ملخص كتابالأخبار

كتاب “الاستعمار البريطاني ومعركتنا العربية في جنوب اليمن”.. وثيقة تاريخية بقلم الرئيس

حول مسمى جنوب اليمن يقول الرئيس “قحطان الشعبي”: تعددت المسميات، فالأحرار أطلقوا عليه إسم (جنوب اليمن) ليبقى جزءا من اليمن الكبير، أما الذين كانوا يريدون فصل المنطقة والعمل مع المستعمر فأطلقوا عليه (الجنوب العربي).

استعرض الكتاب لـ”يمن ديلي نيوز”: عبدالله العطار .. ببصيرة المثقف الثائر الوطني السياسي القائد الحصيف، شخص لنا أول رئيس لجنوب اليمن بعد التحرير من الاحتلال البريطاني “قحطان محمد الشعبي” الحالة الاستعمارية وتقديمها بصورتها الحقيقية بدقة متناهية من كل الجوانب.

بدأ “الشعبي” كتابه الذي عنونه (الاستعمار البريطاني ومعركتنا العربية في جنوب اليمن) بمقدمة اختزل فيها الفكرة والأسباب التي دعته إلى تأليف هذا الكتاب، وكان أهم سبب في التأليف هو إحساسه بواجبه الوطني والقومي تجاه وطنه اليمني والعربي.

وفي المقدمة عرض الكاتب كيف جزأت بريطانيا المنطقة حتى وصلت إلى (٢٠) وحدة سياسية، ثم استغلتها سياسيا بدعم مسؤوليها، ولكنها استغلتها استغلالا كبيرا في زراعة القطن الذي كانت تصدره إلى بريطانيا.

وكان هدف بريطانيا من احتلال هذه المنطقة هو أن تحولها إلى قاعدة حربية ثالثة ،خصوصا مع الحرب العالمية الثانية، وكذلك من أجل الاستيلاء على النفط وعلى منطقة أفريقيا.

لكن “المؤلف” يقول إن تيار الحركة العربية الثورية أجبرها على تغيير خطتهم، أي أنهم تركوا فكرة التقسيم وعملوا على فصل المنطقة عن باقي الوطن تحت اسم (اتحاد الجنوب العربي).

وقد تعددت المسميات، فالأحرار أطلقوا عليه إسم (جنوب اليمن) ليبقى جزءا من اليمن الكبير، أما الذين كانوا يريدون فصل المنطقة والعمل مع المستعمر فأطلقوا عليه(الجنوب العربي).

ومع كل ذلك فقد ازداد خطر الاستعمار خصوصا مع تخلف الشمال الذي ساعد على ذلك.

تقسم جنوب اليمن

وصف الكاتب المنطقة وصفا واقعيا دقيقا، فالمستعمر قسمها قسمين: محمية عدن الشرقية، ومحمية عدن الغربية، ثم وصف تضاريس المنطقة التي جعلها قسمين أيضا: ساحل وسهول، وتخص المناطق التي بجوار البحر والقريبة منها، ثم السلاسل الجبلية الشاهقة وهي المناطق البعيدة عن عدن والبحر.

واستمر في وصف المنطقة “فقد كان في القديم يطلق على الجنوب إسم (اليمن)، أما اليونانيون فكانوا يطلقون على اليمن شمالا وجنوبا (اليمن السعيد)، وهذه المنطقة حكمتها دول متعددة أهمها: الدولة المعينية والدولة السبئية والدولة الحميرية قبل الإسلام.

ووصف “قحطان الشعبي” كيف تم تقسيم اليمن خلال الفترات المتعاقبة، ولكنه أثبت أنه رغم التقسيم المتعاقب إلا أن الجزء الجنوبي كان مرتبطا باليمن كله في مختلف العصور.

احتلال عدن

وتحت عنوان “الاحتلال البريطاني في عدن” حاول الكاتب ذكر الحملات الاستعمارية على عدن وقد كانت كما يلي:

  • البرتغال حاولت احتلال عدن عام ١٥١٣م ولكنها هزمت.
  • الدينمارك حاولت احتلال عدن بداية القرن العشرين من خلال عقد اتفاقية مع حاكمهاآنذاك لكن الحاكم رفض ذلك وخابت أمانيها.
  • الإنجليز وكان الصراع الفرنسي الانجليزي هو سبب الاحتلال وعليه تدخلت بريطانيا في سيادة البلاد ،بل في الجمارك أيضا، وعقدت اتفاقية تجارية مع حاكم المنطقة ،هذه الاتفاقية صارت هي السبب في الاحتلال. لأنها سمحت للسفن التجارية الدخول إلى عدن، وقد تم الاعتداء على السفينة الهندية البريطانية ،حينها تدخلت بريطانيا واحتلت عدن في 16 يناير/كانون الثاني 1939 .

توغل الإنجليز

لقد اعتمد الإنجليز على السيطرة الاستعمارية وذلك من خلال عقد معاهدات الصداقة والمودة مع الإمارات المختلفة، وقد أورد “الشعبي” نماذج من تلك المعاهدات، وكذلك من خلال وضع هذه الإمارات والمشيخات تحت الحماية الاستعمارية، وذكر نماذج لذلك.

وكل المعاهدات كانت سببا لتدخل الاستعمار في شؤون المنطقة كلها وتوسعها، إلى جانب معاهدات الاستشارة التي مثلت التحكم الصريح بالإمارات كلها..

الاخطبوط الاستعماري

وفي فصل بعنوان “الأوضاع الداخلية والاخطبوط الاستعماري” وصف المؤلف الوضع وصفا دقيقا، وتناول التركيب الشعبي من حيث تقسيمه إلى ستة أقسام وهي: (القبائل – المزارعون – العمال – التجار وأصحاب المهن الأخرى – المثقفون – الأجانب).

ثم بدأ بتوصيف كل قسم توصيفا دقيقا، فالقبائل منتشرة في كل الإمارات ماعدا عدن، والقبائل التي كانت تسكن السواحل القريبة من عدن كان وضعها المعيشي لا بأس به لأنهم عملوا بالتجارة، أما القبائل التي كانت تسكن “يافع” وغيرها فتعيش ضنك العيش وهذا كان سببا في عدم وجود ترابط قبلي، بل أنه عمل على طغيان النعرة القبلية، ثم يقول إن كثيرا من أبناء القبائل كانوا ثوارا إلا أنهم في الأخير كانوا يتبعون سلطانهم ولا يخالفونه.

ثانيا المزارعون، و كان أغلب المزارعين يتمركزون في أبين ولحج والضالع وبير أحمد ولودر وميفعة وغيل باوزير ووادي حضرموت، ولكنهم لم يكن يربطهم رابط ولم يكن لديهم جمعيات.

ثالثا العمال وكان أغلبهم يوجدون في عدن بسبب التجارة، أما في باقي المناطق فقد كان عدد العمال قليلا، ومع ذلك فإن العمال لم يكن لديهم نقابات تجمعهم ،بل إن الاستعمار قد منعهم من حق الإضراب.

أما التجار وأصحاب المهن الأخرى، وهؤلاء لم يكونوا موجودين إلا في عدن والمكلا، ولم يهتموا بالواقع أبدا ولا بما يحصل، لذلك كان تجاوبهم مع الحركة الوطنية معدوما.

خامسا المثقفون، وكانوا منتشرين في عدن وحضرموت بكثرة، وأغلبهم كانوا موظفين في القطاع الحكومي، وهذا كان سببا قويا في عدم إسهامهم في أي نشاط ثوري إلا القليل منهم فقط ، لكن المثقفين الموظفين في القطاع الخاص والأهلي فهم من أسهموا فعلا في النشاط الثوري.

أما الأجانب فقد ازداد عددهم في عدن والمكلا وحضرموت، وقد منحهم الاستعمار حق الهجرة إلى هذه المناطق ، بل وسمح لهم بالتجارة، وعاشوا على حساب اقتصاد اليمنيين.

وقد عمل الاستعمار على عزل الإمارات عن بعضها ؛حتى لا يتم التواصل فيما بينهم؛ خوفا من الفعل الثوري.

القبلية والطائفية

يقول المؤلف إن الاستعمار سعى جاهدا في تعميق القبلية في المنطقة بهدف إضعاف الشعب، ودعا “المؤلف” الشباب إلى السعي نحو القضاء على القبلية التي يعمقها الاستعمار لأنها سلاح قاتل للدولة المدنية المستقلة – كما يقول.

كما عمل الاستعمار جاهدا على نشر الطائفية في الجنوب خصوصا عندما رأى الشمال كيف استطاع أن ينشرها، ومع أن الاستعمار حاول تعميقها إلا إنه فشل بسبب الوعي الشعبي بخطورة الطائفية.

أما إسم جنوب اليمن قديما فيقول “الشعبي”: كان في القديم يطلق على الجنوب إسم (اليمن)، أما اليونانيون فكانوا يطلقون على اليمن شمالا وجنوبا (اليمن السعيد)، وهذه المنطقة حكمتها دول متعددة أهمها: المعينية والسبئية والحميرية قبل الإسلام.

الوضع العام

في جانب التعليم لم يهتم الاستعمار البريطاني بالتعليم وكل ما فعله هو بناء مدرسة ثانوية واحدة فقط، وحاول تجهيل الطلاب فهو يعلمهم من أجل الحصول على الوظيفة فقط وليس من أجل الثقافة والتطور والتحرر.

وكان الوضع الثقافي متدنيا ،ومع أنه كان هناك أربع صحف يومية وثلاث أسبوعية ،إلا أنها كانت صغيرة الحجم ومراقبة من قبل الاستعمار، لذلك لم تعمل على التثقيف الثوري والتحرري.

حتى النوادي كانت متوافرة والفن أيضا، ولكن لم تكن مصدرا للوعي الثقافي والفني التحرري والثوري ،ولم تؤد عملها في إذكاء الثورة.

أما زراعيا فقد حارب الاستعمار الزراعة حتى يصبح الشعب كله تحت رحمته، والشيء الوحيد الذي اهتم به الاستعمار هو زراعة القطن لأنه كان يصدره كله إلى بريطانيا.

أما الجانب الصحي فلم يهتم الاستعمار بالصحة ولم يبن المستشفيات، بل عمل الاستعمار على غرس القات مما زاد من انتشار الآفات والأمراض، وقد كانت النتيجة المؤلمة ان كثيرا من الناس فقدوا حياتهم بسبب ضعف الصحة، كما يقول المؤلف.

وفي الجانب الاقتصادي يقول المؤلف إن الاقتصاد والتحكم به كان هو هدف بريطانيا الأول؛ لذلك تحكمت بالميناء والمصافي ،وسمحت للشركة الامريكية باستخراج البترول، وتقاسمت معها الثروة النفطية ولم يستفد أبناء اليمن من هذه الثروة.

وتحدث المؤلف عن الجاليات والهجرة حيث سهل الاستعمار هجرة الأجانب إلى عدن ومكنهم من الاستيطان من أجل تمكينهم من الاقتصاد وهو ماحصل، إلى جانب أن هدف الاستعمار الآخر هو زيادة عددهم وتغليبهم على العنصر العربي صاحب الأرض حتى تواجه بهم الحركات الثورية الوطنية.

وقد وصل عدد الأجانب في عدن بحسب المؤلف إلى ما يلي:

  • الأوروبيون المدنيون (10000)نسمة.
  • اليهود (10000)نسمة.
  • الهنود غير المسلمين (7000) نسمة.
  • الصوماليون (10000) نسمة.
  • الهنود المسلمون (10000) نسمة وهم وحدهم من كانوا مع المسلمين أصحاب الأرض.

وقد مثل الأجانب جميعا نسبة (15٪)من إجمالي سكان عدن ، إلا أن الحركات الوطنية طالبت الاستعمار بوقف الهجرة وهو ما حصل.

وفي الجانب العسكري فقد كان الجيش المحلي قليلا جدا، فقد توزع بين الحرس الوطني وعددهم (٣٠٠٠). أما جيش الاتحاد فقد كان قوامه (٥ كتائب) وكلهم متدربون.

  • جيش البادية بلغ (١٠٠٠).
  • الجيش النظامي للسلطنة القعيطية (٥٠٠).
  • شرطة السلطنة القعيطية بلغ (٣٠٠).
  • الحرس القبلي(٢٠٠) شخص.

أما إجمالي عدد القوات البريطانية فقد وصل إلى (٥٠٠٠٠) جندي.

وفي جانب المواصلات فقد كانت الخطوط المعبدة قليلة جدا تمثلت بخط واحد يربط عدن بتعز، وخط يربط المكلا بسيئون، أما الخطوط الجوية فقد احتكرها الاستعمار وحده، وهذا شكل عبئا كبيرا على السكان.

يقول “قحطان الشعبي”: الاقتصاد والتحكم به كان هو هدف بريطانيا الأول؛ لذلك تحكمت بالميناء والمصافي ،وسمحت للشركة الامريكية باستخراج البترول، وتقاسمت معها الثروة النفطية ولم يستفد أبناء اليمن من هذه الثروة.

مخطط حديث

لقد كان هذا الفصل هو بؤرة الكتاب لأن الاستعمار غير خطته القديمة المتمثلة بتوزيع السكان إلى سلطنات، وبدأ بخطته الجديدة وهو تشكيل اتحاد فدرالي يستطيع من خلاله التحكم بالمنطقة كلها، وقد ذكر المؤلف أسباب  تغيير الخطة كما يلي:

  • عامل استثمار المنطقة: فالوضع القديم لم يعد يلائم أهداف الاستعمار، لذلك ركز على النفط أولا ثم خشيته من التحرر.
  • خوفه من الثورة في الشمال التي إذا حصلت وهو ما كان يؤمن بحصولها فإنها ستؤثر على الشعب في الجنوب، لذلك دعا الاستعمار إلى التطور كخطوة استباقية.

وبذلك بدأ المخطط الاستعماري الحديث المتمثل بخلق اتحاد فدرالي (دولة الجنوب العربي) وكان اتحادا شكليا ومع ذلك فقد فشل هذا الاتحاد – كما يقول المؤلف.

بعدها بدأ بتشكيل اتحاد إمارات الجنوب العربية، وعين سلطانا على كل إمارة وأبرم معها اتفاقيات ومعاهدات، وكل مساعيه هو تثبيت النفوذ الاستعماري.

والهدف الكبير من إنشاء الاتحاد – وفقا للمؤلف – هو أن يكون قاعدة عسكرية بريطانية ،وكذلك احتكار الاقتصاد والسعي إلى تقسيم المنطقة.

وقد أمنت بريطانيا نفسها عسكريا من خلال الاتحاد، وصار الاستعمار هو الكل بالكل، فعمل على ربط عدن بالاتحاد على شكل دولة شكلية، واستمر الاستعمار في إذكاء النعرة العدنية على باقي الإمارات من أجل الاستمرار بالتقسيم وعدم التوحد ،إلا أن الاتحاد فشل في النهاية وخابت أماني المستعمر.

أهداف المحتل

وسرد المؤلف أهداف المحتل البريطاني وتمثلت في المحافظة على وجوده في المنطقة إلى أقصى وقت ممكن، وجعل عدن وغيرها منطقة حربية ضخمة استعدادا للحرب العالمية الثانية، والتحكم بالمنطقة العربية كلها وباقتصادياتها.

كما هدف الاستعمار البريطاني إلى التحكم بالحركات التحررية والقضاء عليها، وربط المنطقة ببقية أجزاء المناطق العربية لتكون تحت تحكمها، والمحافظة على المصالح البترولية.

ولتحقيق هذه الأهداف عمل الاستعمار على القضاء على التيار العربي التحرري، وقمع الانتفاضات العمالية، والقضاء على الحركة العمالية، وتغليب العنصر الأجنبي، وفرض اتحاد فدرالي، وتنفيذ المخطط عبر شخصيات انتهازية محلية، والإصلاحات البسيطة للتغرير على الشعب.

القوانين الاستعمارية

وأشار المؤلف “قحطان الشعبي” إلى إصدار الاستعمار قوانين مجحفة بحق الشعب بهدف القضاء على الثوار ومصادرة الحريات، ومن أهم القوانين قانون منع جمع التبرعات تحت أي مسمى، وفرض قانون هجرة الأجانب إلى عدن.

ومن القوانين التي فرضها الاحتلال البريطاني “قانون تعدين المواطنة أي منح الأجانب المواطنة العدنية، وقانون “فرض حالة الطوارئ لفترة كبيرة، وقانون “منع الإضراب والتحكيم الإجباري العمالي، وقانون “إنشاء محكمة صناعية عمالية”.

موقف الحكومة المتوكلية

يقول المؤلف إن الإمام تظاهر بأنه يدافع عن الجنوب وأنها جزء من اليمن الكبير وهذا كان قولا لا فعلا، لذلك عقد معاهدة مع المستعمر ،ومن أهم بنودها عدم دعم أي حركة تحررية في الجنوب.

لكن ضعف المملكة المتوكلية وتصرفاتها الخاطئة جعلها عاجزة عن فعل أي شيء للجنوب، بل أن ذلك نفّر الجنوبيين منها خصوصا الطائفية التي انتهجتها المتوكلية آنذاك.

ومع كل ذلك سعت الحركات التحررية في الجنوب لتغيير الواقع وهو ما حصل.

الحركات الوطنية

حاول المستعمر إنشاء الأحزاب من أجل ضرب الحركة الوطنية إلى أن وصل عدد الأحزاب في الجنوب (١٥) حزبا، وكلها تعمل مع المستعمر، لكن الأحرار تنبهوا لها وأدانوها وخصوصا (رابطة أبناء الجنوب) التي استغلت المعونات لصالحها الشخصي وبدأت بمحاربة الوطنيين ،وهي تمثل أنها من الحركات التحررية ،فتنبه لها الجميع وأدركوا أن رواتب القائمين عليها تأتي من المستعمر نفسه.

ويعلل المؤلف أن السبب في أزمة الحركات الوطنية هو تفتت القوى الوطنية وإهدار القيم التعليمية.

ومع كل هذا إلا أن العناصر القومية والتجمعات الوطنية مازالت مستمرة بالعمل ضد الاستعمار ،ولكن بشكل بسيط ؛وهو ما كان يؤدي بها إلى الفشل لأنها كانت تعمل على انتفاصات ضعيفة، وتشكيل هيئات سياسية لا قدرة لديها، والقطاع العمالي لم يرتفع إلى مستوى الحركة الوطنية التي تستطيع إجبار المستعمر على الرحيل.

عن موقف الدولة المتوكلية في الشمال من الاحتلال يقول قحطان الشعبي: الإمام تظاهر بأنه يدافع عن الجنوب وأنها جزء من اليمن الكبير وهذا كان قولا لا فعلا، لذلك عقد معاهدة مع المستعمر ومن أهم بنودها عدم دعم أي حركة تحررية في الجنوب.

الخاتمة

لقد تمكن الكاتب من وصف الواقع الاستعماري وصفا دقيقا من كل الجوانب ،ولأنه طبع الكتاب في شهر مايو ١٩٦٢أي قبل الثورة بعدة أشهر إلا أنه كان واعيا للواقع المستقبلي فاختتم كتابه بمقترح لتكوين حركة نضالية حقيقية تعمل على وضع ميثاق وطني قومي مع كل الأحرار في الشمال.

ولكي تنجح هذه الحركة فلا بد أن تكون مصلحة الشعب فوق كل اعتبار، وأن تضم العناصر العربية العقائدية إلى الحركة، واستبعاد العناصر الانتهازية من الحركة، ثم البدء بعمل ثوري بمؤازرة الثوار في الشمال وفي الوطن العربي.

وقال إن تلك العوامل إذا تحققت فسيستطيع الشعب من إجبار الاستعمار على الرحيل وبالفعل هو ماحصل تماما ،وتم طرد الاستعمار من الجنوب وتوحدت اليمن.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى