أهم الاخبارالأخبارتقارير

التوتر في البحر الأحمر يخطف اهتمام الإعلام اليمني بأحداث غزة.. من المستفيد؟

تقرير أعده لـ”يمن ديلي نيوز”- إسحاق الحميري: لوحظ خلال الأيام الماضية بشكل لافت تراجع التغطيات الاخبارية لأحداث غزة لدى المواقع الاخبارية اليمنية، مع تصاعد التوتر في البحر الأحمر عقب تنفيذ جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا هجمات استهدفت سفنا تجارية، تقول إنها في طريقها إلى إسرائيل.

وأظهر رصد أجراه “يمن ديلي نيوز”، على عدد من المواقع اليمنية الاخبارية تراجع نقل الأخبار والتقارير حول الوضع في قطاع غزة والتي كانت تنقلها أولا بأول، من ضمنها الأخبار العاجلة، في مقابل تركيز لافت على التطورات الحاصلة في البحر الأحمر والضربات الأمريكية على أهداف الحوثيين.

ووفقا لمسؤولي تحرير تحدثوا لـ”يمن ديلي نيوز”، فإن من الطبيعي أن تنتقل وسائل الاعلام المحلية اليمنية للتركيز على بؤرة التوتر الجديدة التي تمسهم بشكل مباشر، خاصة في ظل الحديث عن تأثيرات سلبية على الوضع الاقتصادي والانساني الهش في اليمن الذي يعاني من حرب لم تتوقف منذ تسع سنوات.

طول أمد الحرب

ويقول مدير تحرير موقع “المصدر أونلاين”، علي الفقيه، إن تراجع اهتمام الصحافة اليمنية بأحداث غزة خلال الأسابيع الأخيرة يعود لـ“طول أمد الحرب، وتصاعد الأحداث في البحر الأحمر، وانعكاساتها على الوضع السياسي والعسكري والإنساني في اليمن”.

وأضاف “الفقيه” لـ“يمن ديلي نيوز”: “أعتقد أنه مع طول أمد الحرب في غزة من الطبيعي أن يتراجع الاهتمام، كما أن الأحداث التي ظهرت في البحر الأحمر نقلت الاهتمام إلى ميدان آخر وجعلت الإعلام العالمي يفرد مساحة من الإهتمام لما يحدث في هذه المنطقة”.

وأردف: “بدرجة أولى انشغل الإعلام في اليمن بهذه الأحداث – تطورات البحر الأحمر – وما يدور حولها من سجال وتغطية انعكاساتها على الشعب اليمني من ناحية إنسانية وأيضاً من ناحية عسكرية وسياسية”.

حرب دعائية

في السياق، أرجع مدير تحرير وكالة “2 ديسمبر” عبدالناصر المملوح، أسباب تراجع الاهتمام المحلي بتغطية العدوان الإسرائيلي على غزة إلى الهجمات التي وصفها بـ”الدعائية” من قبل جماعة الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر.

وقال “المملوح” لـ”يمن ديلي نيوز” إن حرب الحوثيين “الدعائية” على إسرائيل “سحبت الأضواء وغطت على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني“.

وأضاف: “مليشيا الحوثي وتنفيذا لأجندة طهران عملت على عسكرة البحر الأحمر ولا علاقة لما تقوم به بنصرة غزة بالعكس هي فقط جرت العالم بعيدا عن جرائم الكيان الصهيوني في غزة”.

وعن المستفيد من تراجع تغطية أحداث غزة لصالح التوتر في البحر الأحمر، يقول “المملوح“: “المستفيد هو الكيان الصهيوني دون شك، فها هو يواصل أبشع الجرائم ولكن بعيدا عن الإعلام الذي تحول لمتابعة التصعيد ضد الملاحة الدولية”.

ارتباط مصيري

بدوره، أشار رئيس تحرير “الموقع بوست”، عامر الدميني، إلى أن التطورات في البحر الأحمر “فرضت نفسها على وسائل الاعلام، سواء المحلية أو الدولية، إذ أنها أوجدت أحداثا تتصاعد، وتحظى بالاهتمام بشكل أكبر، لدى المتلقي داخل وخارج اليمن، وهو ما جعل التركيز عليها كبيرا.

وقال لـ” يمن ديلي نيوز”، إن التوتر في البحر الأحمر “قضية يمنية، تحتاج لنقل تفاصيلها للعالم، أكثر من الوضع في غزة الذي يحظى بوسائل إعلامية أوسع انتشارا”.

ولفت إلى أن “الجمهور المحلي يتطلع لتفاصيل التطورات في البحر الأحمر بحكم ارتباطها بواقعه، ومصيره، وبالتالي يشعر بالحاجة لإشباع الفضول حول حقيقة ما يجري في بحار اليمن”.

وأضاف: “بالتأكيد ربما تستفيد إسرائيل من هذا الوضع، فحضورها كطرف في حرب غزة تراجع قليلا في الإعلام المحلي الذي انشغل بالوضع في بحار اليمن”.

واستدرك “الدميني”، بالقول: “لكن أتصور أن هناك ارتباط بين القضيتين، وأن ما يجري في البحر الأحمر سيقود في كل الأحوال إلى إسرائيل باعتبارها من فجر كل هذا الوضع، وأن وقف هجماتها على غزة سيؤدي بالتأكيد للتهدئة في أكثر من مكان”.

ومنذ 7 أكتوبر2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة “24 ألفا و762 شهيدا و62 ألفا و108 مصابين وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.

وتهاجم جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، السفن في البحر الأحمر منذ نوفمبر تشرين الثاني، والذي يمثل محطة ضمن طريق شحن بحري تمر من خلاله نحو 12 بالمئة من حركة الشحن العالمية، فيما وصفته الجماعة بدعم الفلسطينيين في الحرب مع إسرائيل.

وردا على الهجمات الحوثية، شنت القوات الأميركية والبريطانية، فجر الجمعة 12 يناير/كانون الثاني، عشرات الغارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة.

وفي أحدث محاولة من جانب واشنطن لوقف هجمات الحوثيين على الشحن الدولي، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إعادة تصنيف جماعة الحوثي إلى قائمة “الجماعات الإرهابية”، بعد أن أزالتها من القائمة في فبراير 2023.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من يمن ديلي نيوز Yemen Daily News

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading