أهم الاخبارالأخبارتقارير

تعز.. إقبال كبير على محلات بيع الملابس المستعملة مع حلول عيد الاضحى المبارك (تقرير)

تقرير خاص أعده لـ“يمن ديلي نيوز” – عدي الدخيني: أمام محل تجاري في سوق “الوليد” المركزي، بمدينة تعز (جنوبي غرب اليمن) توضع ملابس مستعملة (حراج) على الأرض لبيعها، ويتراوح سعر القطعة الواحدة من 5000 إلى 8000 ريال، وهو ما يتناسب مع القدرة الشرائية للمواطنين.

ويواجه السكان في تعز ظروفًا صعبة خصوصا مع حلول عيد الأضحى المبارك، حيث لجأ العديد من السكان إلى شراء الملابس المستعملة، التي باتت تجارتها جاذبةً للكثير من العائلات، نظرا لارتفاع أسعار الملابس الجديدة في المحلات التجارية.

وعلى رصيف سوق الوليد يجثو “فيصل غالب” (45 عامًا) على ركبته ليبحث بين مجموعة ملابس مستعملة معروضة عن كسوة عيدية لأطفاله الخمسة.

يقول “فيصل” لـ“يمن ديلي نيوز”، إنه لم يجد “خيارًا آخر أو حلا أنسب لشراء ملابس جديدة يكسي بها أطفاله، فلجأ إلى شراء ملابس مستعملة من السوق ليرسم بها نوعا من الفرحة على ملامح أطفاله في العيد”.

ويضيف: “تغير بنا الحال، أصبحنا حتى ملابس العيد الجديدة لم نستطيع شرائها لأولادنا، لجأنا إلى شراء ملابس مستخدمة (حراج) بسبب ارتفاع أسعار الملابس الجديدة في الأسواق والمحلات التجارية، وعدم مقدرتنا على شرائها نتيحة تدهور الوضع الاقتصادي”.

يواصل “فيصل” حديثه بالقول: ”هذا أول عام أشتري فيه ملابس العيد مستعملة لأولادي، لا نقول أننا أغنياء، لكن تغير الوضع وتدهور الوضع المعيشي، ولن أقوم بشراء الملابس لهذا العام من المحلات بسبب إرتفاع أسعارها على الأعوام السابقة.

ويشير إلى أن سعر القطعة الواحدة في المحلات التجارية يتراوح ما بين 15000 ريال إلى 20000 ريال، وهذا ما أجبره على شراء الملابس المستعملة، مضيفا: “أصبحنا مقيدين أمام وضع متردي وظروفًا صعبة جدًا للغاية“.

ولا يختلف وضع “فيصل” كثيرًا عن وضع “مشتاق غالب“ (29 عامًا)، الذي قال إن الظروف أجبرته على شراء ملابس مستعملة تتناسب مع وضعه المادي الذي لا يحتمل شراء ملابس جديدة.

“مشتاق” وهو أب لـ3 أطفال، يعمل على عربية لبيع الموز وسط السوق المركزي، حيث يخرج صباح كل يوم من منزله إلى عربيته متجولا بها بين المارة لبيع كمية من الموز لتوفير قوت يومي لأسرته.

يقول “مشتاق” لـ“يمن ديلي نيوز”: “بسبب ارتفاع أسعار الملابس الجديدة وخاصة مع حلول عيد الأضحى والذي يعتبره الكثير من ملاك محلات الملابس موسم ربح، لم يكن أمامنا خيار آخر غير أننا نذهب لشراء ملابس مستعملة”.

ويشير إلى أن ولده الأصغر الذي لم يتجاوز الـ14 من عمره، يقوم ببيع المناديل في الشوارع على المارة ليساعده في توفير جزء من متطلبات الحياة اليومية لأسرته، وشراء ملابس لإخوانه.

إقبال هذا العام

يقول ملاك محلات بيع الملابس المستعملة إن محلاتهم شهدت هذا العام إقبالًا كبيرًا مقارنة بالأعوام السابقة، مرجعين السبب في ذلك إلى أسعارهم المناسبة وتردي الوضع المعيشي لفئة كبيرة من المواطنين اللذين لا يقدرون على شراء الملابس الجديدة.

“مجيب علي” وهو مالك محل لبيع الملابس المستعملة يقول لـ“يمن ديلي نيوز”: “الذي معه أولاد كثير يأتي إلى محلي لشراء ملابس العيد ويقتنع بالأسعار، ويستطيع شراء ملابس لهم كامل، بينما إذا راح لمحل تجاري آخر، بدل ما يشتري منه قطعة واحدة، يشتري مني عشر قطع”.

ويضيف: “نقوم ببيع الملابس المستعملة في محلنا، نظرا لسعرها المتدني الذي يصفه الزبائن بالرخيص، فقيمة القطعة الواحدة لا تتجاوز 5000 ريال، وهذا العيد هناك إقبال غير مسبوق من قبل المواطنين على محلاتنا، بسبب الوضع الإقتصادي المتدهور، وارتفاع أسعار الملابس بشكل جنوني جعل الناس يعزفون عن شرائها ويلجئون إلى الملابس المستخدمة”.

ويشير “مجيب” الذي قال إنه يعمل في هذه التجارة منذ خمس سنوات، إلى أن البضائع المستعملة تستورد من الخارج من قبل التجار اللذين بدورهم يقومون بتوزيعها عليهم بسعر محدد للقطعة الواحدة، مضيفًا: “إذا كانت الكمية قليلة، وإذا كانت فائضة يتركوها عندنا نبيع بالسعر الذي يناسبنا ونأخذ الأرباح واعطيناهم الباقي”.

الفقر ليس جديد.. ولكن!

بخلاف العوامل الاقتصادية المرتبطة بتداعيات معدلات التضخم التي تضرب البلاد، يدخل حصار الحوثيين لتعز عامه العاشر الذي شهد مؤخرا انفراجة بسيطة ليصبح أطول حصار على مر التاريخ، حول حياة ملايين المواطنين الساكنين في المدينة إلى جحيم.

الناشط عبدالواسع الفاتكي، يقول: ”الفقر ليس جديدًا على الشعب اليمني، ولكن ما أنتجته الحرب الدائرة في البلاد وحصار الحوثيين على المدينة، فاقم معاناة السكان، وضاعف نسبة الفقر وتردي الأوضاع”.

ويضيف “الفاتكي” في حديث لـ“يمن ديلي نيوز”: “تلجأ الكثير من الأسر اليمنية من ذوي الدخل المحدود أو من الطبقات المسحوقة التي تأثرت كثيرًا نتيجة الصراع الدائر في البلاد بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية لشراء الملابس المستعملة من البسطات أو الأرصفة أو من بعض المحلات المتخصصة في بيع الملابس المستعملة”.

وبمجرد حلول عيد الأضحى المبارك، وفق الفاتكي، “تواجه أسر كثيرة صعوبات معيشية جمة أرهقت كاهلها وأرغمتها على اللجوء لوسائل بديلة، من خلالها توفر الحد الأدنى من ملابس العيد للأطفال وكبار السن، باحثة عنها في الأسواق الشعبية أو من الباعة المتجولين أو من بعض الجمعيات الخيرية أو من بعض المبادرات التي يقوم عليها بعض الناشطين والناشطات ممن يجمعون الملابس المستعملة ويعملون على تدويرها وتوزيعها على بعض الأسر المحتاجة”.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من يمن ديلي نيوز Yemen Daily News

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading