قصص صحفيةأهم الاخبارالأخبار

“غياب الوعي” بمناسك الحج يدفع داعية يمني لإطلاق “تطبيق تعليمي” عبر الانترنت

أعد القصة لـ”يمن ديلي نيوز” – عدنان الشهاب: في رحلته العام الماضي، من مدينة عتق، محافظة شبوة (جنوب اليمن) لأداء مناسك العمرة، وجد الشاب سالم الوبح من أبناء محافظة شبوة أن معظم من في الرحلة يجهلون أركان العمرة ومناسكها والمحظورات فيها.

بعد أن تجاوزت الحافلة منفذ الوديعة مع السعودية بادر سالم لتوعية المسافرين لأداء العمرة عن الأركان والمواقيت والمحظورات وكذلك تنبهات للرجال والنساء والدعاء الذي يسن قوله في المناسك.

أكمل خاطرته ليتفاجأ بتفاعل ركاب الحافلة، المسافرين لأداء العمرة، وإعجابهم بتوعيته وطالبوا بأن يرسل تلك الأدعية عبر الهاتف.

يقول الشيخ سالم، في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز” إنه بدأ حالا بتجهيز تلك الأدعية منها أدعية في الميقات وعند الحجر الأسود وفي الصفا والمروة وغير ذلك، ومن ثم إرسالها إلى هواتفهم.

هذا الموقف جعل سالم يفكر في مبادرة لتوعية المعتمرين فقرر أن يجهز مادة متكاملة عن مناسك العمرة “لتسلم عمرة الناس” كما يقول.

التوعية بالعمرة

مع حلول شهر رمضان الماضي 1445، كان سالم قد أكمل تجهيز المادة الخاصة بالعمرة، وهي عبارة عن مطوية صغيرة تحتوي كل ما يخص العمرة من أركانها والأدعية والمحظورات.. الخ.

ولكي تصل الرسالة إلى المستهدفين من الجمهور، قام بنشرها على مقرات وكالات الحج والعمرة بمحافظة شبوة، كما وزعها أيضا على المسافرين لأداء العمرة فوق حافلات النقل الجماعي، ثم نشرها الكترونيا لتصل كما يقول، إلى أكبر قدر من الجمهور.

مبادرة وجهد شخصي قام به سالم، وكلفه جهدا ووقتا، خاصة مع شح الفنيين في محافظة شبوة كما يقول، معبرا عن ارتياحه عندما وجد تفاعلا كبيرا من الجمهور، ليس في شبوة فقط، بل تلقى إشادة وطلبات من محافظات أخرى ومن خارج الوطن.

التوعية بالحج

بعد نجاح فكرة التوعية بالعمرة، طلبت بعض وكالات الحج والعمرة تجهيز مادة مشابهة للتوعية بفريضة الحج، كون كثير من الحجاج يجهلون تفاصيل هذا الركن العظيم، وهو ما تم بالعفل قبل نحو شهر مع حلول شهر ذي القعدة الماضي.

الشيخ سالم الوبح، حاصل على الماجستير في القانون والفقه المقارن، وحاليا طالب دكتوراة بجمهورية السودان جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية أم درمان ومعادلة من التعليم العالي اليمني.

يأمل الشيخ سالم أن تتوسع جغرافية عمل مبادرته في أكثر من محافظة، رغم غياب من يدعم هذا العمل خاصة الجهات المعنية الرسمية أو الخاصة.

من المطوية إلى التطبيق

تدرج سالم بالأدوات التي استخدمها في مبادرته، بدءا بالكملة، ثم المطوية، والنشر الالكتروني، ثم إقامة دورات لمعتمرين وحجاج في مدينة عتق، عبر برنامج الباور باونت، مدعمة بالصورة للمشاعر والأدعية المطلوبة.

يقول الشيخ سالم إنه عمل مجسم تقريبي للكعبة والمقام، للتطبيق العملي للمتدربين، ثم عرض الدورة التوعوية على الشاشة بوربوينت وتطبيقا على المجسمات وكانت ذات فائدة كبيرة للحجاج المشاركين في الدورة.

من الوسائل أيضا، إنشاء تطبيق “لسلامة حجك وعمرتك” في جوجل بلاي، لتعم الفائدة بشكل أكبر، كونه ملازما وسهلا ويستطيع الحاج أو المعتمر، العودة إليه في موطن.

صعاب وعوائق

المبادرة كغيرها وجاهت صعاب أبرزها، كما يقول الشيخ سالم، الجانب العلمي من حيث تلخيص شؤون العمرة في مطوية ليس سهلا، يعني أن ذلك يتطلب منك وضع خلاصة الخلاصة.

أما في تلخيص شؤون الحج يقول الشيخ سالم: كانت المهمة أصعب خاصة مع الاختلافات في المذاهب ولهذا عملنا على ما يجمع أكثر الأقوال وما هو الأحوط في المسائل كون هدفنا وصول التطبيق لدول أخرى وأصحاب مذاهب متعددة.

ومن المصاعب في جانب الانتاج، يتمثل في الجانب الفني، البحث عن مصمم للتطبيق وقبلها المطوية وتجهيز برنامج الباور باونت كل هذا بحاجة جهد في اختيار الأكثر إبداعا، وفي محافظة شبوة نحن بحاجة كبيرة إلى مثل تنمية مثل هذه الكوادر.

خطة للتطوير

يضيف: لدينا خطة لتطوير عملنا خاصة التطبيق، فنحن بصدد إضافة هوية صوتية لمن لا يجيد القراءة، نأمل في قادم الأيام أن نطور كل هذه الأعمال وإضافة ما هو مناسب ويسهل على قاصدي بيت الله أداء المناسك بسلامة تامة.

ولأن التطبيق والأعمال نشرت في فضاء التواصل فقد لقينا الكثير في المدينة المنورة ومكة المكرمة وتحدثنا عن ذلك وأفدناهم بالمطوية والتطبيق.

يأمل الشيخ سالم أن تجد هذه المبادرة من يرعاها ليتم تطويرها لتعم الفائدة لجميع من يقصد بيت الله معتمراً أو حاجا، والاستفادة منها سواء عبر المطويات أو النشر الالكتروني أو من التطبيق والذي مجاله أوسع خاصة إذا أضيف إليه بصمة الصوت لمن لا يجيدون استخدام الهاتف والتكنلوجيا، كما يقول.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من يمن ديلي نيوز Yemen Daily News

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading