وزارة الإعلام اليمنية تودع 3 من كوادرها في أقل من أسبوع وسط شكاوى متزايدة من ”إهمال“ الحكومة لإعلامييها

يمن ديلي نيوز: ودعت وزارة الاعلام اليمنية، ثلاثة من كوادرها الإعلاميين والصحفيين العاملين في مؤسساتها خلال أقل من أسبوع، في ظل شكاوى متزايدة من إهمال وتردي وضع الاعلاميين العاملين في القطاع الحكومي منذ العام 2014 وتركهم فريسة للاستقطاب.
ونعت وزارة الاعلام، الأربعاء الماضي 27 سبتمبر/ أيلول وفاة الاعلاميين عبدالله شايف القطيبي، المدير السابق لإذاعة الجوف ومؤسسها، ومحمد عبده الواشعي، مدير عام مكتب الإعلام بمحافظة ذمار، الذي وافاه الأجل إثر ”ذبحة صدرية مفاجئة“.
واليوم الجمعة 29 سبتمبر/أيلول، نعت وزارة الإعلام ووكالة الأنباء اليمنية (سبأ) الصحفي الكبير احمد حسن عقربي، الذي توفي في أحد مستشفيات العاصمة المؤقتة عدن، بعد صراع طويل مع المرض دون أن يتمكن من الحصول على فرصة علاج إلى الخارج.
بيانات النعي الصادرة عن وزارة الاعلام عددت مناقب الاعلاميين ونضالاتهم في ميادين أعمالهم خلال السنوات الماضية، معربة عن حزنها العميق لخسارة الوطن هذه الكوادر الاعلامية.
وتأتي بيانات نعي الوزارة في ظل شكاوى متصاعدة من إهمال الحكومة اليمنية (المعترف بها) للاعلام الحكومي، وترك العاملين فيه فريسة لاستقطاب الأطراف المتصارعة، داخليا وخارجيا، الأمر الذي انعكس على تردي الاعلام الحكومي.
ومؤخرا أقدمت الحكومة اليمنية على إيقاف رواتب الاعلاميين النازحين اللذين اضطروا لمغادرة مناطق الحوثيين هربا من ملاحقة الجماعة، بعد سيطرتها على الاعلام الحكومي (صحف – قنوات – إذاعات) رغم تراجع قيمة المرتبات من 250 دولار في العام 2014 إلى أقل من 50 دولار خلال 2023.
وحتى منتصف العام الجاري شكا موظفو قناة “اليمن” الفضائية، القناة الحكومية الأولى مما قالوا إنها “معاناة يصعب السكوت عنها بسبب عدم صرف الحكومة لرواتبهم لما يزيد عن ستة أشهر”.
وفي منشور لها، كتبت المذيعة في قناة اليمن “عفاف ثابت” في إبريل/نيسان الماضي ”خمسة أشهر من المعاناة وفي كل مرة نتحدث عن ذات الموضوع بلا فائدة. إعلام الشرعية والصوت الوحيد الذي مازال يقارع الحوثي ويكشف فضائحهم يقضون عمرهم في بلاد الغربة بدون مرتبات وهم على رأس عملهم”.
وأردفت “تعبنا ونحن نناشد ونحاول أن نلتقي بأحد أعضاء المجلس الموقر لنعيل أسرنا وأطفالنا ولكن لامجيب، سكت إعلاميو الداخل وصبروا لأنهم تحت سلطة الحوثي الديكتاتورية. فهل يجب علينا أن نصمت نحن لأننا نتلاشى في بلاد الغربة والبعد دون اهتمام؟”.
وكتبت الاعلامية، عبير عبدالله ”نحن موظفو القنوات الرسمية اليمنية التابعة للشرعية منذُ 6 أشـهـر بدون رواتب عفواً بدون -بدل إعاشة كما يسمونها حتى لا يحق لنا أن نطالب بها في يومٍ ما إذا ما فكرنا بذلك وكأنها صد”.
وأضافت ”وصمة عار في جبين وزارة الإعـلام ووزيـــرها، لقد طفح بنا الكيل وصار معظمنا غير قادر على توفير المتطلبات الأساسية للعيش بكرامة حتى إنهم باتوا في الظلام بعد قطع الكهرباء عن منازلهم لعدم القدرة على سداد فواتير الكهرباء”.
وفي 21 سبتمبر/أيلول الجاري، نشر كيان مدني في عدن أطلق على نفسه “ملتقى الإعلاميين النازحين” بيانا اتهم فيه وزارتي الاعلام والخدمة المدنية بـ”التعسف” من خلال “حرمان الاعلاميين النازحين في المحافظات الخاضعة للحكومة من رواتبهم”.
وأكد البيان أنه بانتهاء الشهر الجاري يكون قد مضى ستة أشهر على عدم صرف رواتب الاعلاميين النازحين، متهما “الحكومة” بالامتناع عن معالجة أوضاعهم بصورة دائمة وتوزيعهم على المؤسسات أو فروعها في العاصمة المؤقتة عدن، أو فروع تلك المؤسسات بالمحافظات الأخرى.
وطبقا لتقرير سابق صادر عن “مركز الاعلام الاقتصادي، فإن أكثر من 400 صحفي يمني علي الأقل شردتهم الحرب واضطروا للانتقال الى مناطق أخرى سواء داخل اليمن إو إلى الخارج حفاظا على حياتهم وهروبا من الملاحقات والانتهاكات.
وفي حين تؤكد مصادر حقوقية “تضاعف عدد الاعلاميين النازحين والمشردين”، قال تقرير الاعلام الاقتصادي في تقريره إن “التشرد والنزوح التي تعرض لها الصحفيون اليمنيون تعد الأكبر في تاريخ اليمن”.
ووفقا لاعلاميين في القطاع الحكومي فإن غياب الاهتمام الحكومي بهم، “دفع الكثير منهم للبحث عن أعمال لدى جهات تناهض الحكومة المعترف بها، بما فيهم الحوثيين، بعد أن وجدوا أنفسهم مضطرين للبحث عن أي عمل يسد احتياجاتهم”.
وتتحدث مصادر في وزارة الاعلام اليمنية، أن موضوع الاعلام الحكومي “غائب بشكل كلي من قائمة اهتمامات رئيس الحكومة، معين عبدالملك رغم مايشكله من معركة مهمة في الوقت الراهن مع جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا”.
وطبقا للمصادر فإن الحكومة اليمنية مازالت تلقي بملف الاعلام الحكومي على المملكة العربية السعودية، وقدمت معالجات “محدودة جدا” تمثلت في توفير الرواتب لعدد قليل من الاعلاميين العاملين، وبشكل غير منتظم، الأمر الذي انعكس على ضعف الرسالة الاعلامية للاعلام الحكومي.



