قصص صحفيةأهم الاخبارالأخبارتقارير

يمنيون في المهجر يتحدثون لـ”يمن ديلي نيوز” عن أجواء رمضان وكيف يعيشون طقوسه الغائبة؟

أعد التقرير لـ”يمن ديلي نيوز” – إسحاق الحميري: لم يعد التواجد اليمني في بلاد المهجر مقتصرا على المغتربين الباحثين عن فرص عمل بل أضيف لهم منذ العام 2014 مئات الآلاف ممن أجبرهم الظروف الناجمة انقلاب جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا على البحث عن بلد بديل بعيدا عن ظروف الملاحقة والاعتقال والوضع المعيشي البائس.

ورغم أن الكثير ممن لجأوا إلى بلدان أخرى هربا من بطش الحوثيين يعيشون أوضاعا وظروفا معيشية أفضل، إلا أن عودة رمضان كل عام يثير حنين الذكريات لطقوس عايشوها لعقود من الزمن في بلدهم اليمن الذي يتميز بطقوس خاصة مختلفة عن كثير من البلدان العربية والإسلامية.

“يمن ديلي نيوز” تواصل مع عدد من الإعلاميين والصحفيين الذين يعيشون في بلدان اللجوء والهجرة ليتعرف على طقوس رمضان لديهم وكيف يعيشونها بعيدا عن اليمن، وفي مجتمعات أخرى بعضها بلدان غير إسلامية وماهي الرسائل التي يقولونها للداخل اليمني.

تشابه في الأجواء

الصحفي “كمال السلامي” المتواجد في تركيا والذي بدأ حديثه لـ”يمن ديلي نيوز” بالتطرق إلى حال اليمنيين بالتكيف مع العيش خارج البلاد، لاسيّما خلال شهر رمضان، مؤكداً أن “اليمنيين في المهجر يتميزون بقدرتهم على التكيف السريع مع ظروف الغربة، وخلق بيئة خاصة بهم، تمنحهم خصوصية جميلة في رمضان”.

وقال “السلامي” إن هناك تشابه بين أحوال اليمنيين في الخارج مع الذين يعيشون في الداخل مع رمضان.

وطبقًا لـ”السلامي” فإن لدى اليمنيين طقوسهم الخاصة، من التزاور، والضيافة الرمضانية، ويميلون لخلق مجتمعات رمضانية خاصة، تذكرهم بوطنهم الأم.

لكن ورغم تكيف اليمنيين في المهجر مع ظروف بلدان اللجوء أو الغربة، يقول “السلامي” لـ”يمن ديلي نيوز”: “إنهم يتأثرون بشكل أو بآخر بما يحدث بالداخل، إذ تلقي الأزمة اليمنية المستمرة منذ تسع سنوات بظلالها عليهم، إما لارتباطهم بمصير أسرهم وأقاربهم في الداخل، وما يمثله هذا من عبء عليهم، أو نظراً للقيود التي تفرضها تطورات الأحداث في الداخل على وضعهم في المهجر”.

وتابع “فوضعك كمغترب من بلد فيه حرب، يعطيك خصوصية في التعامل من قبل الدول المضيفة”.

ولفت إلى أن “كل يمني، هو مشروع لاجئ، بنظر الكثير، وهذا يعقد ظروف الإقامة والبقاء، مع التأكيد على أن هناك بلدان تتعامل مع اليمني بشكل إنساني كما هو حال تركيا، ومصر وماليزيا ودول أخرى”.

ووجه السلامي رسالة لليمنيين في المهجر، بقوله “عليهم أن يخلقوا وعيهم الخاص، تجاه ما يحدث في بلدهم وتجاه أزمات المنطقة، عليهم أن يعمقوا صلاة القربى الوطنية، وأن يتلافوا أسباب النزاع المزمن الذي أصاب الجسد اليمني، ويصدروا ثقافة مختلفة عن وطنهم، يغلب عليها التسامح والتعاطف.

وقال إنه يتمنى من صناع القرار في اليمن، ومن كل من لديه صلة بما يحدث في اليمن، أن يعيدوا النظر في وسائلهم وأولوياتهم، وأن يمنحوا الإنسان اليمني فرصة للنهوض، وأن يقدروا محبة اليمنيين لوطنهم حتى وإن غابوا وراء البحار والمحيطات.

أما الصحفي “أكرم توفيق القدمي” يقول لـ”يمن ديلي نيوز”، فيرى أن اليمنيين جزء من مكون الجالية الإسلامية الواسع بامتداد العالم وفي مختلف ارجاء المعمورة ولهم طقوس مشتركة كغيرهم من الجاليات في شهر رمضان المبارك.

حنين

وأشار “القديمي” إلى أن “الحنين يشدنا كيمنيين خارج اليمن إلى استدعاء ذاكرة الزمن الجميل (ما قبل الحرب) بكل ما فيها من عادات وتقاليد رمضانية جميلة التي تعزز فينا نزعة الخير واواصر الألفة والتنوع والمحبة”.

ولفت إلى كونهم من اليمنيين في المهجر، فإنهم “في رمضان نعمل على إحياء أجواء رمضانية أسرية في محيط مجتمعنا الصغير كتلك التي كنا نعيشها في اليمن بداءً بالاستماع لتلاوة الشيخ القريطي ماقبل مدفعية أذان المغرب، والقارئ محمد حسين عامر عند السحور ما قبل الإمساك، وترقب التراويح بعد الِعشاء والإقبال على الله بروح ترتجي المغفرة وتطلب الرحمة”.

وقال إن “رمضان نافذة روحانية بامتياز، لكنها ترتبط بحدث تقليدي في الطقوس العائلية كالزيارات وتبادل المأكولات وعمل الولائم وإقراء الضيف”.

تمسك كبير

ولفت “القديمي” إلى أن “العائلات اليمنية في المهجر تتمسك بالروابط الاجتماعية أكثر من حال وجودها في الداخل لكونها لامست قيمة الشيء بعد فقدانه”.

وتابع “أضف إلى تلك الطقوس متابعة الإنتاج المحلي للدراما اليمنية باعتبارها جزء من الروابط الذهنية لذواتنا المفقودة وواحدة من الاهتمامات التي لا تلغيها
شواغل اللحظة ودوافع البعد”.

وأكد بأن “رمضان محطة ملائمة لأبناء الجالية اليمنية للتقارب ونبذ الخلافات، وتغليب لغة المحبة وتقديم النموذج الأمثل والصورة الرائدة لشعب اليمن وحضارته أمام مختلف الشعوب الآخرى”.

وقال إن “اليمن لا يليق بها إلا أن تكون حاضنة الرفعة لكافة أبناءها رغم قسوة الظروف والتحديات”، مؤكداً لـ”يمن ديلي نيوز”: “واليمانيون على ذلك أقدر”.

افتقار لأجواء رمضانية كاليمن

بدوره، وصف الصحفي “بشير الحارثي” استقبال اليمنيين لرمضان في المهجر بقوله “مع الأسف الشديد أنه في المهجر خاصة الدول الغربية في أوروبا يفتقد سواء اليمنيين أو غير اليمنيين من من الجاليات الأخرى الإسلامية لأجواء رمضان”.

وعن هذه الأجواء التي يفتقر اليمنيون إليها في المهجر، يقول “الحارثي” لـ”يمن ديلي نيوز”: “بالعادة تكون لها طقوس مختلفة تماما، مثلا عندنا في الدول العربية ولا في اليمن تعرف كيف تجهيزات رمضان، أجواء رمضان، سواء في الجانب الديني أو في الجانب الروحاني”.

وهذا الاحتفاء بشهر رمضان في الدول العربية أو في اليمن، يستقبل المسلمون الشهر كمناسبة لها “أجواءها ومميزاتها”، مضيفًا “فالناس (يقصد المسلمون بالدول العربية ومن بينهم اليمنيون في الداخل) تجعل من شهر رمضان، شهر مميز عن بقية الأشهر”.

وأردف “الحارثي” في حديثه لـ”يمن ديلي نيوز”: “لكن للأسف إحنا في المهجر ما فيش هذه الروحانية”.

وأشار إلى أن “شهر رمضان في المهجر مثله كمثل بقية الشهور، وكذلك الأيام”، موضحًا “ما فيش أي مظاهر تؤكد أنه رمضان”.

وعن أبناء دول المهجر التي يغتربون فيها، وحياتهم في شهر رمضان، يقول “الحارثي”: “هنا الناس حياتها طبيعي، ويقتصر الصيام علينا فقط، وهو ما يضيع تلك الأجواء الرمضانية التي اعتدنا عليها وعشناها في اليمن والتي نشتاق إليها اليوم بشكل كبير”.

وعن وضعهم في رمضان في بلدان المهجر، يقول “الحارثي” لـ”يمن ديلي نيوز”: “ممكن أحد يعمل له طقوس داخل بيته أو أحيانا تكون هناك بعض اللقاءات بين اليمنيين”.

وحول هذه اللقاءات، يوضح الحارثي “بيعملوا عزومة، مثلا عزومة عشاء أو لقاء” مضيفًا و”تكون مثلا ربما في رمضان مرة أو مرتين، لكنها بالعادة نفتقر لكل الأجواء والطقوس الرمضانية”.

وعن الرسالة التي يوجهها، تمنى “الحارثي” أن “يعود الأمن والأمان لبلدنا، وترجع اليمن زي ما كانت لبلدنا ونشارك أحبابنا واقربائنا وأهلنا في اليمن كل المناسبات، سواء في رمضان والأعياد أو الاحتفالات أو كل شيء”.

طقوس غائبة

في السياق، يقول الصحفي “مصعب عفيف”، يقول لـ”يمن ديلي نيوز” إن “كل مغترب أو كل يمني يعيش في المهجر، بكل تأكيد يفتقد للكثير ممن طقوس وعادات رمضان في اليمن”.

وقال إن “دخول رمضان يذكر كل اليمنيين الذين في الخارج ببعدهم عن عائلاتهم وعن عاداتهم وتقاليدهم وطقوسهم الرمضانية”.

ولفت إلى أن اليمنيون في المهجر يحاولون خلال شهر رمضان التكيف مع الواقع من خلال “التزاور وإعادة إحياء بعض اللمات والتجمعات التي تذكرهم باليمن”.

وتابع “لكن بشكل أساسي فرمضان يذكر كل يمني في المهجر أن الطرق لا زالت مغلقة، وأن المطارات أيضًا لا زالت مغلقة، وأن المسافات بعيدة”.

ولفت إلى أن “كل يمني خارج بلاده في رمضان، يعود إليه التفكير في العودة إلى عائلته”، لافتًا إلى العديد من الصعوبات التي تحول دون ذلك وفي مقدمتها صعوبات السفر.

ووجه رسالة لأبناء اليمن المغتربين كافة، بقوله إن رمضان فرصة لدعم من هم في الداخل خلال هذا الشهر الكريم.

طقوس مماثلة

من جانبه “حامد عثمان”، يقول لـ”يمن ديلي نيوز”، إنه “بالنسبة لاستقبال رمضان في المهجر من قبل اليمنيين فإنهم يستقبلوا كما غيرهم من الجاليات”، مضيفًا “فرمضان له خصوصية دينية وخصوصية واجتماعية”.

وقال إن اليمنيين في المهجر “يستقبلون شهر رمضان بالفرحة والطاعة ويعدون أنفسهم لذلك من كل الجوانب”.

ويشير إلى أن اختلاف الأوقات بالدول الأجنبية ومنها الأوروبية في شهر رمضان “يحتاج له إعداد، ويحتاج له تهيئة على الأقل نفسية”.

مضيفًا “وبالنسبة من الناحية الاجتماعية خلال رمضان لأبناء اليمن في المهجر طبعا يكون في لقاءات، ويكون في فعاليات، أما إفطار جماعي، وأما صلاة التراويح”.

وتابع “فالجالية اليمنية أو اليمنيين هم أيضا مندمجين في مجتمعات أخرى يعني مندمجين في المجتمع البلد اللي هم فيه”.

وعن الرسالة التي يوجهها لليمنيين، يقول رغم العديد من الميزات في دول المهجر والاغتراب، لكنهم يتمنون ان يعيشون رمضان في اليمن ويعيشون طقوسه وروحانيته.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من يمن ديلي نيوز Yemen Daily News

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading