شهادات رواها صحفيون لـ “يمن ديلي نيوز” عن وقائع تعذيب شارك فيها رئيس لجنة الأسرى التابعة للحوثيين (إعادة)

أعد التقرير لـ “يمن ديلي نيوز” – محمد الحاجبي:
روى 4 صحفيون مفرج عنهم من سجون جماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا لـ “يمن ديلي نيوز” وقائع تعذيب قالوا إنهم تعرضوا لها على يد رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة لجماعة الحوثي “عبد القادر المرتضى”.
وتحدث الصحفيون عن أسماء قيادات أخرى شاركت في تعذيبهم إلى جانب “المرتضى”، يشغلون مناصب في لجنة الأسرى، كما أفادوا بوجود غرف خاصة وبيوت مخفية تابعة “للمرتضى” قالوا إنهم تعرضوا فيها لوقائع تعذيب على يد رئيس لجنة أسرى الحوثيين وآخرين.
وفي أواخر رمضان المنصرم، أبريل/نيسان 2023م، أفرج الحوثيون بعد ثمان سنوات من الإخفاء القسري عن الصحفيين (عبد الخالق عمران، توفيق المنصوري، الحارث حميد، أكرم الوليدي) ضمن صفقة تبادل رعتها الأمم المتحدة.
وأمس الاثنين، أدرج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية لجنة شؤون الأسرى التابعة لجماعة الحوثي ورئيسها عبد القادر المرتضى على قائمة العقوبات.
غرف تعذيب
الصحفي المفرج عنه من سجون الحوثيين “أكرم الوليدي” تحدث لـ “يمن ديلي نيوز” عن غرف تعذيب خاصة بالمرتضى في معسكر الأمن المركزي أصبحت تعرف باسم “سجن المرتضى” وتستخدم لتعذيب المحتجزين ومنهم الصحفيون.
وقال: “سجن المرتضى مكون من 3 غرف، غرفة في الوحدة الصحية التابعة للسجن، وغرفة في مبنى إدارة السجن، وغرفة قريبة من سور المعسكر”. مردفًا: “هذه غرف خاصة بـ “عبد القادر المرتضى” لا أحد يقربها”.
خلال العام 2020 تم نقل الصحفي أكرم الوليدي إلى سجن الأمن المركزي، وقال إنه مكث فيه 54 يومًا وكان يتم استجوابه وتعذيبه في الغرف الخاصة بعبد القادر المرتضى، حيث يقوم إخوانه وشخص آخر يدعى “مراد أبو حسين” وكذلك “عبد القادر المرتضى” بتعذيبه.
وتابع: “في 4 فبراير 2023، قام “مراد أبو حسين” نائب رئيس لجنة الأسرى التابعة لميليشيا الحوثي، وأنزلوني إلى خارج مبنى إدارة السجن في غرفة خاصة بـ “عبد القادر المرتضى” ووضعوني فيها مع ما يقارب عشرة أشخاص، ومراد قاسم، وتم الاعتداء علي بالهراوات والركل على الوجه والضرب المبرح، أصبت على إثرها ببداية جلطة، وبعدها بيومين من الاعتداء جاءوا يريدون مني تصوير اعترافات بأنني لم أتعرض للتعذيب وأنني أعمل مع ما يسمونه العدوان”.
وأضاف: “في 15 فبراير 2023، أتى عبد القادر المرتضى بنفسه إلى الغرفة التي تم وضعي فيها وقال لي: (أهلا متحدي وما تشتي تتصور) فرديت عليه (طبيعي جدًا، تعتدي علي وتريدني أتصور، فلطمني على وجهي وضربني بالهراوات والركل وقال باتتصور يعني باتتصور وغصبا عنك، هنا باتخيس)”.
وأردف “الوليدي”: “في سجن المرتضى تم وضعي لمدة 54 يومًا في غرف كانت في الأصل حمامات تدخلها وتجد المراحض موجودة، هذه الحمامات تستخدم للتعذيب، وهي غرف معزولة، كانت حمامات عامة تابعة للعسكر، وتجد فيها الحشرات، وبعدها قاموا بنقل زملائي إليها”.
سجون مخفية
ويؤكد الصحفي المفرج عنه “توفيق المنصوري” ما ذهب إليه “الوليدي”. وقال: “رئيس وفد الحوثيين المفاوض في مسقط “عبد القادر المرتضى” يدير بشكل مباشر سجن جماعته في معسكر الأمن المركزي بصنعاء، يضم ما يقارب 3 آلاف مختطف”.
وبالإضافة للسجن المركزي، يقول “المنصوري”، لـ “يمن ديلي نيوز”، إن “المرتضى” يدير سجونًا أخرى تسمى “البيوت المخفية”، كما أنه يشرف بشكل غير مباشر على كثير من السجون الأخرى.
الصحفي “المنصوري” وصف “المرتضى” بـ “المجرم” واتهمه بـ “ممارسة التعذيب بنفسه في أحيان كثيرة”.
وقال: “المرتضى اعتدى علي في 20 أغسطس من العام 2022 بضربة شجت رأسي وأفقدتني الوعي وكادت أن تودي بحياتي، ولم يتم نقلي لتلقي العلاج.. هذه الضربة ما زالت تؤثر في رأسي وجمجمتي حتى الآن”.
وذكر “توفيق المنصوري” أن “المرتضى يقوم بتعذيب بعض المختطفين، بينهم أطفال، ونقلهم إلى منزله للاستجواب والتعذيب”، لافتًا إلى أن “المرتضى يدير هذا النشاط التعذيبي بشكل واسع النطاق، سواء بنفسه أو عن طريق أخويه أبو شهاب ومجد الدين”.
وتحدث المنصوري عما قال إنها عمليات “ابتزاز لأسر المختطفين”، اتهم “المرتضى” بالقيام بها.
وقال: “المرتضى يدير حسابات تقوم أسر المختطفين بتحويل الأموال إليها مقابل وعود بالإفراج عن مختطفيها لدى الجماعة”.
وتابع: “رغم الأموال التي يتقاضاها من أسر المختطفين، يعمد المرتضى إلى حرمان المختطفين من الرعاية الطبية والغذاء والماء، وإخفاء العديد منهم في بيوت مخفية وسجن خاص به”.
وأردف: “عشرات المعتقلين توفوا نتيجة للتعذيب في سجن عبد القادر المرتضى”، حد قوله.
بيت التبادل
ويتحدث الصحفي المفرج عنه “عبد الخالق عمران” عن جرائم وصفها بـ “الوحشية”، قال إن “المرتضى” يرتكبها بحق المختطفين في سجنه بمعسكر الأمن المركزي، المعروف أيضًا باسم “بيت التبادل” أو سجن اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى.
في حديثه لـ “يمن ديلي نيوز”، أشار “عمران” إلى أنه ذات مرة قابل “المرتضى” وقدم له شكوى حول تعذيبهم المستمر من قبل إخوانه “أبو شهاب” و “مجد الدين” وبقية المشرفين والسجانين، فرد عليه بجواب “صادم” قائلاً: “نحن نتعبد الله بتعذيب الصحفيين”.
وتحدث عن “انتهاكات خطيرة” قال إن الحوثيين يمارسونها في المعتقلات، حيث قال إنه “يتم تعذيب الأطفال والكبار واستدعاؤهم للتحقيق والتعذيب في منزل المجرم عبد القادر المرتضى”.
وأشار الصحفي “عمران” إلى تورط “مراد قاسم حنين أبو حسين”، وهو نائب رئيس وفد الحوثيين “عبد القادر المرتضى”، في “جرائم تعذيب ضد الأسرى والمختطفين”، منوهًا إلى أنه “يدير حفلات تعذيب جماعية وكان يتسلط على ضحاياه ويلحق بهم الأذى”.
إضافة إلى “المرتضى وأبو حسين”، قال “عمران” إن “أحمد أبو حمراء” هو المسؤول القانوني في سجن الأمن المركزي، “كان دائم التواجد في السجن وكان يقوم بابتزاز أسر الأسرى والمختطفين ماليًا”.
سوط جلاد
الصحفي المفرج عنه “الحارث حميد” هو الآخر قال: “عبد القادر المرتضى، كان يُعتبر سوط جلاد وليس إنسانًا يتعامل بإنسانية، كان يعامل الصحفيين وبقية السجناء بقسوة”.
وأضاف لـ “يمن ديلي نيوز”: “المرتضى لم يظهر يومًا أي رحمة أو إنسانية في تعامله، حيث لم يتوقف عن تعذيب الصحفيين ولم يسمح لهم بالعلاج أو الزيارات”.
وأردف: “كان المرتضى يستمتع بتعذيب الضحايا ويعتبر ذلك جزءًا من عبادته، مستخدمًا ذلك كوسيلة للتقرب من الله”.
وتحدث “حميد” عن وقائع تعذيب كانوا يتعرضون لها عند الحوثيين تشمل: (الضرب بأعقاب البنادق، وصب الماء البارد خلال فصل الشتاء القارس، من دون توفير الرعاية الصحية الضرورية، والحرمان من الفراش والملابس الجافة، مما يتسبب في إصابتهم بأمراض خطيرة نتيجة تجمد أجسادهم بفعل برودة الجو داخل الزنزانات المروعة).
ومؤخرًا اتهم تقرير فريق خبراء مجلس الأمن الدولي 2023 رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة لجماعة الحوثي المصنفة إرهابيًا “عبد القادر المرتضى” بالضلوع في عمليات تعذيب ممنهجة طالت مختطفين في معتقلات الجماعة.
وقال التقرير الصادر يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم إن “المرتضى” وعددًا من إدارة سجن “الأمن المركزي” مارسوا التعذيب بطريقة ممنهجة وارتكبوا أشكالًا من المعاملات أو العقوبات القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة بحق المختطفين.
واستعرض التقرير “أساليب تعذيب” تعرض لها المختطفون على يد رئيس لجنة الأسرى الحوثية منها: توجيه الأسلحة إلى الرأس والتظاهر بإطلاق النار، وإجبار المختطفين على الوقوف لساعات طويلة، والضرب بين الفخذين على الأعضاء التناسلية.
ومن أساليب التعذيب التي ذكرها التقرير، ضرب رؤوس المختطفين على الجدار، وإسقاطهم على الأرض والدوس عليهم وجرهم، والضرب بالعصي المعدنية والخشبية والكهربائية، والتعذيب بالكهرباء، وتعليق المختطف أمام الآخرين لتخويف الآخرين.



