الذكرى الأولى للهدنة.. مقال لغروندبرغ يتحدث فيه عن صمود وهشاشة ومخاطر، ويقول: أي حل مستدام يجب أن “لا يقتصر على أطراف النزاع”

التصعيد العسكري والاقتصادي والخطابي في الأسابيع الأخيرة يذكرنا بهشاشة إنجازات الهدنة إن لم ترتكز على تقدم سياسي نحو حل سلمي للنزاع
يمن ديلي نيوز: قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، “هانس غروندبرغ” إن أي إتفاق مؤقت للأزمة اليمنية لا يمكن أن يعالج بشكل مستدام المعاناة التي طال أمدها لكل اليمنيين.
وتحدث المبعوث الأممي في مقال مطول عن بمناسبة مرور عام توقيع الهدنة في 2 إبريل 2022 عن استمرار الهدنة على الأرض إلى حد كبير، كما تحدث عن هشاشة، ومخاطر تتهدد تحقيق السلام، واصفا الوضع حاليا بالحرج.
وقال “يستمر تنفيذ الكثير من بنود الهدنة حتى اليوم. إلا أن أهم ما بشرت به هو تعزيزها لفرصة إطلاق عملية سياسية جامعة تهدف إلى إنهاء النزاع بشكل شامل ومستدام”.
كما تحدث غرندبرغ في المقال الذي حمل عنوان “عام منذ إتفاق الهدنة: طريق المضي قدمًا” عن مخاطر وصفها بالكبيرة تتهدد السلام في اليمن.. مردفا: “التصعيد العسكري والاقتصادي والخطابي في الأسابيع الأخيرة يذكرنا بهشاشة إنجازات الهدنة إن لم ترتكز على تقدم سياسي نحو حل سلمي للنزاع”.
ولفت إلى أن: “هناك حاجة لحماية مكتسبات الهدنة والبناء عليها وصولًا للمزيد من الإجراءات الإنسانية، ووقف إطلاق للنار على الصعيد الوطني، وتسوية سياسية مستدامة تلبي تطلعات اليمنيين نساءً ورجالًا”.
وأشار غروندبرغ إلى أن ذلك يتطلب “عملية تجمع أصحاب المصلحة اليمنيين معًا لتنفيذ التدابير المتفق عليها، ونزع فتيل التوترات، والتفكير بشكل تشاركي في الأسئلة الرئيسية المتعلقة بالأمن ومؤسسات الحكم وتصميم عملية الانتقال”.
وأكد هانس على أنه “يجب أن يكون كلا الطرفين على استعداد للجلوس معًا والتحاور بشكل جاد ومسؤول، فهذا الاستعداد هو مقياس مدى التزامهم بشراكة سياسية في المستقبل.
وأكمل: “على الرغم من تأثير الهدنة المستمر حتى اليوم، لا يمكن لأي اتفاق مؤقت أن يعالج بشكل مستدام المعاناة التي طال أمدها لجميع اليمنيين”.. مردفا “فلن يبدأ التعافي من الخسائر المدمرة التي خلفتها الحرب على حياة النساء والرجال المدنيين إلا بالتوصل إلى حل شامل للنزاع”.
الآن ليس وقتًا للتصعيد والمعادلات الصفرية، أكثر من أي وقت مضى، الآن هو أوان الحوار والتسويات وإظهار القيادة والإرادة الجادة لتحقيق السلام
وقال: التدابير قصيرة الأجل ضمادات، قد تكون ضرورية أو لازمة في بعض الأحيان، إلا أنها لا تنفي الحاجة إلى معالجة المشاكل الجذرية طويلة الأمد.
ووصف الوقت التي تمر به الهدنة حاليا بالحرج، مشددا على وجوب أن يتضمن أي ترتيب مؤقت أو جزئي جديد التزامًا واضحا من الأطراف بأن يكون خطوة حقيقة على مسار حل سلمي يتوافق عليه اليمنيون واليمنيات من خلال عملية سياسية جامعة.
وكشف غروندبرغ عن استمراره قبل وأثناء وبعد الهدنة مع الأطراف والجهات الفاعلة اليمنية الأخرى، وكذلك الجهات الإقليمية والدولية لبناء توافق حول إطلاق عملية سياسية جامعة.
وبرأي غروندبرغ فإن أي حل سياسي مستدام يجب أن “لا يقتصر تحديدها على أطراف النزاع فقط، بل يشارك فيها دائرة أكثر اتساعًا من أصحاب المصلحة اليمنيين وتتصدى لأولويات جميع اليمنيين”.
وأكد أن تحقيق السلام هو مسؤولية الأطراف اليمنية، فلا يوجد نقص في الأفكار أو التحضير أو الدعم الدولي للمضي قدمًا نحو السلام والتنمية المستدامين في اليمن.
وقال إن “اللحظات التي تماثل اللحظة الراهنة عادة ما تكون عابرة وهشة”.. مشددا على ان الوقت “الآن ليس وقتًا للتصعيد والمعادلات الصفرية، أكثر من أي وقت مضى، الآن هو أوان الحوار والتسويات وإظهار القيادة والإرادة الجادة لتحقيق السلام”.



