أهم الاخبارالأخبار

المتخصصة في الشأن الإسرائيلي إيمان بخيت لـ”يمن ديلي نيوز”: اعتراف إسرائيل هدفه باب المندب

يمن ديلي نيوز: قالت الباحثة المصرية المتخصصة في الشأن الإسرائيلي، إيمان بخيت أحمد، إن إسرائيل تسعى من خلال الاعتراف بإقليم “أرض الصومال” إلى تعزيز حضورها ونفوذها في الممرات الملاحية الاستراتيجية، وعلى رأسها مضيق باب المندب ومضيق هرمز.

ولم تستبعد في حديث خاص مع “يمن ديلي نيوز” أن ينعكس هذا الاعتراف سلبًا على الوضع في اليمن، من خلال زيادة تعقيد المشهد الداخلي، في إطار مساعٍ إسرائيلية لإيجاد حلفاء جدد يتيحون لها التأثير في مسار النزاع القائم، والعمل على إضعاف جماعة الحوثيين أو التخلص منها.

والجمعة الماضية، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتراف إسرائيل بجمهورية أرض الصومال كدولة مستقلة ذات سيادة، في أول اعتراف بانفصال هذه الدولة التي تربطها حدود بحرية بالجمهورية اليمنية.

ووفق ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، وقّع “بنيامين نتنياهو” ووزير خارجيته جدعون ساعر مع رئيس جمهورية أرض الصومال، عبد الرحمن محمد عبد الله، إعلانًا مشتركًا ومتبادلًا يُرسي هذا الاعتراف.

إسرائيل أول دولة تعترف بانفصال “أرض الصومال” المرتبطة بحرياً باليمن.. ماذا تعرف عنها؟

أوجه الترابط

الباحثة إيمان بخيت المتخصصة في الشأن الإسرائيلي تطرقت إلى تزامن اعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال مع تحركات “الانفصاليين” في جنوب اليمن.

وقالت إن التحركات تحمل مؤشرات على محاولة ربط ملف “أرض الصومال” بمشروع الانفصال الذي يتبناه المجلس الانتقالي الجنوبي، مما قد يخلق جبهة انفصالية متصلة جغرافيًا تسيطر على باب المندب والسواحل الجنوبية للجزيرة العربية.

وشددت على أهمية تسريع الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، مشيرةً إلى أن استمرار الحرب يفتح المجال أمام مزيد من التدخلات الخارجية، ويُسهم في تمدد الكيانات الانفصالية.

وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، الذي يشغل منصب عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، قد بدأ منذ أشهر سلسلة إجراءات وصفها الرئيس العليمي بالأحادية، بدأت بفرض شخصيات موالية له في الوزارات والمكاتب التنفيذية بالقوة.

ومطلع الشهر الجاري، دفع المجلس الانتقالي الجنوبي بقوات عسكرية من محافظات الضالع ولحج وشبوة وأبين إلى المحافظات الشرقية (حضرموت – المهرة)، وبسط السيطرة عليها بالقوة، وسط تقارير تحدثت عن انتهاكات متعددة طالت حقوق الإنسان، خاصة في سيئون.

وشملت الإجراءات الأحادية إصدار قرار بتشكيل اللجنة التحضيرية لهيئة الإفتاء الجنوبية، ودفع وزراء في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، ونوابًا ورؤساء مكاتب تنفيذية، إلى جانب محافظين، لإعلان التمرد، الأمر الذي لقي رفضًا محليًا وإقليميًا ودوليًا واسعًا.

الأهداف الاسرائيليةوحول الأهداف الإسرائيلية التي تسعى إسرائيل لتحقيقها من خلال الاعتراف بـ“أرض الصومال”، قالت إيمان بخيت إن الأهداف تتجاوز البعد السياسي، لتندرج ضمن مساعٍ لاختراق جيوسياسي أوسع في الإقليم، وتعزيز الوجود الإسرائيلي في منطقة القرن الأفريقي ذات الأهمية الاستراتيجية. وأشارت بخيت إلى أن إسرائيل تعمل على هذا المسار منذ سنوات في عدد من الدول الأفريقية.

وقالت: من بين الأهداف الرئيسية تعزيز الأمن البحري من خلال إقامة تعاون أمني مع “أرض الصومال”، يتيح لها السيطرة على حركة الملاحة في البحر الأحمر، والحد من التهديدات التي تمثلها جماعات مثل جماعة الحوثيين.

وأشارت في حديثها لـ”يمن ديلي نيوز” عن تقارير إسرائيلية تحدثت عن خطط إسرائيلية لتوسيع التعاون الزراعي والتكنولوجي مع “أرض الصومال”، إلى جانب نقل الخبرات والمعرفة، وتعزيز الرعاية الصحية، والتبادل التجاري.

وذكرت أن من ضمن الأهداف أيضًا التأثير على الدول المشاطئة للبحر الأحمر، وذلك لتهديد الأمن القومي المصري والسعودي، فأي وجود إسرائيلي في المنطقة قد يغير موازين القوى الأمنية، خاصة مع التصعيد الإسرائيلي الحالي في ملف غزة وأمن الملاحة في البحر الأحمر.

ودعت بخيت دول الإقليم والدول المشاطئة للبحر الأحمر إلى تبني موقف موحد قائم على التضامن العربي والإسلامي، مطالبةً جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بإصدار موقف واضح يرفض الاعتراف، ويؤكد دعم وحدة الصومال وسيادته.

كما دعت إلى تعزيز التعاون الأمني البحري للدول المشاطئة للبحر الأحمر (مصر، السعودية، الأردن، السودان، جيبوتي، إريتريا)، وتشكيل تحالف أمني بحري لحماية الملاحة ومجابهة أي تهديدات ناتجة عن هذا الاعتراف.

وشددت على أهمية دعم الحكومة الصومالية المركزية من خلال تقديم الدعم الدبلوماسي والاقتصادي والأمني للحكومة في مقديشو، لتعزيز حضورها في أرض الصومال، وإحباط محاولات التقسيم.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من يمن ديلي نيوز Yemen Daily News

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading