”يوم الأرض الجنوبي“.. مناسبة “المجلس الانتقالي” لابتلاع ”حضرموت“ يحييها عاما ويميتها عاما آخر

يمن ديلي نيوز: يحشد المجلس الانتقالي الجنوبي، كل طاقته وإمكانياته، للاحتفال بما يسمى بـ”يوم الأرض الجنوبي“، في محافظة حضرموت، التي أعلنت تشكيل “مجلس حضرموت الوطني” كمجلس مستقل عن المجلس الانتقالي، ومختلف عنه في الأهداف، والشخوص.
و “يوم الأرض الجنوبي” مناسبة أقرها المجلس الانتقالي في 2021 واحتفل بها مرة واحدة في العام 2021، في محافظتي حضرموت والمهرة، في حين مر العام 2022 دون أن يحيي أية فعالية، ويحشد حاليا كل إمكاناته لإحيائها في حضرموت فقط خلافا على بقية المحافظات الجنوبية الأخرى.
وأعلن خلال يونيو/حزيران الماضي في السعودية تشكيل “مجلس حضرموت الوطني” برعاية المملكة العربية السعودية وبحضور قيادات حضرموت الرسمية والحزبية، في حين غاب عنها قيادات المجلس الانتقالي المنتمين لحضرموت وعلى رأسهم فرج البحسني عضو مجلس القيادة الرئاسي، ونائب رئيس المجلس الانتقالي.
وفيما ينظر لاستعدادات “الانتقالي” لإحياء “يوم الارض الجنوبي” في حضرموت بأنه رد على “مجلس حضرموت الوطني”، ومحاولة استعراض قوة، أظهر رصد أجراه ”يمن ديلي نيوز“، لأخبار ”يوم الأرض الجنوبي“ أن المجلس احتفى بالمناسبة في 2021م، وترك الاحتفاء بها في 2022م، ليعود هذا العام لإحيائها مجددا وفي حضرموت فقط.
ففي 2021م احتفل المجلس بيوم الأرض، في المهرة وسيئون فقط، وكان الهدف منها في حينه، منع انعقاد جلسات مجلس النواب في سيئون، الذي كان يحضر لعقد جلساته في نهاية يوليو/تموز 2021م.
استعطاف أبناء حضرموت
واليوم الأربعاء 5 يوليو/تموز 2023 دعا نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد بن بريك، أبناء حضرموت عامة والوادي بشكل خاص إلى ”التفاعل والمشاركة الإيجابية، في فعاليات يوم الأرض الجنوبي المقرر إقامتها يوم الجمعة المقبل“.
وقال ”بن بريك“ في سلسلة من تغريدات على حسابه الرسمي في ”تويتر“، رصدها ”يمن ديلي نيوز“، مخاطبا أبناء حضرموت “نشدُ على أياديكم من أجل وحدة الصف وتعزيز اللُحمة والترابط لحماية الأرض والعرض والوقوق ضد كل دعوات التجزئة ومشاريع التمزيق وخلق الفتن بين أبناء حضرموت من جهة، وبينهم وأبناء الجنوب من جهة أخرى”.
وفي محاولة منه لاستعطاف أبناء حضرموت وحشدهم لإحياء فعاليته تحدث بن بريك عن “معاناة أبناء حضرموت جراء التدهور الاقتصادي والمعيشي والخدمي الذي قال إنه وصل إلى حد لا يمكن السكوت عليه أو القبول به، كما تحدث عن ”دعوات تجزئة ومشاريع تمزيق“ تستدعي التصدي لها، في إشارة منه إلى “مجلس حضرموت الوطني”.
وفي سياق حشد المجلس الانتقالي، امكانياته للتحشيد لفعالية “يوم الأرض الجنوبي“ بعد غد الجمعة 7 يوليو/تموز في حضرموت، التقى رئيس الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي بالمحافظة، العميد سعيد المحمدي، برؤساء وممثلي اتحادات نقابات العمال، والاتحادات التعاونية السمكية والزراعية، والمجلس التنسيقي الأعلى لمنظمات المجتمع المدني بالمحافظة، وطالبهم بحشد منتسبيهم لحضور الفعالية، كونهم حد وصف “المحمدي”، “معنيون بإحياءها، لما عانوه من إقصاء وتهميش ونهب للممتلكات والمكتسبات الاقتصادية”.
وحث اللقاء أبناء المحافظة على المشاركة الفاعلة في المهرجانات الجماهيرية التي ستشهدها (المكلا وغيل باوزير والشحر وسيئون والقطن وتريم)، لإعلان تمسكهم بـ”المشروع الجنوبي بإقامة دولة فيدرالية تضمن حقوق أبناء كل المحافظات وتمكنهم من إدارة شؤونهم كافة”.
سحب البساط
وجاء إحياء “المجلس الانتقالي الجنوبي“، لـ”يوم الأرض الجنوبي“، في حضرموت فقط بعد أكثر من شهر على إعلان المكونات الحضرمية في ختام مشاوراتها في العاصمة السعودية الرياض، إشهار ”مجلس حضرموت الوطني“، برعاية ودعم سعودي.
وفي 21 حزيران/يونيو، أعلنت المكونات الحضرمية إشهار “مجلس حضرموت الوطني“، وميثاق شرف، في ختام مشاوراتها في الرياض، برعاية السعودية، التي ترغب في تجنيب حضرموت الانزلاق في مربع الصراعات لما تمثله من أهمية استراتيجية للداخل اليمني والمحيط الاقليمي، وفقا لدراسة حديثة لمركز “أبعاد” للدراسات.
وفي 23 حزيران/يونيو المنصرم، قالت صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن القيادة السعودية تعمل بنشاط للحد من نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي، في محافظة حضرموت الغنية بالنفط (جنوبي شرق اليمن)، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس المجلس ”عيدروس الزبيدي“ الى بريطانيا، حيث قالت الصحيفة إن الزيارة كانت ضمن محاولة ”الزبيدي لاقناع الغرب بمشروعه“.
كما يأتي إحياء المجلس الانتقالي لـ ”يوم الأرض الجنوبي“، في حضرموت، بعد أيام من زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، ومعه عدد من كبار قيادات الدولة، الى حضرموت استمرت ستة أيام عقد خلالها عدة لقاءات، ودشن أكثر من 20 مشروع بتمويل سعودي، وانهاها الجمعة الماضية 30 حزيران/يونيو.
واصطحب ”العليمي“، معه الى حضرموت 9 من القيادات الرفيعة في الدولة، في حين غاب عنها عضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني الذي أعلن مساندته للمجلس الانتقالي الجنوبي ومطالب الانفصال، ويعارض إشهار “مجلس حضرموت الوطني”.
وكان على رأس الوفد المرافق لرئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى حضرموت أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الشورى، وحيدر أبو بكر العطار مستشار رئيس الجمهورية، ونائب رئيس مجلس النواب محمد علي الشدادي، بالاضافة الى نائبا رئيس هيئة التشاور والمصالحة عبدالملك المخلافي والقاضي اكرم العامري، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية الدكتور يحيى الشعيبي، ووزراء المالية والصحة، والنفط، وأمين عام رئاسة الجمهورية.
وحظي “مجلس حضرموت الوطني“ بترحيب معظم القوى الحضرمية، بينما اعتبره عضو مجلس القيادة الرئاسي، ونائب رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي”، فرج البحسني، “تعددا للمشاريع”، في حين آثر ”عيدروس الزبيدي” الوقوف محايدا تجاه انطلاق المجلس والذي قال إنه “لاتتوفر معلومات كافية عنه”.



