اليمنيون “يتسابقون” للحصول على الجنسية الأمريكية بعد 8 سنوات من شعار “الموت لأمريكا”

يمن ديلي نيوز: بعد ثمان سنوات “عجاف” كان “الموت لأمريكا” شعارها الأبرز في بلد أنهكته الحرب، وانعدمت فيه سبل العيش، أصبح اليمنيون أكثر توقاً للهجرة الى “أمريكا” والحصول على الجنسية الأمريكية التي يرون أنها “تحفظ لهم كرامتهم وتوفر لهم وأسرهم حياة كريمة”.
وكشفت أعداد اليمنيين، اللذين أُعلن فوزهم باللوتري الأمريكي (اليانصيب)، الأحد المنصرم 7 مايو/آيار، عن رغبة اليمنيين في العيش بالولايات المتحدة، هربا من الأوضاع التي وصلت إليها البلاد منذ سيطرة جماعة الحوثي المصنفة إرهابية على الدولة في سبتمبر/أيلول 2014 وإيقافها لرواتب موظفين الدولة.
وأُعلن الاحد المنصرم، عن فوز 2807 يمني باللوتري الأمريكي (اليانصيب)، وهي قرعة للحصول على تأشيرات الهجرة إلى “أمريكا”، تنظمها إدارة الهجرة الأميركية سنويًا لقبول 50 ألف شخص من مختلف الجنسيات حول العالم للتوطين تعزيزاً للتنوع.
وحلت اليمن في المرتبة الخامسة عربيًا من حيث عدد الفائزين بقرعة (اليانصيب) من إجمالي الفائزين العرب البالغ عددهم 29 ألفًا و619 شخصًا، وهي أعلى نسبة يحصل عليها اليمنيين، اللذين يتقدم الآلاف منهم سنوياً للحصول عليها.
وهذه هي المرة الأولى التي يحظى فيها اليمنيون بهذا العدد الكبير من الحاصلين على اليانصيب، حيث كانت تتراوح أعداد المقبولين سنويا من 100 إلى 500 شخص.
هذا العدد الكبير من المقبولين باليانصيب الأمريكي، لفتت رواد التواصل الاجتماعي، ففي حين رأى البعض أن ذلك مؤشر على فشل “التعبئة التحريضية” للحوثيين ضد الولايات المتحدة الأمريكية، نحى آخرون لتحميل “سياسة التجويع” السبب وراء رغبة اليمنيين في الهجرة إلى الولايات المتحدة.
آخرون – رصدهم محرر “يمن ديلي نيوز” – تحدثوا عن احتفاء واسع لدى الأسر اليمنية التي فاز أبناؤها بالجنسية الأمريكية، واستقبلوا التهاني بهذا الفوز، في حين كان الحزن من نصيب من وقف الحظ عاثرًا أمام فرصة السفر والهجرة والحصول على الجنسية الأمريكية.
يقول الكاتب والقيادي السابق لدى الحوثيين محمد المقالح، إن احتفال الأسر والقرى اليمنية لحصول إبنائها على بطاقة الجنسية الأمريكية، يعني أن “الناس في الحضيض وذلك يعطي إشارات كثيرة وقوية تصل إلى أصحاب القرار باليمن لعل وعسى يدركون”، حسب قوله.
وأعاد “المقالح” التذكير بـ”مجزرة التدافع على 4 ألف ريال”، التي شهدتها العاصمة صنعاء، أواخر رمضان المنصرم وكان ضحيتها أكثر من 300 شخص بينهم 100 حالة وفاة، أثناء توزيع أحد التجار مساعدات مالية، وهي “واحدة من تلك الإشارات التي لا تعد ولا تحصى”، حسب قوله.
وانتقد الأكاديمي اليمني، إبراهيم الكبسي، في تغريدة على “تويتر” الوضع في اليمن الذي أجبر اليمنيين على التسابق على الفوز بالهجرة، قائلاً: “في وطني هناك حاكم يصرخ قائلا “الموت لأمريكا” فيما أبناءه يتسابقون كل عام بالآلاف للفوز بفرصة الهجرة إلى أمريكا”.
وقال “الكبسي” إن اليمنيين يجدون “جنة الأرض، وفرصة الحياة الكريمة في أمريكا، وألسنتهم وقلوبهم تقول: الحياة لأمريكا”.
وتحت عنوان “نبحثُ عن وطنٍ بديل”، عبّر الناشط سليم الحجري، عبر عن ألمه وحزنه لعدم فوزه بالقرعة، قائلاً: “مؤلمٌ أن أفتش عن نفسي بين أولئك الذين فازوا ولا أجدني”، معتبراً حزنه “رسالة مؤلمة حقاً، رسالةٌ للوطن، ومن يحملون على رقابهم أحلامنا وطموحاتنا وضحكاتنا التي توارت خلف دخان، صرخةٌ قاحلة، سُلبَ منها صوتها، فصارت يباباً كأرضِ موت”.
وأضاف: “هي رسالةٌ للقائمين على صَلبنا وتمزيقنا، واجتثاث آمالنا، كلما نبت منها زرعٌ أُجتُثَ وذرته أبواقُ العبيد” متسائلاً: “أليس من حقنا أن يكون لنا وطنٌ لا نبحثُ له عن بديل..؟!”.
وأردف: “نحنُ وبكل تأكيد، لا نتباكى على اليانصيب، إنما الحزن من أجل هذا الوطن الذي تسرَّبت أعمارُ أجيالنا من ثقوبه، وتوارت عنه أيامٌ كان ينبغي أن يحيا فيها المواطنُ سَعده المزعوم، وأن يصل لشيءٍ مما حلم به لمئات السنين”.
وفي منشور “متهكم” على “فيسبوك”، تحدث الناشط وصانع المحتوى “أحمد المسني” عن وجود حوثيين قدموا للهجرة إلى أمريكا، برغم شعارها طيلة سنوات مضت بـ”الموت لأمريكا”.
وقال “المسني”: “بالله قولوا لي من باقي ما قدم اليانصيب ولسى يحارب أمريكا، حتى اللي عامل خلفية الموت لأمريكا، طلع مقدم باليانصيب”، مضيفًا: “شعب خطير قوي قوي معرفش ليش ما قدر يلعب على الحرب ويوقفها بدل ماهو ميت جوع”.



