ملخص كتاب

قراءة في كتاب “الإمامة وخطرها على وحدة اليمن” للشهيد محمد محمود الزبيري

راشد القاعدي: يعتبر كتاب “الإمامة وخطرها على وحدة اليمن” للشهيد محمد محمود الزبيري، الذي أصدره الاتحاد اليمني بالقاهرة من أثمن الكتب التي تتناول قضايا اليمن، والمشكلة الرئيسية في بقائها وسط دوامة صراعات لا تنتهي منذ قرون طويلة من الزمن.

الكتاب تناول قضية هامة تتمثل في دور الإمامة في تشطير اليمن وتمزيق نسيجه الإجتماعي ، والذي نعاني منه اليوم وبنفس الوطأة التي كان يعاني منها الثائرون الأوائل واليمنيون جميعاً.

ويوضح الكتاب في مضمونه ما كان عليه اليمن من بؤس وتفرق وضياع وتمزيق في ظل الإمامة البائدة وحليفها المستعمر المنقرض ويدعوا إلى محاربتهما ومكافحة أذيالهم في هذا اليمن الكبير.

تمزيق وحدة الشعب

يذهب أبو الأحرار الزبيري رحمه الله في الفقرة الأولى التي هي بعنوان “السيادة الشعبية والمساواة ” إلى الرغبة المجتمعية في التحرر من كل ضروب العبودية المتمثلة في الإمامة والاستعمار وإلى التحرر من العبودية الاجتماعية الكامنة في التقاليد الرجعية والفوارق التي تميز بين طبقات الشعب.

أما على مستوى الوحدة الوطنية، فيقول الزبيري أن الاستعمار بمواطأة الرجعية المتمثلة في الإمامة قد شرعا في تقسيم اليمن، وأن الاستبداد في عهد الظلام الإمامي كان يبث الفرقة بين أبناء القسم المستقل عن الإستعمار آنذاك ويغذي بتصرفاته الغاشمة الفرقة المذهبية والإقليمية على القاعدة الشيطانية “فرق تسد”، وكان يفرق في معاملاته بين ما يسمى شوافعاً وزيوداً وهذا ما صنع فجوة كبيرة بين اليمنين شمالا وجنوبا، حيث كان يصبغ الناس في أماكن سيطرته بالطائفية ويحرضهم على ما سواهم من المذاهب الأخرى بما في ذلك الجنوب المحتل آنذاك.

كما كان يفرق بين القرى والمدن وينمي روح التمجيد بالعرق والسلالة أملا في تمزيق وحدة الشعب ومنعه من التكتل ضد الأوضاع القائمة آنذاك، وكما يفعل الإماميون الجدد “الحوثيون” اليوم من فرز وتقسيم مقيت للمجتمعات الخاضعة لسيطرتهم.

ويواصل الزبيري في كتابه “رغم سياسة التمزيق التي اتبعتها الإمامة إلا أن الاستياء منها كان منتشراً وظل رابط الألم يوحد بين أفراد الشعب حتى ظهرت دعوة الأحرار داعية إلى الوحدة الوطنية ومحذرة من الكيان الشيطاني بشقيه الاستعماري والغمامي اللذان يهددان الكيان الوطني والقومي”.

خطر الإمامة على الوحدة الوطنية

يقول الزبيري تحت هذا العنوان إن “الإمامة من أساسها فكرة طائفية مذهبية يعتنقها جزء بسيط من الشعب وهم الزيدية الهادوية، أما غالبية الشعب اليمني بما فيه الجنوب المحتل من الإستعمار البريطاني فإنهم جميعا لا يدينون بهذه الإمامة ولا يرون فيها حقا في السيطرة عليهم، بل يرون أنها سلطة مفروضة عليهم سياسيا ودينيا وهذه الإمامة لا تقف عند حدود سلطانها السياسي بل تفرض على شطر الشعب معتقدات وطقوسا وأحكاما مذهبية لا تتفق معه”.

وهنا لو نقف مع هذه الفقرة التي أوردها أبو الأحرار الزبيري لوجدناها مطابقة لحالنا مع الإمامة الجديدة التي تفرض معتقداتها على الناس في مناطق سيطرتها من خلال إلزام الناس وخصوصا الموظفين في أجهزة الدولة وطلاب المدارس والجامعات لحضور دوراتهم الطائفية وتغيير المناهج الدراسية والتحشيد القسري للناس وابتزازهم لحضور مناسباتهم واحتفالاتهم الطائفية.

ويذهب الزبيري إلى أن هذا التحكم كان يخلق شعوراً مريراً لدى الشعب ويقسم البلاد ويهدد مصيرها ويشعر الناس أن السلطة الإمامية ليست سوى دخيلة عليه.

طبقة حاكمة

يواصل الزبيري تحت هذا العنوان كيف كانت الإمامة تتعامل مناطقياً وسلالياً في إدارة الحكم قد كانت تحصر المناصب في السلالة الهاشمية، وإذا خرجت قليلا فإلى أيدي ما يسمى باليمن الأعلى من الموالين لهم فقط بينما يتجرع الأخرون سياسة التجويع والتجهيل والطغيان كما كان يفرض عليهم سلطة روحية تجرعهم من خلالها الأفكار الطائفية المسمومة والجهل والتجويع ثم تطلقهم على الأخرين كما يفعل الإمامة الحوثية اليوم من تعبئة طائفية للمجتمع الرازح تحت وطأتها ثم ترسلهم للقتال في صفوفها وملاحقة مناوئيها.

ولقد بلغ تظليل الأئمة من خلال السلطة الروحية التي كانت ستخدمها كما يروي الكتاب إلى درجة أن نزول المطر من بركات الإمام وأن عدم نزوله بسبب غضب الإمام وأن الطريق إلى الجنة أو النار لا يكون إلا عبر الإمام.

ثم يورد الكتاب قصة توضح مدى تسلط الإمام على الشعب حيث حلت إحدى المجاعات امامة الرهيبة باليمن ومات أكثر أهلها بعد أن أكلوا الكلاب والقطط وكانت خزائن الإمامة مليئة بالحبوب وراح الناس يسألون الإمام يحيى النجدة فصعر خده لهم وقال كلمته المشهورة : “من مات فهو شهيد ومن عاش فهو عتيق”.

وبعيدا عن الكتاب فإن هذه الفقرة والقصة المذيلة بها تكشف لنا الوجه الجشع للأئمة والذي يتجلى اليوم في عدم رضوخ الحوثي للسلام وانسحابه إلى أدراجه رأفة بالشعب الذي يعيش مجاعة كبرى بسبب قطعه للرواتب وانقلابه على الشرعية والجمهورية ولم يبق له إلا أن يقول كما قال أسلافه “من مات فهو شهيد ومن عاش فهو عتيق”.

الشخصية اليمنية في عهد الإمامة

يشير الزبيري إلى انسحاق الشخصية اليمنية في عهد الإمامة، حيث حرمت عليهم قيادة بلدهم وصار التفكير فيها جريمة دينية وسياسية وتم تشويه التاريخ اليمني واستبداله بتاريخ الأئمة وأذنابهم وكلما ظهر بطل من أبطال اليمن يقومون بتشويه تاريخه وصورته ورميه بالكفر والفسق ..

وهنا لا بد من التطرق إلى ما يفعله الحوثيون اليوم من شن حملاتهم على الحضارات اليمنية القديمة والتنقيص من قيمتها كما ظهر ذلك جليا في خطاب للهالك حسين الحوثي وهو يتحامل على الحضارات اليمنية العريقة عراقة التاريخ نفسه، وكذلك شروعهم في تهريب الآثار وبيعها وطمسهم لمعالم الثورة والجمهورية.

ثم يستطرد الكتاب في توضيح أن كل ملوك الأرض أقاموا ممالكهم باسترضاء من حولهم واشراكهم في المكاسب مهما كان ذلك الحكم طبقيا أو عصبيا، إلا الأئمة في اليمن فقد أقنعوا الشعب أن حكمهم مستمد من السماء وما عليهم إلا خدمتهم وطاعتهم والقتال عنهم دون أن يكون عليه أي واجب اتجاههم إلا الاستعباد والتجويع.

وبهذه النفسية كان يمارس الإمام مهامه التي تنحصر في استصفاء ثورة الشعب باسم الزكاة والجبايات وقمع الانتفاضات الشعبية باسم الجهاد وقتال البغاة، وبناء المساجد لاستقطاع أموال الشعب وتوريثها لأهله وإقامة الأضرحة للأئمة ليستمر استعبادهم وتهافت الناس عليهم حتى بعد موتهم.

هذه قراءة للفقرات الأولى من كتاب “الإمامة وخطرها على وحدة اليمن ” للشهيد محمد محمود الزبيري والتي تكشف مدى الشرخ الذي تتسبب به الإمامة في وحدة المجتمع اليمني سياسيا وجغرافيا وثقافيا ومذهبيا واجتماعيا.

مهمة الإمامة في الحكم

يوضح الكتاب أن الإمامة لم يكن مهمتها سوى التلبس بالدين والتظاهر بالزهد والانصراف عن عمارة الحياة والتنديد بكل نزعة إلى البناء والعمران ما عدا بناء القصور الإمامية وقبور الأضرحة لأمواتهم .

وهذا عندهم هو الفتاح السحري للسر المغلق في تاريخ اليمن منذ أكثر من ألف عام اتسمت بالهمود والشلل. ثم واصل الزبيري أن “اليمن والإنسانية في مهدها كانت ذات مدنية وحضارة وفنون شتى كالفنون المعمارية وهندسة السدود التي لا حياة لليمن بدونها ، وقد مرت هذه العصور الإمامية الطويلة ولم يبق فيها سد واحد في طول اليمن وعرضها”.

وأن الأحباش المستعمرين رغم توحشهم قد كانوا أفضل من الإماميين حيث أنهم لم يلبثوا إلا سبعين عاما في اليمن أعادوا خلالها بناء سد مأرب بعد انهياره تلبية للاحتياجات الزراعية في اليمن.

ويتطرق الكتاب الى مهمة أخرى من مهام الإمام في الحكم وهي تدعيم مركزه الروحي بين القبائل تحت ستار التشيع لآل البيت حتى يرسخ في أذهان الناس بمناطق سيطرته أن الأمام ظل الله ونائبه في الأرض مدعما ذلك بالحملات الطائفية والتحريضية ضد ما يسمونهم “كفار التأويل” الذين لا يدينون بالمذهب الإمامي، وهم الأكثرية الساحقة الذين يسلط عليهم الإمام المدجنين والمعبأين من أتباعه بالطائفية فيسلبونهم وينهبونهم زروعهم وأملاكهم في اليمن الأسفل وتهامة.

وفي هذا بيان واضح للشرخ الذي أحدثه الأئمة في وحدة اليمن فجعلوا بعضا من ما يسمى باليمن الأعلى عصابات نهب وسلب للآمنين في القسم الأسفل وتهامة.

وهذا ما يبدو جليا في سياسة الإمامة الكهنوتية الجديدة التي تحاول من خلال إقامة الفعاليات الدينية مثل المولد النبوي ومقتل الحسين و.. و .. إلى دعوة الناس لمشايعتهم والقتال عن مشاريعهم الظلامية تحت العناوين البراقة التي ظل الأئمة يدجنون بها الناس لمئات السنين .

كذبة الاجتهاد الإمامية

بعد أن فقد الهاشميون الموبؤون بالسلالية أملهم في الحكم ذهبوا إلى اختراع حامل ديني يحملهم إلى السلطة، حيث عملوا على تأسيس المذهب الزيدي وفتحوا باب الاجتهاد فيه كما يشير الكتاب إلى ذلك.

وهذه تعتبر إحدى المكائد الإمامية التي استطاعوا أن ينفصلوا بها عن سلطة الخلافة الإسلامية القائمة على الشورى وأن يجعلوا لهم منطلقا دينيا آخرا يوصلهم إلى السلطة.

حيث عملوا على تحطيم القوالب الحديدية التي صب فيها الأئمة الأربعة قواعد الفقه والتشريع والأصول الإسلامية جميعا والتي منها الحكم بالشورى وأغلقوا بعدها باب الاجتهاد.

ومن هنا قامت النظرية الإمامية وهو فتح باب الاجتهاد ليدخل منه أول مذهب خامس وهو مذهب الهادي الرسي المسمى بالزيدي وليتسنى له أن يقحم على أصول الدين نظرية سياسية لا يعترف بها الأئمة الآخرون وليست من الإسلام في شيء.

وهي أن الخلافة لا يجوز أن تكون إلا في العلويين من أبناء فاطمة كما يأتي بنظرية سياسية أخطر وهي وجوب الخروج على الظلمة ليتسنى له أن يثور على الخلفاء ويؤسس دونهم دولة وخلافة للسلالة العلوية .

ولم يكن الاجتهاد إلا فيما يخدم الإمامة فقط حيث كان محرما في المسائل الأصولية ولهذا لم ينتفع أحد بحرية الاجتهاد في مجالات الصراع حول المشكلات الإسلامية الخطيرة، ولم تبرأ دعوة الأئمة من بث روح العصبية في سكان القسم الأعلى ضد سكان القسم الأسفل وفي أوساط القبائل ضد المدن.

تمزيق وحدة الشعب

يذهب أبو الأحرار الزبيري رحمه الله في الفقرة الأولى التي هي بعنوان “السيادة الشعبية والمساواة ” إلى الرغبة المجتمعية في التحرر من كل ضروب العبودية المتمثلة في الإمامة والاستعمار وإلى التحرر من العبودية الاجتماعية الكامنة في التقاليد الرجعية والفوارق التي تميز بين طبقات الشعب.

أما على مستوى الوحدة الوطنية، فيقول الزبيري أن الاستعمار بمواطأة الرجعية المتمثلة في الإمامة قد شرعا في تقسيم اليمن، وأن الاستبداد في عهد الظلام الإمامي كان يبث الفرقة بين أبناء القسم المستقل عن الإستعمار آنذاك ويغذي بتصرفاته الغاشمة الفرقة المذهبية والإقليمية على القاعدة الشيطانية “فرق تسد”، وكان يفرق في معاملاته بين ما يسمى شوافعاً وزيوداً وهذا ما صنع فجوة كبيرة بين اليمنين شمالا وجنوبا، حيث كان يصبغ الناس في أماكن سيطرته بالطائفية ويحرضهم على ما سواهم من المذاهب الأخرى بما في ذلك الجنوب المحتل آنذاك.

كما كان يفرق بين القرى والمدن وينمي روح التمجيد بالعرق والسلالة أملا في تمزيق وحدة الشعب ومنعه من التكتل ضد الأوضاع القائمة آنذاك، وكما يفعل الإماميون الجدد “الحوثيون” اليوم من فرز وتقسيم مقيت للمجتمعات الخاضعة لسيطرتهم.

ويواصل الزبيري في كتابه “رغم سياسة التمزيق التي اتبعتها الإمامة إلا أن الاستياء منها كان منتشراً وظل رابط الألم يوحد بين أفراد الشعب حتى ظهرت دعوة الأحرار داعية إلى الوحدة الوطنية ومحذرة من الكيان الشيطاني بشقيه الاستعماري والغمامي اللذان يهددان الكيان الوطني والقومي”.

خطر الإمامة على الوحدة الوطنية

يقول الزبيري تحت هذا العنوان إن “الإمامة من أساسها فكرة طائفية مذهبية يعتنقها جزء بسيط من الشعب وهم الزيدية الهادوية، أما غالبية الشعب اليمني بما فيه الجنوب المحتل من الإستعمار البريطاني فإنهم جميعا لا يدينون بهذه الإمامة ولا يرون فيها حقا في السيطرة عليهم، بل يرون أنها سلطة مفروضة عليهم سياسيا ودينيا وهذه الإمامة لا تقف عند حدود سلطانها السياسي بل تفرض على شطر الشعب معتقدات وطقوسا وأحكاما مذهبية لا تتفق معه”.

وهنا لو نقف مع هذه الفقرة التي أوردها أبو الأحرار الزبيري لوجدناها مطابقة لحالنا مع الإمامة الجديدة التي تفرض معتقداتها على الناس في مناطق سيطرتها من خلال إلزام الناس وخصوصا الموظفين في أجهزة الدولة وطلاب المدارس والجامعات لحضور دوراتهم الطائفية وتغيير المناهج الدراسية والتحشيد القسري للناس وابتزازهم لحضور مناسباتهم واحتفالاتهم الطائفية.

ويذهب الزبيري إلى أن هذا التحكم كان يخلق شعوراً مريراً لدى الشعب ويقسم البلاد ويهدد مصيرها ويشعر الناس أن السلطة الإمامية ليست سوى دخيلة عليه.

طبقة حاكمة

يواصل الزبيري تحت هذا العنوان كيف كانت الإمامة تتعامل مناطقياً وسلالياً في إدارة الحكم قد كانت تحصر المناصب في السلالة الهاشمية، وإذا خرجت قليلا فإلى أيدي ما يسمى باليمن الأعلى من الموالين لهم فقط بينما يتجرع الأخرون سياسة التجويع والتجهيل والطغيان كما كان يفرض عليهم سلطة روحية تجرعهم من خلالها الأفكار الطائفية المسمومة والجهل والتجويع ثم تطلقهم على الأخرين كما يفعل الإمامة الحوثية اليوم من تعبئة طائفية للمجتمع الرازح تحت وطأتها ثم ترسلهم للقتال في صفوفها وملاحقة مناوئيها.

ولقد بلغ تظليل الأئمة من خلال السلطة الروحية التي كانت ستخدمها كما يروي الكتاب إلى درجة أن نزول المطر من بركات الإمام وأن عدم نزوله بسبب غضب الإمام وأن الطريق إلى الجنة أو النار لا يكون إلا عبر الإمام.

ثم يورد الكتاب قصة توضح مدى تسلط الإمام على الشعب حيث حلت إحدى المجاعات امامة الرهيبة باليمن ومات أكثر أهلها بعد أن أكلوا الكلاب والقطط وكانت خزائن الإمامة مليئة بالحبوب وراح الناس يسألون الإمام يحيى النجدة فصعر خده لهم وقال كلمته المشهورة : “من مات فهو شهيد ومن عاش فهو عتيق”.

وبعيدا عن الكتاب فإن هذه الفقرة والقصة المذيلة بها تكشف لنا الوجه الجشع للأئمة والذي يتجلى اليوم في عدم رضوخ الحوثي للسلام وانسحابه إلى أدراجه رأفة بالشعب الذي يعيش مجاعة كبرى بسبب قطعه للرواتب وانقلابه على الشرعية والجمهورية ولم يبق له إلا أن يقول كما قال أسلافه “من مات فهو شهيد ومن عاش فهو عتيق”.

الشخصية اليمنية في عهد الإمامة

يشير الزبيري إلى انسحاق الشخصية اليمنية في عهد الإمامة، حيث حرمت عليهم قيادة بلدهم وصار التفكير فيها جريمة دينية وسياسية وتم تشويه التاريخ اليمني واستبداله بتاريخ الأئمة وأذنابهم وكلما ظهر بطل من أبطال اليمن يقومون بتشويه تاريخه وصورته ورميه بالكفر والفسق ..

وهنا لا بد من التطرق إلى ما يفعله الحوثيون اليوم من شن حملاتهم على الحضارات اليمنية القديمة والتنقيص من قيمتها كما ظهر ذلك جليا في خطاب للهالك حسين الحوثي وهو يتحامل على الحضارات اليمنية العريقة عراقة التاريخ نفسه، وكذلك شروعهم في تهريب الآثار وبيعها وطمسهم لمعالم الثورة والجمهورية.

ثم يستطرد الكتاب في توضيح أن كل ملوك الأرض أقاموا ممالكهم باسترضاء من حولهم واشراكهم في المكاسب مهما كان ذلك الحكم طبقيا أو عصبيا، إلا الأئمة في اليمن فقد أقنعوا الشعب أن حكمهم مستمد من السماء وما عليهم إلا خدمتهم وطاعتهم والقتال عنهم دون أن يكون عليه أي واجب اتجاههم إلا الاستعباد والتجويع.

وبهذه النفسية كان يمارس الإمام مهامه التي تنحصر في استصفاء ثورة الشعب باسم الزكاة والجبايات وقمع الانتفاضات الشعبية باسم الجهاد وقتال البغاة، وبناء المساجد لاستقطاع أموال الشعب وتوريثها لأهله وإقامة الأضرحة للأئمة ليستمر استعبادهم وتهافت الناس عليهم حتى بعد موتهم.

هذه قراءة للفقرات الأولى من كتاب “الإمامة وخطرها على وحدة اليمن ” للشهيد محمد محمود الزبيري والتي تكشف مدى الشرخ الذي تتسبب به الإمامة في وحدة المجتمع اليمني سياسيا وجغرافيا وثقافيا ومذهبيا واجتماعيا.

  • نقلا عن موقع العاصمة أونلاين

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى