
– كشف الكتاب الدور الأمريكي في تأسيس ودعم دولة الاحتلال الصهيوني حتى اليوم، فبعد ساعت من إعلان دولة إسرائيل، كان الرئيس الأميركي “ترومان” أول من اعترف بدولة إسرائيل، وفي اليوم التالي أعلنت بريطانيا انتهاء انتدابها لفلسطين ودخل قيام دولة إسرائيل حيز التنفيذ.
استعرض الكتاب لـ”يمن ديلي نيوز“ – عبدالله العطار: يقع كتاب ”القدس والمسجد الأقصى عبر التاريخ“، للمؤلف اليمني، الدكتور محمد علي البار، في (483) صفحة، جسد فيه الحركة الصهيونية بحقيقتها ”الفجة“ ونواياها العدائية للإسلام والمسلمين ومقدساتهم.
بدأ ”البار“ كتابه بمقدمة تتبع فيها البدايات الأولى للقدس الشريف الذي بني بعد أربعين عاما من بناء الكعبة المشرفة، وأوضح الهدف من تأليف الكتاب؛ وهو التوثيق للقدس الشريف، وكيفية احتلاله، ووصف أطماع اليهود في احتلال القدس من البدايات وحتى ٢٠١٣م.
ويؤسس الكتاب ويوثق للقدس الشريف من جميع الجوانب، لذلك يعد ”وثيقة تاريخية مهمة جدا للحفاظ على القدس الشريف وحدوده الحقيقية“.
وتحدث الكاتب في مقدمته عن القدس من حيث أسمائها المختلفة وحدودها وجغرافيتها وآثارها الإسلامية والمسيحية مدعما كل ذلك بخرائط مرسومة في ثنايا الكتاب.
واستعرضت المقدمة حقيقة اليهود الذين لفقوا الأكاذيب عن الله، وعدعاءاتهم بأنهم وحدهم ”أولاد الله“ وباقي الناس هم أولاد آدم وحواء الذين أنجبوهم من علاقاتهم مع عشاقهم.
ووفقا للكاتب فإن اليهود يرون أن ”الحيوان أفضل من البشر”، وأن الخارجون عن اليهود واليهودية هم ”أبناء الخنازير، ويحق لليهودي أن يفعل بهم ما يشاء، لأن العالم كله خُلق من أجلهم وحدهم“.
ويشير الكاتب إلى أنه وبعد أن قتل اليهود أنبياء الله فقد سلط الله عليهم الدولة الآشورية التي أبادت إسرائيل، وبعد أن انتهت الدولة الآشورية عاد اليهود إلى فلسطين حسب ما تنبأ به أنبياء إسرائيل بأن اليهود سيعودون إليها، وأن حكم أورشليم سيعود لإسرائيل، وسيبنون الهيكل فيها.
وذكر ”البار“ أن العقيدة البروتستانتية ساعدت اليهود على تشبثهم بذلك، فهي تؤكد أن “اليهود شعب الله المختار، وأن الله أعطاهم عهدا أبديا بأرض كنعان، وأن السيد المسيح لن يعود إلى الأرض إلا بعد أن يعود اليهود إلى فلسطين”، وفقا للكاتب.
واستعرض الكاتب بعد ذلك جهود أمريكا وأوروبا في إقامة دولة إسرائيل بدءا من وعد بلفور 1917م، واحتلال بريطانيا لفلسطين، وحتى تنفيذ المخطط “الخبيث” بداية من ضرب العراق، في سبيل بناء الهيكل الذي كان مقررا بناؤه من عام٢٠٢٠م وحتى ٢٠٢٤م.
القدس عبر التاريخ
أورد الكاتب، روايات لمؤرخين أكدوا فيها أن الشعب الفلسطيني، ولا سيما أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية، هم من أحفاد القبائل الكنعانية، والعمورية، والقبائل الفلسطينية والعربية التي استقرت في المنطقة قبل الفتح الإسلامي وبعده، وأصبحت كل هذه الشعوب نسيجاً واحداً، بفضل الإسلام واللغة العربية خلال القرن الثالث عشر للهيمنة الإسلامية.
ويضيف ”لقد كان مجيء سيدنا إبراهيم عليه السلام إلى فلسطين عام 1900 سنة قبل الميلاد لحظة مشرقة لهذه الأرض، فكان للنبي إبراهيم عليه السلام سلف الأنبياء، دوراً هاماً في انتشار عقيدة التوحيد ولم يعترض أهل المنطقة (الفلسطينيون) على سيدنا إبراهيم. ونتيجة لذلك، لم يغادر حضرة إبراهيم عليه السلام المنطقة، وانتقل بشكل مريح، وتوفي في نهاية المطاف في الخليل، التي تحمل اسمه”.
– أثبت الكتاب أن عدد السنوات التي حكم فيها اليهود القدس لم يتجاوز 600 عام على مدى التاريخ، بينما استمرت الهيمنة الإسلامية على فلسطين حوالي 1200 عام، وكانت أكثر فترة هيمنة في التاريخ، بالنسبة لغيرها من دوائر الهيمنة.
استمر أبناء النبي إبراهيم عليه السلام (إسماعيل وإسحاق – وفقا للبار – في السير على خطاه، فذهب سيدنا إسماعيل عليه السلام إلى مكة، وبقي إسحاق عليه السلام في فلسطين.
وكان لحضرة يعقوب بن إسحاق عليه السلام اثنا عشر ولدا يعرفون بالإسرائيليين، وكان يعرف هو بإسرائيل وتبعه وأبنائه الفراعنة لقرون في مصر، ولتخليصهم من ظلم فرعون أرسل الله موسى عليه السلام ودمر فرعون وجيشه، لكن مع الزمن أولاد إسرائيل بدأوا القبول بالانحراف والإذلال، فرفضوا العودة على الأرض المقدسة، وقالوا لموسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، حد قول الكاتب.
ويتابع الكاتب سرده بالقول “توفي موسى عليه السلام قبل دخول فلسطين، ولكن بعد أربعين عاما ؛عندما ظهر جيل قوي من بني إسرائيل. ضموا نهر الأردن وأصبح جزءا من شمال شرق فلسطين، وهي تهيمن على اقسام منها، لكن السنوات الـ 150 التي استغرقته حتى وصول الملك طالوت تشهد العديد من الاضطرابات والصراع، والفساد الديني والأخلاقي بين أبناء إسرائيل، لينجح الملك طالوت في نهاية المطاف الانتصار على أعدائه”.
سلف الملك طالوت، النبي داود عليه السلام واعتلى العرش في عام 1004 قبل الميلاد، مبشراً بعهد جديد في الأرض المقدسة من حيث الإيمان والتوحيد، حارب النبي داوود الكفر في الأرض المقدسة، وجعلهم يستسلمون، وفي عام 995 قبل الميلاد، تمكن من نقل عاصمة فلسطين إلى القدس، واستولى على أجزاء كبيرة من فلسطين باستثناء المناطق الساحلية.
واستمر عهد النبي داوود حتى عام 963 قبل الميلاد. ثم وصل ابنه النبي سليمان عليه السلام إلى السلطة (963-923 قبل الميلاد) وأحيا فلسطين ودخلت فترة ازدهار.
أعطى الله تعالى جل جلاله الريح والجن لسليمان عليه السلام، وزوده بالسلطة التي لا يمكن لأحد سواه الوصول إليها، ومن العصر الذهبي للنبي داود وسليمان عليهما السلام إلى الفتح الإسلامي، حكمت فلسطين والقدس تحت راية الإيمان والتوحيد لمدة 80 عاماً.
ويشير الكاتب إلى أنه وبوفاة سليمان، قسمت مملكته إلى دولتين منفصلتين كانتا في الغالب معادية لبعضهما البعض. بين 923و 721 قبل الميلاد، تأسست مملكة إسرائيل شمال القدس.
وقبل أن يتم تسليم الحكم وحل للآشوريين الثانيين بقيادة سرجون، ضعفت هذه المملكة بمرور الوقت، والفساد بين حكامها، تم ترحيل أبناء إسرائيل، الذين يعيشون في المملكة، إلى حران وحابور وكردستان وإقليم فارس وحل محلهم آخرون. وهكذا، لا يوجد أي أثر للإسرائيليين العشرة الذين أسسوا الدولة.
ويتابع “تمكنت مملكة يهودا من الوقوف بين 923 قبل الميلاد و586 قبل الميلاد. وقد افسحت المملكة وعاصمتها القدس، ثروات بسبب نقاط ضعف مختلفة ولطالما خضعت لنفوذ أجنبي”.
وهزمت هذه المملكة على يد الفرعون المصري شيشنق، والفلسطينيين في عهد جوهرام. وفي الوقت نفسه، كان على البلاد أن تشيد بالآشوريين، حيث وقعت في نهاية المطاف في أيدي البابليين، بقيادة نبوخذ نصر، وتم تدمير القدس، بالمعبد. وفي الوقت نفسه، تم أسر 40,000 يهودي وحلت مملكة يهودا في عام 586 قبل الميلاد.
وكما اتضح – وفقا للبار – فإن هيمنة الإسرائيليين على القدس لم تستمر أكثر من 400 عام. ولكن خلال هذه الفترة، استمر الكنعانيون وغيرهم من الشعوب الفلسطينية المستقرة في العيش على أرضهم، وعندما أعطى الإمبراطور سيروس، الإمبراطور الفارسي، إسرائيل الإذن بالعودة إلى فلسطين، عاد عدد قليل من الناس وعاشوا جنباً إلى جنب مع الفلسطينيين.
وأكد أن القدس التي سيطر عليها فارس عاشت في درجة معينة من الحكم الذاتي. ثم سقطت فلسطين في أيدي الإغريق بين 332 قبل الميلاد و63 قبل الميلاد، وسيطر الرومان على فلسطين في عام 64 قبل الميلاد، وفي عام 6 م، قضوا على الحكم الذاتي لليهود.
– بدأ المؤلف كتابه بمقدمة تتبع فيها البدايات الأولى للقدس الشريف الذي بني بعد أربعين عاما من بناء الكعبة المشرفة، كما تتبع أطماع اليهود في احتلال القدس من البدايات وحتى 2013م.
ونوه إلى أن اليهود حاولوا التحرر 66 و70 م، لكن الجنرال الروماني تيتوس دمر المعبد، وقمع التمرد. بنى الإمبراطور الروماني هادريان مدينة جديدة تسمى إيليا كابيلينا على أنقاض القدس.
وخلال هذه الفترة، مُنع اليهود من دخول القدس لمدة 200 عام، وعلى مدى القرون الـ 18 التالية، انخفض عدد اليهود بشكل مطرد مقارنة ببقية سكان المدينة. وفي الوقت نفسه، بقي السكان المحليون (الكنعانيون والقبائل العربية المشاركة معهم) في فلسطين قبل وأثناء وبعد وجود أبناء إسرائيل، حسب قول الكاتب.
منذ أن سيطرت الإمبراطورية البيزنطية على الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية، التي كانت تهيمن عموماً على القدس وفلسطين حتى غزو الإسلام في عام 636 م، باستثناء الهيمنة الفارسية على المدى القصير.
القدس خلال العهد الإسلامي
أفاد الكاتب أن معركة “أجنادين” كانت أهم معركة خلال الفتح الفلسطيني، والتي أسفرت عن مقتل 3000 جندي روماني تحت قيادة خالد بن الوليد عام 634م، لكن المعركة التي نجمت عن ذلك وقعت في سنة 636م في اليرموك شمال الأردن، وواجه ستة وثلاثون ألف مسلم مئتي ألف جندي روماني بقيادة أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد، وسيطر المسلمون عليها ثم أتى خليفة المسلمين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لاستلام مفاتيح القدس.
وأورد الكاتب أن أهل القدس وافقوا على السلام بشرط ضمان شخصي من عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وخلال الطريق لاستلام مفاتيح القدس رافق عمر بن الخطاب أربعة آلاف صحابي منهم بلال الحبشي رضي الله عنهم أجمعين، وكان بلال قد امتنع عن الأذان حزنا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه أذن مرة أخرى في القدس بعد استلام مفاتيحها.
العهدة العمرية
ويؤكد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قدم تعهدا مكتوبا لأهل القدس وعرف باسم (العهدة العمرية). وهذا دليل على أن خادم الأمة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أمن الأرواح والممتلكات والكنائس.
وأورد البار مضمون المعاهدة التي قدمها عمر بن الخطاب، وجاء في نصها:
”بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أعطى عبد الله، عمر، أمير المؤمنين، أهل إيلياء من الأمان.. أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقمها وبريئها وسائر ملتها.. أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيِّزها ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يضارّ أحد منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود.
وعلى أهل إيلياء أن يُعطوا الجزية كما يُعطي أهل المدائن. وعليهم أن يُخرِجوا منها الروم واللصوص. فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا أمنهم. ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بِيَعهم وصلبهم، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بِيَعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم. فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية. ومن شاء سار مع الروم. ومن شاء رجع إلى أهله، فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم.
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين، إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية
كتب وحضر سنة خمس عشرة هجرية.
شهد على ذلك: خالد بن الوليد، وعبد الرحمن بن عوف ،وعمرو بن العاص ،ومعاوية بن أبي سفيان“.
استمر عهد الخلفاء الراشدين الذي بدأ مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى عام 661م في القدس وحل محله عهد الامويين الذي دام 750 عاما ،ثم عام 861 بدأ العباسيون في الحكم، وفي عام 861 تم تمرير حكم القدس والهيمنة الفلسطينية إلى تولون أوغلو الذي اتخذ من مصر مقرا له. وبين عامي 935م و969م سيطر سكان القدس على الأراضي الفلسطينية التي كانت تحت سيطرة السلاجقة منذ عام 1071م، حسب رواية المؤلف.
بداية الاحتلال
احتل الصليبيون القدس عام 1099م احتلالاً دام 88 عاماً، مما أسفر عن مقتل 70 ألف مسلم خلال هذا الاحتلال، ليشير الكاتب الى أن أحد الأسباب التي تجعل المقدسيين يتمسكون بالمسجد الأقصى اليوم هو هذا العمل الوحشي الذي وقع داخل المسجد الأقصى.
ويلفت الكاتب الى أن نور الدين الزنكي، نفذ العديد من المشاريع لتحرير القدس ونجح في توفير الاتحاد الإسلامي. كان تحرير القدس في عام 1187م في عهد صلاح الدين الأيوبي، الذي تولى منصبه بعد نور الدين الزنكي.
بعد هيمنة الأيوبيين والأمويين على القدس دخل الحكم العثماني تحت قيادة السلطان ياووز سليم في عام 1517م، ووفر السلام في المنطقة لمدة 400 عام. هذه الفترة هي الفترة التي ينبغي أن تكون موضوع البحث. لقد شهد التاريخ الفلسطيني القديم مثل هذه الفترة السلمية، وربما القليل جداً. أظهرت الإمبراطورية العثمانية تفاهمًا في القدس وفقًا لعهد هرتز عمر.
– بعد سرد مراحل تأسيس الدولة الاسرائيلية، قام المؤلف بعد ذلك بسرد المواقف الغربية والأمريكية الداعمة لدولة إسرائيل رغم وجود معارضة من نصارى الغرب للصهيونية المسيحية الإنجيلية.
