثلا للرصد والاستطلاع يستخدم الحوثيون أنواع محددة أطلق عليها مسميات خاصة منها ( رقيب – هدهد ١ – راصد – مرصد- صماد ١ ) ، أما للاستطلاع والقيام بمهمات انتحارية فمثل ( قاصف ٢كي – صماد ٢ – صماد ٣)، وللرصد والاستهداف والقصف والهجوم مثل ( قاصف -الصماد ٤ – شهاب – وعيد  – خاطف – رجوم)

علاقة مسيرات الحوثيين بالمسيرات الإيرانية:

المسيرة التي تسمي قاصف-2K والمسيرة شهاب هما نسخة من طائرة ابابيل -T الإيرانية، أما المسيرة التي تسمي وعيد هي نسخة من المسيرة الإيرانية شاهد-136 الانتحارية.

المسيرة صماد-3 هي نسخه من المسيرة صماد-2 ولكنه تم تطويرها بحيث تم زيادة المدي لها عن طريق تركيب خزان وقود أكبر من الذي كان في صماد-2، وقد نقلت تكنلوجيا ابابيل-2 الي طائرة صماد-3 التي من مهامها الاستطلاع ومراقبة ساحة المعركة ودوريات الحدود والتصوير الجوي وتصحيح نيران المدفعية وكطعم لجذب الدفاعات الجوية وتنفيذ المهام الانتحارية.

المسيرات المسماة (صماد-4 ومرصاد وخاطف وشهاب) تم الإعلان عنهم لكن لم تستخدم حتى الان، لكن يمكن أن تكون ضمن المسيرات التي خضعت لتطوير على يد خبراء ايرانيين.

مواصفات وكلفة المسيرات الحوثية:

تصنف مسيرات الحوثيين بأنها ذات محركات بوسطنية وتعتبر من المستوى تحت ال 50٪ من الكفاءة، وتعمل بالوقود السائل ( البنزين) أو ما يسمى ( الجازولين)، وهذا النوع تكون فعاليتها في حدود ارتفاع 4500 متر عن سطح البحر، بينما ترتبط بالمحطة الأرضية في أقصى مدى 250 كم فقط.

تتراوح كلفة معظم المسيرات الحوثية بين ١٠ آلف وعشرين آلف دولار بدون المحطة الأرضية، أكثر من ٧٥٪ من المبلغ تذهب لقيمة المحرك وأجهزة الاتصال والملاحة وكاميرا التصوير، بينما أقل من ٢٥٪ فقط من قيمتها لشراء المواد الخام التي يصنع منها جسم المسيرة في قوالب جاهزة.

الصماد كعينة :

ومن خلال المواصفات من بين مسيرات الحوثيين قد نجد أن كلفة صماد ٣ هي الأعلى، حيث لا تزيد كلفة تجهيزها عن ٢٥ آلف دولار، ومن خلال مواقع بيع القطع التي تتركب منها المسيرة نجدها ذات قيمة في متناول اليد كالتالي:

تحليق المسيرات الحوثية:

كما تطرقنا إلي أن المسيرات الحوثية فعاليتها في حدود ارتفاع 4500 متر عن سطح البحر، ولفهم أوسع لقدرات المسيرات التي يمتلكها الحوثيون علينا فهم بعض الحقائق العلمية عن المسيرات، فالطائرات المسيرة التي تستخدم المحركات البسطونية يكون أقصى ارتفاع للطيران هو 7000 م، بحيث تكون سرعتها حوالي 47 م / ث -52 م / ث، ومسيرات الحوثيين قد تصل لهذا الارتفاع لكن تكون غير قادرة على تنفيذ المهام كما تكون على ارتفاع ٤٥٠٠ متر إلى ٥ آلف متر، حيث ينخفض الحد الأقصى لمدى الملاحة والتحمل للطائرات بنسبة 5.8 ٪ و8 ٪ على التوالي، مع كل زيادة قدرها 1000 متر في الارتفاع.

نظرياً بعد ارتفاع4500 متر، يكون ضغط الهواء منخفض جدًا، مما يجعل مروحيات المسيرة غير فعالة (لا يمكن أن تدفع الهواء لترتفع كثيرًا).

المحركات التي قدرتها في حدود 20 حصان لا تزيد سرعة الطائرات التي تركب عليها عن 220 كم /ساعة ولها القدرة على رفع طائرة بحمولة لا تزيد عن 150 كجم.

تنخفض قوة الدفع الثابت للمحركات البسطونية عند ارتفاع 1800 متر بمقدار 3.2 كجم وعند الارتفاع 5000 متر بمقدار 6.2 كجم أي بمعدل 21% من قدرة المحرك.

ولذلك فإن المسيرة من النوع الذي لدى الحوثيين لا تستطيع التحليق لأكثر من خمسة آلف متر عن سطح البحر، ما يجعلها قريبة عكس المسيرات الكبيرة ، وأي تحليق فوق ذلك الارتفاع يجعلها فاقدة لمهامها.

التحكم في مدى المسيرات الحوثية:

هناك نظامين للتحكم في الدرونز، الأول نظام مباشر، ويتم التحكم من خلال محطة أرضية أو من خلال محطة فضائية عبر الأقمار الصناعية، والثاني نظام غير مباشر من خلال البرمجة المسبقة.

