
تحتضن مأرب 62% من النازحين على مستوى اليمن، ورغم ذلك فإنها لا تحصل حتى 50% من الدعم والمشاريع، بل إن الاوتشا استبعدت آلآف الأسر النازحة من خطة الاستجابة، دون أن تبين الأسباب.
حوار خاص أجراه لـ”يمن ديلي نيوز” – إسحاق الحميري: تحتضن محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن)، أكثر من 2 مليون نازح من مختلف محافظات الجمهورية، يشكلون 62% من إجمالي النازحين على مستوى اليمن جراء الحرب التي أشعلها التمرد الحوثي في العام 2004، واتساع نطاقها بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014م.
وطبقا لآخر تحديث لعدد النازحين أصدرته الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين الرئيسية في عدن فإن عدد النازحين في المحافظات الخاضعة للحكومة يزيد ثلاثة ملايين نازح، منهم 2 مليون و 274 ألف و598 نازحا في مأرب يتوزعون على 197 مخيما، وبنسبة 73% من عدد النازحين على مستوى المحافظات التابعة للحكومة.
وفي حين يتجه برنامج الغذاء العالمي لإيقاف المساعدات عن قرابة 8 مليون يمني، قلص البرنامج خلال الأشهر الماضية وبشكل تدريجي مساعداته الانسانية على النازحين في مأرب، فمن 75 كيلو من القمح وكميات من السكر والزيت والبازلا والملح، تحدثت مصادر مطلعة عن إيقاف البرنامج للقمح هذا الشهر واكتفائه بصرف كميات من الرز.
“يمن ديلي نيوز” بدوره التقى مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب، سيف مثنى، وناقش معه جملة من القضايا المتعلقة بالنازحين في المحافظة.
نص الحوار:
• بداية أطلعنا على أوضاع النازحين، ودور المنظمات الدولية، وكيف أثر تقليص المساعدات الانسانية على أوضاع النازحين؟
يعاني النازحون أوضاعا معيشية صعبة ومأساوية، حيث يفتقرون إلى أبسط حقوقهم الإنسانية مثل السكن والغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية والتعليم، وهذا يتطلب من المنظمات الدولية والإنسانية تقديم الدعم والمساعدات اللازمة للنازحين.
يعاني النازحون أوضاعا معيشية صعبة ومأساوية، حيث يفتقرون إلى أبسط حقوقهم الإنسانية مثل السكن والغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية والتعليم، وهذا يتطلب من المنظمات الدولية والإنسانية تقديم الدعم والمساعدات اللازمة للنازحين.
تحتضن مأرب معظم النازحين على مستوى اليمن، حيث أن آخر مسح أجرته الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين فإن 73% من النازحين على مستوى المحافظات المحررة، هم في مأرب، كما أن النازحين في مأرب يشكلون 62% من إجمالي النزوح على مستوى اليمن.
• إذا وبما أن مأرب تحتضن 62% من إجمالي عدد النازحين على مستوى اليمن، كم هو نصيب النازحين من المساعدات؟
لا تحصل مأرب على 62% من النازحين بل إن الاوتشاء استبعدت نازحين محافظة مأرب من خطة الاستجابة، ولم يبين الأسباب.
وحتى إن كان الأمر متعلق بتراجع الدعم الدولي، لكن هذا لا يعفيهم من توضيح السبب لاستبعاد آلاف الأسر النازحة.
وردا على سؤالك لا يحصل النازحون في مأرب حتى على 50% من الدعم والمشاريع المفترض أن يخصص لهم، لأنهم ينظرون إلى نازحي مأرب بالعين العوراء وذلك لان مراكز المنظمات تحت تسلط الحوثيين بصنعاء.
• يتهم مسؤولون في السلطة المحلية بمأرب المنظمات الدولية، بالاعتماد على تقارير مرفوعة من الحوثيين، والخضوع لقراراتهم وإرادتهم، كيف ترى ذلك؟
تواجد مقرات المنظمات في صنعاء يؤدي إلى تقليل قدرة هذه المنظمات على تقديم الدعم اللازم للنازحين حيث أن مصدر القرار عند من تسبب في تشريد النازحين، ولذلك، فإنه يجب على المنظمات الدولية العمل بشكل مستقل ونقل مقراتها إلى العاصمة المؤقتة عدن، بالإضافة إلى اعتماد مأرب مركز إنساني مستقل نظرا لأن محافظة مأرب تحوي نسبة 62% من نسبة النازحين في الجمهورية ونسبة 73% من نسبة النازحين في مناطق الحكومة الشرعية وعلى المنظمات الاعتماد على تقييم الاحتيجات الفعلية للنازحين في مأرب بشكل مستقل.
المنظمات الدولية والانسانية معنية بالانتقال إلى المشاريع المستدامة والانتقال إلى مرحلة التعافي ودعم المؤسسات الحكومية، لأن دعم المؤسسات الحكومية سيكون رافدا للنازح في حال تعطلت المنظمات أو انتقلت إلى مكان آخر.
جهود السلطة المحلية
• ماذا عن دور السلطة المحلية بمأرب في موضوع النازحين؟
السلطة المحلية في مأرب تقوم بجهود كبيرة لتوفير الخدمات الأساسية للنازحين في المحافظة، وتشمل هذه الجهود توفير الكهرباء حيث تعمل السلطات على توفير التيار الكهربائي لمناطق النازحين، وذلك من خلال تركيب المولدات الكهربائية في بعض المناطق وتوفير الوقود اللازم لتشغيلها، كما تعمل السلطة المحلية بالشراكة مع المنظمات المختصة بتوفير فرص التعليم والتدريب للنازحين، وذلك من خلال إنشاء مدارس ومراكز تعليمية في المناطق المأوى للنازحين، وتوفير المدرسين والمدربين المؤهلين لتقديم التعليم والتدريب.

إضافة إلى ذلك تقوم السلطة المحلية بتوفير المياه النظيفة والصالحة للشرب للنازحين في المناطق وتوفير المأوى لهم، وذلك من خلال إنشاء آبار وتركيب أنظمة لتنقية المياه، كما تعمل السلطة المحلية على توفير الرعاية الصحية من خلال بناء المراكز الصحية وتوفير الأدوية، بالإضافة لتوفير المشتقات النفطية والغاز المنزلي بالأسعار الرسمية وكميات كافية.
السلطة المحلية في مأرب تعمل بكل الوسائل والامكانيات المتاحة على توفير الخدمات الأساسية للنازحين، لكن عدد النازحين فاق قدرة السلطة المحلية بالمحافظة.
• هل مازالت مأرب تستقبل نازحين من مناطق الحوثيين في ظل الهدنة؟
نعم لازالت محافظة مأرب تستقبل نزوح جديد إلى اليوم حيث يقوم فريق تتبع النزوح التابع للوحدة التنفيذية بتسجيل النزوح الجديد والابلاغ عنه، كما تقوم المنظمات المتخصصة وفرقها الميدانية أيضا بتسجيل النزوح الجديد بشكل يومي وملحوظ، وكما تعلمون أن الحوثي مؤخرا وخلال الأيام القريبة ضيق الخناق على قرية كاملة في الجوف وأجبر أهاليها على النزوح، ووصلوا إلى محافظة مأرب قبل أيام قليلة.
فصل الصيف الحار
• كيف تعاملت إدارة مخيمات النازحين بمأرب مع فصل الصيف الحار، في ظل الضغط الكبير على قطاع الكهرباء في المحافظة؟
فصل الصيف الحار يشكل تحديًا كبيرًا لإدارة مخيمات النازحين في مأرب، خاصةً في ظل الضغط الكبير على قطاع الكهرباء في المحافظة، ولتخفيف هذا التحدي، قامت إدارة مخيمات النازحين بالشراكة مع المنظمات، باتخاذ عدة إجراءات واحتياطات ومنها: توفير المياه النظيفة، حيث تم تزويد المخيمات بالمياه النظيفة ، وتوفير الخدمات الأساسية والمتطلبات الضرورية لهم، للتخفيف ولو قليلا من وطئة فصل الصيف عليهم.
• كم عدد المخيمات التي تفتقر للكهرباء؟
معظم المخيمات البعيدة الواقعه في الصحراء بحاجة إلى مولدات كهرباء خاصة القطاع السابع والثامن بالوادي، وهناك مخيمات بحاجة إلى شبك كهربائي فقط، وهناك مخيمات تعاني من الشبك العشوائي للكهرباء وهي بحاجة إلى تنظيم الشبك للحد من الحرائق داخل مخيمات النزوح، وهناك مخيمات مزدحمة، الامر الذي يجعل دبات الكهرباء معرضة للانفجار.
• هناك نازحين في الجوبة ومدغل أسقطت أسماءهم من كشوفات الغذاء العالمي، ماهي الإجراءات التي اتخذتها الوحدة لمعالجة أوضاعهم؟
عملت الوحدة التنفيذية على توفير الغذاء لجميع النازحين، وقد قدمت الوحدة قوائم لبرنامج الغذاء العالمي لاعتماد الغير مشمولين من البرنامج، كما طالبت الوحدة التنفيذية برنامج الغذاء العالمي بنقل حصص النازحين القادمين من جنوب مأرب والجوف، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير الدعم الغذائي اللازم لهم.
الغذاء العالمي قبل فقط خمسة ألف من أصل 55 الف تم رفعهم من قبل الوحدة التنفيذية، وبشكل عام، يجب عدم ترك أي نازح بدون الحصول على الدعم الغذائي اللازم، حيث يعتبر الغذاء حقًا أساسيًا للإنسان، ويجب توفيره لجميع النازحين بشكل عادل.
العام الدراسي الجديد
• مع بدء العام الدراسي الجديد، حدثنا عن وضع الطلاب في مخيمات النزوح؟
وضع الطلاب في مخيمات النزوح مع بداية العام الدراسي الجديد يعتبر أمرا صعبًا ومعقدًا، حيث يعاني الطلاب المحرومون من التعليم بسبب النزوح من أوضاع معيشية صعبة، ويواجهون صعوبات في الحصول على التعليم.
يواجه الطلاب في المخيمات صعوبات كبيرة في الوصول إلى المدارس والجامعات خصوصا الفتيات، وذلك بسبب فقدانهم للوثائق التعليمية أثناء النزوح، كما أنهم يواجهون صعوبات في الحصول على المواد الدراسية والكتب، وعدم توفر المعلمين بشكل كافٍ في مخيمات النزوح، إضافه إلى ذلك، يعاني الطلاب في مخيمات النزوح من ظروف معيشية غير مستقرة، حيث يعانون من نقص في الغذاء والمياه النظيفة والإسكان والرعاية الصحية الكافية، وهذا يؤثر سلبًا على تركيزهم ومستوى أدائهم في الدراسة.
مازالت محافظة مأرب تستقبل نزوح جديد إلى اليوم وكما تعلمون أن الحوثي مؤخرا وخلال الأيام القريبة ضيق الخناق على قرية كاملة في الجوف وأجبر أهاليها على النزوح، ووصلوا إلى محافظة مأرب قبل أيام قليلة.
هناك مخيمات في رغوان لا يوجد فيها مدارس مطلقا، وإن وجدت فهي عبارة عن خيام مهترئة، أصبحت أثرا بعد عين، كذا لا ننسى أن الفتيات في المخيمات محرومات من التعليم خاصة في المخيمات البعيدة في الصحراء.
مع بداية العام الدراسي الجديد، تحاول العديد من المنظمات الإنسانية توفير الدعم اللازم للطلاب في مخيمات النزوح، وذلك من خلال توفير المواد الدراسية والكتب والمعدات اللازمة، وكذلك تدريب المعلمين والمدربين المؤهلين وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب وتوفير فصول دراسية ورواتب للمعلمين.
من المهم أيضًا أن تتعاون المنظمات الدولية والمجتمع المدني لتحسين وضع الطلاب في المخيمات النزوح، وتوفير الدعم اللازم لهم لتمكينهم من الوصول إلى التعليم وتحقيق أحلامهم وطموحاتهم المستقبلية.
رسالة أخيرة
• ماهي رسالتك التي توجهها في ختام هذا الحوار للمنظمات الدولية والإنسانية؟
رسالتنا للمنظمات الدولية والإنسانية بخصوص وضع النازحين وتقليص المساعدات بأن عليها الاستمرار في تقديم الدعم الإنساني والمساعدات للنازحين، وعدم التراجع عن هذه الجهود الحيوية، حتى يتمكن النازحون من العودة إلى حياتهم الطبيعية والمستقرة.
النازحون يعانون من أوضاع معيشية صعبة ومأساوية، حيث يفتقرون إلى أبسط حقوقهم الإنسانية مثل السكن والغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية والتعليم، وهذا يتطلب من المنظمات الدولية والإنسانية تقديم الدعم والمساعدات اللازمة للنازحين.
نأمل من المنظمات الانتقال إلى المشاريع المستدامة التي تنقلنا مرحلة التعافي، من خلال دعم المؤسسات الحكومية حيث أن دعم المؤسسات الحكومية سيكون رافدا للنازح في حال توقفت المنظمات أو انتقلت إلى مكان آخر.
وأخيراً، يجب أن تتذكر المنظمات الدولية والإنسانية أن النازحين هم بحاجة إلى الدعم والمساعدة، ولا يجب أن لا يتركوا وحدهم في مواجهة الصعوبات والتحديات.