ظلت القدس تحت سيطرة المسلمين حتى الغزو البريطاني في عام 1918م. حيث استمرت الهيمنة الإسلامية على فلسطين حوالي 1200 عام. هذه الفترة هي أطول فترة في التاريخ، بالنسبة لغيرها من دوائر الهيمنة.
بعد أن غادرت الدولة العثمانية القدس في عام 1917م، كانت تحت السيطرة البريطانية، ووضعت الدولة المحتلة، التي تأسست في عام 1948م، الأساس لإسرائيل.
وما يسمى بدولة إسرائيل، التي تأسست في عام 1948م، تواصل أقسى فترة شهدتها هذه الأرض في التاريخ. ونتيجة لحروب عام 1967م، تواصل إدارة الاحتلال، التي احتلت القدس، ممارساتها التي مات لها ضمير العالم بأسره.
اليهود والبروتستانتية
واليهود لم يصادقوا أحدا حتى من وقف معهم وساعدهم، بل حتى أنبياؤهم عادوهم وقتلوهم. فقد عادى اليهود عيسى عليه السلام وقاموا بقتله لولا أن الله رفعه إليه وجعل له شبيها هو من قاموا بقتله.
وقد قام اليهود بالتسلل إلى الكنائس وغيروها وغيروا كل أدبياتها التي تدعو إليها، وقد حاول كثير من اليهود التظاهر بالدخول إلى المسيحية من أجل الاستفادة منها فقط وهو ما حصل.
وبين المؤلف أن العقائد البروتستانتية خدمت اليهود بأفكارها التي اتخذها اليهود مبادئا حتى الآن، ومن أهم هذه الأفكار أن اليهود هم شعب الله المختار، وأن الله أعطاهم عهدا أبديا عن طريق أنبيائهم، وأن المسيح لن يعود إلا بعودتهم إلى فلسطين وبناء الهيكل.
ومع كل هذا إلا أن الكنيسة الكاثولوكية والأرثوذكسية تؤكدان أن عهد اليهود قد نزع وذهب لغيرهم. واليهود كما قلنا سابقا أنهم عادوا الجميع وهاجموا كل من عارضهم؛ لذلك هاجموا الإنجيل وكفروا بكثير مما جاء فيه.
قيام دولة إسرائيل
قال المؤلف إن “تزايد اهتمام يهود الغرب بأرض فلسطين الغنية بالخيرات أواخر القرن التاسع عشر، عندما بدأ البارون الألماني موريس دي هيرش بتأسيس جمعية الاستعمار اليهودية في 1891م في لندن لمساعدة الاستيطان اليهودي في فلسطين، والتي كانت نواة الحركة الصهيونية العنصرية التي دعا إليها الصحفي والكاتب اليهودي النمساوي – الهنغاري ثيودو هرتزل الذي قام بعد ذلك بنشر كتاب عنوانه “الدولة اليهودية” عام 1896م، يدعو فيه لإنشاء دولة يهودية في فلسطين”.
وانعقد المؤتمر الصهيوني الأول في بال بسويسرا بالعام نفسه، داعياً لإنشاء “وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين” التي كانت ضمن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة العثمانية آنذاك. وتم تأسيس المنظمة الصهيونية العالمية للعمل من أجل تحقيق هذا الهدف بعد انتشار الفكر الصهيوني المتطرف بين يهود وسط وشرق أوروبا.
توالى انعقاد مؤتمرات الحركة الصهيونية حتى عام 1901م، عندما انعقد المؤتمر الصهيوني الخامس في بال، وأقر تأسيس الصندوق القومي اليهودي، وهدفه الرئيس شراء الأراضي في فلسطين لتصبح وقفاً لكل “الشعب اليهودي” وتوظيف يهود فقط في هذه الاستثمارات الصهيونية.