وهنا نستبعد التحكم من خلال الأقمار الصناعية مباشرة كونه مكلف جدا ولا تقوم به إلا الدول المتطورة، حيث أن كلفة المحطة الفضائية والأجهزة قد تصل بقيمة الدرونز إلى ثلاثة مليون دولار، وهذه لا تستخدم إلا في الدرونز الكبيرة ذات القدرات العالية، أما مسيرات الحوثيين فهي تستخدم الجزء الأول من نظام التحكم المباشر عبر محطة أرضية، في حال يكون الهدف في المدى المحدد ٢٥٠ كيلو متر.

أما لو كان المدى أعلى من ذلك فإن مثل هذا النوع من المسيرات يستخدم النظام المزدوج الرخيص والذي يجمع المباشر وغير المباشر، حيث يتم برمجة الدرونز مسبقا ويضاف لجسمها معدات لإدخال المعلومات فيها ثم تربط بالنظام العالمي جي بي اس وهي غير مكلفة، لكن بالقرب من الهدف يجب أن تكون هناك محطة أرضية تعمل على استقبال المسيرة وفصلها من نظام جي بي اس ثم توجيهها بدقة نحو الهدف، سواء للاستطلاع وجمع معلومات دقيقة لفريق الصواريخ الذي يضرب الهدف، أو لتفجيرها في الهدف.

هذا النوع من المسيرات التي تذهب إلى مسافة أكثر من ألف كيلو متر تكون رحلتها في اتجاه واحد لأنها لا تستطيع العودة، فغالبية مسيرات الحوثيين ذات الجناح الثابت مداها قصير، فمثلا خزان الوقود فوق مسيرة صماد ٣ لا يتجاوز ٢٩ لتر ولذلك لا يتجاوز طيرانها خمس ساعات بحيث تصرف ستة لتر لكل ساعة في حال سرعتها بين ٦٠-٧٠كم /ساعة ما يعني ذهاب بلال عودة، لكن يمكن زيادة المسافة إلى آلفي كم في حال إزالة المتفجرات منها التي قد تزن ٢٠ كجم واستبدالها بخزان وقود إضافي ليصل مجمل الوقود إلى حوالي ٥٠ لترا، لكن تحتاج هناك لمحطة أرضية لتوجيهها، لأنه مهما كانت البرمجة المسبقة لا تكون دقيقة.

فاعلية المسيرات الحوثية:

إذا كانت مسيرات الحوثيين من النوعية ذات الكفاءة الأقل من النصف، وقد لا تحمل سوى متفجرات ذات وزن خفيف 20 كجم ورخيصة الكلفة، وتحليقها منخفض أقل من ٥ آلف متر عن سطح البحر لتقوم بمهام التصوير والتسجيل والتسديد بشكل فاعل، ولا يمكن التحكم بها إلا عبر محطة أرضية في حدود ٢٥٠ كم أو برمجتها مسبقا عبر جي بي اس، لتكون مسافة أطول مع عبء وجود محطة أرضية قريبة من الهدف تستقبلها وتوجهها، فما هي قدراتها وفاعليتها حتى تشكل خطرا على دول تمتلك مسيرات وأنظم صواريخ تدار مباشرة من الأقمار الصناعية؟

خطورة المسيرات الحوثية أنها تستطيع عمل إرباك سواء من خلال توجيه الصواريخ إلى الأهداف بدقة، أو تلقي بما تحمله من متفجرات قليلة على منشئات مهمة مثل خزانات نفط آو موانيء أو غيرها أو تنفجر لتعمل إرباك للدفاعات الجوية تسهل وصول الصواريخ بدون اعتراض.

وقد استخدم الحوثيون المسيرات في استهداف مطارات سعودية ومنشأة أرامكو النفطية في السعودية وميناء الفجيرة الإماراتي في ٢٠١٩ وأوقفوا تصدير النفط والغاز اليمني بضربات على مواني التصدير في الضبة بحضرموت وقنا شبوة نهاية ٢٠٢٢، ومؤخرا أعلنت واشنطن إسقاط المدمرة الأمريكية يو اس اس كارني  لصواريخ ودرونز فوق البحر الأحمر قادمة من اليمن ومتجهة شمالا باتجاه إسرائيل.

وهذا ما تفعله الطائرات الإيرانية رخيصة الثمن في الحرب الروسية مع أوكرانيا، حيث تعمل إرباكا بهجماتها الانتحارية قبل وصول الصاروخ أو مسيرات روسية ذات قدرات عالية وكلفة باهظة تكون مهمتها الضرب والعودة.

فوضي المسيرات:

شجع امتلاك الحوثيين للمسيرات الإيرانية رخيصة الثمن بقية الجماعات المسلحة لامتلاك هذا النوع البدائي ، وأخطر تلك الجماعات تنظيم القاعدة الذي كشف تحقيق استقصائي سابق لشيبا انتلجنس استخدامه للمسيرات في عمليات ضد القوات الحكومية اليمنية جنوب البلاد.

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من يمن ديلي نيوز Yemen Daily News

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading