خيوط الظلام.. كتاب زاخر بالمعلومات “الدقيقة” التي “عرت الامامة” وكيف عاشت على صراعات اليمنيين (ملخص كتاب)

استعرض الكتاب لـ “يمن ديلي نيوز” الأديب/ عبدالله العطار: كتاب (خيوط الظلام) للكاتب عبدالفتاح البتول، صدر في طبعتين الطبعة الأولى في عام٢٠٠٧م، والطبعة الثانية في عام٢٠٢١م بعد موته.
عرض الكتاب موضوع الإمامة من عام٢٨٣هـ وحتى عهد الحوثية الآن في (٤٥٥) صفحة.
والكتاب في ثلاثة فصول، الفصل الأول شمل الدولة الهادوية (٢٨٤ – ١٠٠٦هـ) والفصل الثاني شمل الدولة القاسمية (١٠٠٦ – ١٣٠٧هـ)، ثم ذكر فيه بيت حميد الدين وبداية النهاية (١٣٠٧ – ١٣٧٣هـ)، أما الفصل الثالث كان بعنوان: الإمامة سقوط الدولة وبقاء الفكرة (١٣٧٣هـ.).
عرض الكتاب ثورة الفقيه سعيد الذي استطاع التأثير على الفلاحين حتى التفوا حوله ضد الإمام الهادي، ولكن الهادي اشترى بعضا ممن هم معه وخانوه وتم هزيمته وأطلقوا عليه (سعيد اليهودي) واستمرت الصراعات حتى برزت بيت حميد الدين.
إنه كتاب زاخر بالمعلومات الدقيقة التي بينت أن الإمامة قامت على مبدأين هما: حصر الولاية، وحصر حق الخروج في البطنين.
بدأ البتول كتابه بمقدمة تحدث فيها عن الإمامة وكيف نشرت الصراعات بأشكالها، لأنها كانت تستفيد من ذلك، ثم تحدث عن العلماء كيف واجهوا الأئمة وعملوا على فضحهم وفضح أكاذيبهم، ثم اختتمها بإظهار الأئمة على حقيقتهم خصوصا في عزلهم لليمن عن العالم.
بعد ذلك بدأ بالتعريف الكامل لمؤسس الإمامة الهادي يحيى بن الحسين، وكيف دخل صنعاء وكان هدفه هو الخلافة الإسلامية، ولكنه لم يستطع ، وحين شعر بنهايته ونهاية دولته تحول إلى سفاح، ومع ظهور الانتفاضات تعامل معها بجبروت، وأعدم كل من خرج عليه، وعلق رؤوسهم في الطرقات ليبث الرعب في الآخرين.
وشرح المؤلف بعد ذلك الأئمة الذين خلفوا الهادي وأولهم المرتضى ثم بعد ذلك أحمد بن الهادي ويحيى بن الناصر أحمد وكيف تعاقب أبناؤه على الحكم.
وعرض في هذا الفصل كيف عارضت الدولة الهادوية الدولة الزيادية واليعفرية، وتحدث عن انتقال الإمامة بعد ذلك إلى بيت العاني المنصور بن القاسم، وكيف حكموا اليمن وتعاقبوا عليها.
وفي هذا الكتاب والفصل، فقد وضح الكاتب البتول كذب الإمام الهادي، وكيف أورد أحاديثا مزيفة ليجعل الحكم مقصورا على الأئمة وآل البيت، وقد أورد الهادي شروطا للإمامة كلها تقصر على البطنين، وأورد المؤلف مقولات من أصحابهم كاذبة ومزيفة، تزيف الحقائق والأحاديث ، حتى يصبحوا هم أهل السلطة والحكم ومن الذين ذكرهم وذكر مقولاتهم الحوثي بدر الدين وغيره.
وقد كان الكاتب محايدا في وصف الأئمة وزبانيتهم، إلا أنه في الوقت نفسه كان واضحاً في مبادئه ومواقفه الرافضة لهذه الطائفة، وأفكارها وخصوصا حينما سرد كل الدلائل التي وضحت كيف سعى الائمة في تغذية النزاعات والصراعات والاقتتال في اليمن من أجل تثبيت حكمهم لأن حكمهم لن يقوم إلا على ذلك.
استغلت أسرة بيت حميد الدين الصراعات وضعف الدولة واستولت عليها، وحكموا بالحديد والنار، حيث تطرق المؤلف إلى عهد اليمن في فترة حكمهم، وكيف تنازلوا عن بعض الأراضي اليمنية لتثبيت حكمهم.
ثم عرض الإمامة الزيدية والدولة الصليحية، وكيف حاربت الإمامة الصليحية بدءا بالناصر أبو الفتح الديلمي حتى عهد المحتسب علي بن زيد بن إبراهيم المليح، أي مابين (٤٣٩ – ٥٥٢هجرية)، ثم بعد ذلك مجيء عصر الملوك المتمثل بالمتوكل أحمد بن سليمان، والملوك بعده حتى عهد المنصور عبدالله بن حمزة الذي تم في عهده إدانة المطرفية وإبادتها لأنها تعارض حكمهم.
ثم وضح بعد ذلك علاقة الإمامة الزيدية والدولة الرسولية (٦١٤ – ٨٤٠ هجرية) بداية بالناصر محمد بن عبدالله بن حمزة، واستمر في سرد الأئمة وتعاقبهم، وهم أكثر من ٢٥ إماما، ومع ذلك فقد وصف الكاتب الدولة الرسولية وصفا دقيقا ووضح أهم إصلاحاتها، حتى نهاية الرسولية وظهور دولة بني طاهر.
وبعد ذلك أورد حكم بيت شرف الدين وقدوم الأتراك (٩١٢ – ٩٦٥ هجرية) الذي بدأ بالمتوكل يحيى شرف الدين الذي دعمه الأتراك في البداية، لكنه تآمر عليهم وحصلت بينهم مواجهات حتى ظهرت الدولة القاسمية.
أما الفصل الثاني فقد سرد حكم الدولة القاسمية التي استمرت قرنين (١٠٠٦ – ١٣٠٧ هجرية)
الدعم التركي
دعم الأتراك القاسم من أجل القضاء على بيت شرف الدين، وتحقق ذلك وقد حكمت القاسمية اليمن عقودا كثيرة، ولكن الدولة القاسمية كانت بعد ذلك سببا في إخراج الأتراك من اليمن رغم الصراعات التي مرت بها، وقد كانت صراعات خارجية مع بعض القبائل وصراعات داخلية (قاسمية قاسمية).وسرد المؤلف توالي الأئمة في الحكم في هذه الفترة، ولكنه ركز على عهد الإمام المتوكل إسماعيل الذي صارع وقاتل القبائل خصوصا قبيلة يافع.
وقال المؤلف إن المتوكل إسماعيل أول من أقام الاحتفال بيوم الغدير عام ١٠٧٣هجرية، وهو من أرسل الدعاة إلى كل مناطق اليمن حتى ينشر المذهب الهادوي، وذكر بعد ذلك الأئمة الذين تعاقبوا على الحكم حتى وصل إلى عصر الانقسام والتشرذم.
عرض المؤلف التدخل الإيراني في اليمن ودعم الحوثيين والحروب الست في صعدة، وكل ذلك من أجل الإطاحة بالجمهورية إلى أن وصل الكاتب إلى سرد الانقلاب الأخير في عام ٢٠١٤م على الدولة والجمهورية، وما زالوا إلى اليوم.
لقد مثلت الفترة (١٠٩٧ – ١١٣٠هجرية) عصر الانقسام والتشرذم بعد موت المؤيد الصغير حصل التصارع على السلطة بداية بين المنصور يوسف بن إسماعيل والمهدي محمد بن أحمد بن الحسن، وانتصر المهدي وتحول إلى طاغية بعد ذلك وخسر الكل حتى أهله، وهو ما جعل الجميع يخرجون عليه ويطيحون به.
بعد ذلك يشرح حالة الإمامة من الانقسام إلى الانهيار بعد وفاة المنصور الشهاري، وكيف انهارت الإمامة بدءا بفصل عدن ولحج وخرجهما من قبضة الأئمة ثم حصار كوكبان حتى دخول بريطانيا واحتلال الجنوب.
عرض الكتاب ثورة الفقيه سعيد الذي استطاع التأثير على الفلاحين حتى التفوا حوله ضد الإمام الهادي، ولكن الهادي اشترى بعضا ممن هم معه وخانوه وتم هزيمته وأطلقوا عليه (سعيد اليهودي) واستمرت الصراعات حتى برزت بيت حميد الدين.
حكم بيت حميد الدين
استغلت أسرة بيت حميد الدين الصراعات وضعف الدولة واستولت عليها، وحكموا بالحديد والنار، حيث تطرق المؤلف إلى عهد اليمن في فترة حكمهم، وكيف تنازلوا عن بعض الأراضي اليمنية لتثبيت حكمهم.
وشرح المؤلف الحكم الامامي الظلامي في عهدهم، وكيف قتل بعض الأئمة أقرب الناس إليه من أجل الحكم مثل بيت الوزير، وإعدامهم، وقتل الإمام أحمد إخوته ليستأثر بالحكم، وكيف قتلوا ومثلوا بكل من حاول الخروج عليهم مثل الذين خرجوا عام ١٩٤٨م ، وكذلك ١٩٥٥م، حتى أطاحت الجمهورية بالإمامة عام ١٩٦٢م.
حاولت الإمامة مواجهة الجمهورية، وحاصروا صنعاء إلى أن تم الصلح، وعاد الاماميون بثوب الجمهوريين.
ومع أن الاماميين حاولوا بشتى الطرق الإطاحة بالجمهورية، ولم يستطيعوا، بدأوا بتأسيس حزب الحق، وأصدروا بيانا أنهم مع الجمهورية، لكن ما كتبوه في البيان يفضح نواياهم، حتى تم تشكيل تنظيم الشباب المؤمن الذين مثلوا أخطر تنظيم للإطاحة بالجمهورية.
أصل البيان الصادر عن حزب لحكم القرابة، وأن المذاهب الأربعة حصرت الامامة في قريش، وأن أبو بكر احتج على المنازعين في الأمر من الأنصار أن المهاجرين من شجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ووفق المؤلف فإن البيان لم ينف الأفضلية العرقية بل أكده، وأكد الوصية، وعدم تحمل الصحابة لها، وتقديم معيار القرابة في شروط الحاكم على السبق في الإسلام.
ثم عرض المؤلف التدخل الإيراني في اليمن ودعم الحوثيين والحروب الست في صعدة، وكل ذلك من أجل الإطاحة بالجمهورية إلى أن وصل الكاتب إلى سرد الانقلاب الأخير في عام ٢٠١٤م على الدولة والجمهورية، وما زالوا إلى اليوم.
مع أن الاماميين حاولوا بشتى الطرق الإطاحة بالجمهورية، ولم يستطيعوا، بدأوا بتأسيس حزب الحق، وأصدروا بيانا أنهم مع الجمهورية، لكن ما كتبوه في البيان يفضح نواياهم حتى تم تشكيل تنظيم الشباب المؤمن الذين مثلوا أخطر تنظيم للإطاحة بالجمهورية.
ختاما:
كتاب خيوط الظلام، للكاتب عبدالفتاح البتول لا يعد كتابا عابرا، فهو يسرد الحكم الامامي وتعاقبه على اليمن، وكيف تآمروا وزيفوا وكذبوا ونشروا الصراعات والاقتتال من أجل تثبيت حكمهم.
ومع أن الجمهورية قد أطاحت بهم، إلا أنهم لم يستسلموا أو يتوقفوا بل أنهم عملوا سريا في مواجهة الجمهورية وتكاتفوا حتى استطاعوا الانقلاب الأخير على الدولة والجمهورية.
ومع كل ذلك، إلا أن الكاتب لديه أمل كبير في الانتصار على الامامة ومحاربتها، لأن أعمدة الجمهورية مازالت ثابتة وراسخة في أعماق اليمنيين الأحرار، وقد دعا الكاتب إلى محاربة التعليم المذهبي الذي يقومون به، لأنه أخطر من كل شيء على الجمهورية والوحدة.
كما دعا الكاتب الجميع إلى ترك الخلافات والالتفاف حول بعض، لإنقاذ الجمهورية واستعادة الدولة اليمنية وحمايتها.