وخلال مؤتمرها الرابع في أغسطس 1903م، أقّرت منظمة الهستدروت الصهيونية العالمية دستور الصندوق القومي اليهودي ليكون من أجل شراء أراضٍ في فلسطين، وإيجارها لليهود فقط، والامتناع عن بيعها.
وفي عام 1907م، تم تسجيل الصندوق القومي اليهودي في بريطانيا كشركة خاصة محدودة الضمان. وفي عام 1920م، تم تسجيله في سجّلات الانتداب البريطاني على فلسطين كشركة أجنبية. وبدأ تدفق موجات من المهاجرين اليهود الصهاينة إلى فلسطين، بحدود 40000 يهودي للفترة بين 1904م و1914م، مما أدى إلى تزايد نسبة السكان اليهود في فلسطين إلى حوالى 6%.
وتم عام 1909م إنشاء أول كيبوتس صهيوني حُصر العمل فيه لليهود فقط، وتم تأسيس مدينة تل أبيب شمالي يافا التي كانت مُخصصة لسكن اليهود فقط. وعقد مؤتمر السلام المخجل في سان ريمو في 25 أبريل 1920م، ليكرس الاستعمار البريطاني، ويعطي بريطانيا الوصاية الدولية، أو «الانتداب»، على فلسطين. وتم تسمية السير هربرت صموئيل، السياسي اليهودي الصهيوني، لإدارة الانتداب البريطاني في فلسطين.
أورد الكاتب روايات لمؤرخين أكدوا فيها أن الشعب الفلسطيني، ولا سيما أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية، هم من أحفاد القبائل الكنعانية، والعمورية، والقبائل الفلسطينية والعربية التي استقرت في المنطقة قبل الفتح الإسلامي وبعده.
وفي يوم 3 يونيو 1921م أصدر وزير الاستعمار البريطاني آنذاك، ونستون تشيرشل، الكتاب الأبيض الذي استثنى فيه شرق الأردن من نطاق وعد بلفور، واشترط بأن تكون الهجرة اليهودية وفقاً «للقدرة الاستيعابية الاقتصادية للبلد».
وفي 24 يوليو 1922م، صادقت عصبة الأمم، التي كان يتحكم بها البريطانيون آنذاك، على مهزلة الانتداب البريطاني على فلسطين. ودخل الانتداب البريطاني على فلسطين حيز التنفيذ رسمياً في 29 سبتمبر 1923م.
وفي أول إحصاء سكاني بريطاني لفلسطين عام 1922م، تبين أن عدد سكان البلاد قد بلغ 757182 نسمة، كانت نسبة العرب المسلمين منهم 78%، ونسبة العرب المسيحيين 11%، ونسبة اليهود 9.6% فقط، حيث كان الصهاينة يروجون آنذاك أن أرض فلسطين فارغة من السكان، وأنها كانت تنتظر رجوع اليهود إليها منذ 2000 عام.
وفي يوم 7 يوليو من عام 1937م، أوصت اللجنة الملكية البريطانية المعروفة بـ”لجنة بيل” بتقسيم أرض فلسطين إلى دولة يهودية تضم 33% من البلاد، بما في ذلك حيفا والجليل والسهل الساحلي شمال اسدود، والدولة العربية في بقية البلاد، لتصبح جزءاً من شرق الأردن، على أن تبقى القدس تحت الانتداب البريطاني.
ولإنجاح خطة التقسيم هذه، اشترطت اللجنة نقل أو ترحيل الفلسطينيين من الجزء اليهودي إلى الجزء العربي، حتى لو تم هذا النقل إجبارياً. ومن الطريف حقاً أن اللجنة قد أوصت بتهجير السكان من مدنهم طبقاً لحدودها المقترحة، وبوجوب أن يكون هناك العدد نفسه من اليهود والعرب في بعض المناطق المخصصة للدولة اليهودية، مثل مدينة حيفا.
وفي مايو 1942م، انعقد مؤتمر بلتيمور في نيويورك بحضور قادة الصهاينة من فلسطين والولايات المتحدة، وطالب المؤتمر «بإنشاء دولة يهودية في فلسطين» قبل انتهاء السنوات الخمس المسموح فيها لهجرة اليهود إلى فلسطين أبريل 1944م بحيث يشمل جميع التأشيرات التي سُمح بها في عام 1939م والبالغة 75000، بناءً على توصيات الكتاب الأبيض.
وفي 10 مارس 1948م، صوت مجلس العموم البريطاني على إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، حيث تم في تل أبيب في الساعة الرابعة مساء يوم 14 مايو 1948م، إعلان دولة إسرائيل، وتم تعيين دافيد بن غوريون كأول رئيس وزراء لها، واعترف الرئيس الأميركي ترومان بدولة إسرائيل في اليوم نفسه. وفي اليوم التالي أعلنت بريطانيا انتهاء انتدابها لفلسطين، ودخل قيام دولة إسرائيل حيز التنفيذ.
ولذلك بقي الفلاسفة والأدباء في البروتستانتية يتغنون بأورشليم، حتى أن نابليون مع عدائه لليهود إلا أنه كان يدعو إلى إقامة أورشليم القديمة، ومن الذين دعوا إلى إعادة اليهود إلى القدس ( اللورد شافتسبري_واللورد بالمرستون).
الدعم الغربي الامريكي
بعد سرد مراحل تأسيس الدولة الاسرائيلية، قام المؤلف بعد ذلك بسرد المواقف الغربية والأمريكية الداعمة لدولة إسرائيل رغم وجود معارضة من نصارى الغرب للصهيونية المسيحية الإنجيلية، وعدد مواقف رؤوساء أمريكا الذين دعموا دولة إسرائيل دعما لاحدود له، ثم بعد ذلك عدد المنظمات التي أنشئت في إسرائيل لنشر الإرهاب، وهي منظمات متطرفة دعمتها أمريكا وقد قامت هذه المنظمات بمذابح دامية داخل فلسطين ولبنان مثل مذبحة الحولة ومذبحة صابرا وشاتيلا وغيرها.
ولفت الى أنه ومع دعم بريطانيا اللامحدود وأمريكا لليهود وإقامة دولتهم إلا أنهم قد تربوا على الغدر والخيانة ولذلك قاموا بمهاجمة البريطانيين والأمريكان وقتلهم كما هو ديدنهم فاليهود لا عهد لهم ولا ذمة وهذا ما اضطر بريطانيا إلى إنهاء الانتداب…فضلا عن تجسسهم على أمريكا.
وقررت الجمعية العامة تقسيم فلسطين وهو ما رفضه العرب وقبله اليهود، لأن قرار التقسيم كان الخطوة الأولى لقيام دولتهم.
وفي 48 تم تهجير العرب وبقي قليل منهم عاشوا مصاعب عديدة، ولكنهم صمدوا وقامت إسرائيل بمصادرة حقوقهم كما وضحنا سابقا.
وبعد هذا السرد التاريخي قام الكاتب بعرض المجازر والمذابح والإرهاب الذي مارسته إسرائيل حتى 2012م ومن أهمها مذبحة “كفر قاسم” وقتل محمد الدرة وغيرها… وكيف نكثت إسرائيل بكل وعودها والتزاماتها الدولية.
الخاتمة:
إن دولة إسرائيل دولة يهودية محتلة جعلها الغرب خنجرا مسموما في خاصرة العرب وعمل على حمايتها وتظاهر بالتزامه بحقوق الإنسان والعدل ومحاربة الظلم إلا أن ذلك كان كله من أجل تثبيت دولة إسرائيل التي تقتل العرب ليلا ونهارا وتذبح الأطفال دون أي موقف غربي وكأن العرب حيوانات بل وأقل قيمة منها وخير دليل هذه الأحداث الأخيرة التي تعيشها غزة هذه الأيام وللأسف دون موقف عربي واضح وشجاع للوقوف مع أبناء فلسطين.