قصص صحفيةأهم الاخبارالأخبار

تضليل المهربين يقود الشاب الاثيوبي “حيدوان” إلى عدن بدلا من الخليج  (قصة صحفية)

أعد القصة لـ”يمن ديلي نيوز” – الخضر عبدالله: المهاجر الإثيوبي ” يوسف حيدوان” ذو الـ 21 عاما اختار الهجرة العكسية لتحقيق أحلامه منذ مغادرته منطقته ” هريرو” حيث كان يحلم دائما بالسفر إلى دول الخليج العربي ليحقق مستقبلا أفضل، ولم يكن أمامه سوى الهجرة بواسطة قوارب الموت، إلا أن تفاصيل رحلة هجرته جاءت على عكس ما كان يتوقعه.

بحسب حديثه  لــ “يمن ديلي نيوز” خرج يوسف مع أصدقائه من بلاده إثيوبيا عبر البحر الأحمر إلى دولة جيبوتي ، وقال: “كنا نأمل بإيجاد أحد المهربين بسرعة لنتفق معه على خروجنا من جيبوتي إلى دول الخليج العربي”

يقول إن المهربين كانوا قد وعدوه بإيصاله إلى السعودية، حيث يمكن للشاب الإثيوبي جني مبالغ مالية لم يكن ليحلم بها من قبل ليعود لاحقا إلى بلده لبدء مشروع حلمه.

وحين وصل الشاب “يوسف”  البالغ 21 عاما إلى سواحل جيبوتي طالبه المهرّبون بمزيد من الأموال ومن ثم تركوه عندما لم يكن بمقدوره الدفع ولم يبق أمامه خيارا غير تحويل وجهته إلى الأراضي اليمنية، في رحلة لمئات الكيلومترات.

وقال الشاب الذي يتحدث بهدوء إن بعض المهاجرين الإثيوبيين أخبروه أنه سيحصل على وظيفة جيّدة تغيّر حياته وأن الأمر سيكون سهلا، لكن الأمور لم تجر على هذا النحو إطلاقا”. بحسب بقوله

ويعد الشاب المهاجر ” يوسف” واحدا من بين آلاف المهاجرين الذين رست بهم الأقدار لوضع رحالهم في مدينة عدن، والتي تعتبر نقطة ترانزيت يسعى المهاجرون الأفارقة من خلالها للاستزادة والوصول إلى دول الخليج.

معاناة متعددة

وهنا تتعدد أوجه معاناة المهاجرين الأفارقة في مدينة عدن، وسط غياب الحلول التي تخفف معاناتهم، وزاد الوضع سوءا حالة الشلل التي أصيبت بها المدينة التي ألقت بظلالها على وضع المهاجرين الأفارقة والنازحين من داخل البلاد وسكان مدينة عدن بشكل عام.

“يوسف” يعد نموذجا لعدد كبير من المهاجرين الذين يعانون الأمرين في مدينة عدن، وهو يعمل في مهنة النظافة بإحدى المؤسسات الأهلية بالمدينة نفسها.

ويتابع حديثه لـ “يمن ديلي نيوز” قائلا:” إن ما يحصل من مستحقات مقابل عمله في النظافة يتم جمعه وإرساله إلى أسرته في إثيوبيا.

وبنبرة حزينة يقول : “يواجه المهاجرون الأفارقة بعض الصعوبات في سوق العمل، وفي الحصول على أجر عادل ومناسب لطبيعة العمل، وعادة ما يتم تهميشهم.

ويواصل حديثه “لم ينجح القسم الأكبر من المهاجرين في الوصول إلى غايتهم المنشودة وعلق عشرات الآلاف من المهاجرين الإثيوبيين في اليمن وأصبحوا غير قادرين على دفع كلفة رحلة العودة فيما يحتجزهم المهرّبون كرهائن أو تعتقلهم السلطات المحلية وتكون نهاية البعض مأساوية ومروّعة على الطريق.

ويتابع بقوله:” غادرت قريتي بعدما سمعت روايات مغرية عن الحياة في الخليج وعرفت أن علي عبور البحر للوصول إلى السعودية، رغم أنني لم أصعد يوما على متن قارب ولا أعرف السباحة..  لكنه أكد “سأذهب إلى أي مكان أجد فيه فرصة عمل”.

تضليل وإتجار بالبشر

تقول منظمة الهجرة الدولية في بيان سابق إن المهاجرين الأفارقة يُضللون قبل ذهابهم إلى اليمن، ويسمعون وعودا مغرية بالثراء السريع وفرص العمل المتوفرة ويتم استغلال المهاجرين بطريقة بشعة تصل حد الاتجار بالبشر، ويتم احتجاز بعضهم من قبل عصابات بعد وصولهم شواطئ اليمن، وهؤلاء لا يتم إطلاق سراحهم إلا بعد دفع أموال لهذه العصابات.

وتضيف المنظمة أنها أنقذت في فترات سابقة عدد من هؤلاء المهاجرين الذين وقعوا ضحية الاتجار بالبشر، وتم حبسهم في حضائر تابعة لعصابات متخصصة.

ومن أخطر مايتعرض لها المهاجرون، وفق الهجرة الدولية، جهلهم السباحة كونهم قادمين من بلاد لا بحر فيها، ولدى وصولهم يتعرضون لعمليات اتجار بالبشر واستغلال”.

وبحسب المنظمة الدولية في بيانات سابقة، فإن حوالي 55 ألف مهاجر غادروا القرن الإفريقي قاصدين اليمن منذ بداية العام، بهدف إيجاد فرص أفضل في دول الخليج.

واقع مزي

ويصطدم المهاجرون بالواقع الأمني والمعيشي الذي تشهده اليمن، مما يدفع البعض إلى العودة لبلادهم، عبر رحلات تنظمها المنظمة الدولية للهجرة بين الحين والآخر للراغبين بالرجوع إلى بلادهم “بطريقة كريمة”، مع توفير رعاية طبية لهم.

وإثيوبيا التي يعاني سكانها أوضاعا معيشية صعبة بسبب موجة الجفاف التي تضرب البلاد، عاد إليها أكثر من 6 آلاف إثيوبي طوعا بمساعدة المنظمة الدولية للهجرة منذ بدء الصراع باليمن في (2015)”.

وفي مارس 2021م، قتل عشرات المهاجرين جرّاء حريق اندلع في مركز احتجاز مكتظ في صنعاء ، وفي الشهر ذاته، غرق 20 شخصا عندما ألقى مهرّبون أشخاصا من قارب في الطريق إلى اليمن، بعدما شعروا بالخوف من ثقل المركب”.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من يمن ديلي نيوز Yemen Daily News

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading