يوم عيد الفطر في اليمن.. الأطفال يمرحون وحدهم والكبار يبحثون عن النوم
تقرير – فؤاد محمد: يعيش غالبية اليمنيين يوم عيد الفطر المبارك حالة من الارباك نتيجة الإعياء الناجم عن السهر المتواصل الذي يمتد ببعضهم إلى قرابة 35 ساعة، مع الانتقال من جدول رمضان الذي يتحول نهاره إلى ليل وليله إلى نهار.
ويفاقم تعاطي اليمنيين لشجرة القات التي تحتوي على مادة عالية من الكافيين، في مضاعفة معاناتهم يوم عيد الفطر، نظرا لحالة الأرق التي تحول دون أخذهم قسطا من النوم خلال ساعات الليل، مايضطر الكثير منهم لمواصلة السهر حتى ساعات متأخرة من ليل يوم العيد.
منصور الحرازي، واحد من مئات آلاف اليمنيين الذين يضطرون لتأجيل زيارة الأقارب، إلى الليل أو إلى صبيحة اليوم التالي للعيد، حيث يكون قد قضى قسطا من الراحة، كما يكون أقاربه في وضع أفضل من حيث الاستعداد لقدوم الزائرين بمناسبة العيد.
تأجيل صلاة العيد
ومن باب “الزبج” (النكتة) قال المواطن “منصور الحرازي” إنه يتمنى لو يصدر قرار خاص باليمنيين يؤجلوا فيه صلاة عيد الفطر إلى اليوم الثاني من شوال، لأن اليوم الأول برأيه يوم مرهق لليمنيين بسبب مادة القات.
المواطن أحمد محسن ياقوت – صاحب بقالة – قال: إن اليوم الأول من عيد الفطر يعتبر من أرهق الأيام في السنة نتيجة السهر الذي يصل إلى يومين – حد قوله.
ويؤكد ياقوت أن سهره ليس نتيجة انشغاله في متجره، وإنما نتيجة تعاطيه القات، مضيفا في آخر يوم من رمضان أغلقت محلي في ال 12 مساء، بغرض الذهاب للنوم لكن وعندما جئت إلى الفراش جاءني أرق ولم أنم، وربما أواصل إلى 12 مساء العيد.
ويرى ياقوت أن يوم عيد الفطر هو يوم “لحقة” برمضان لأن معظم الناس مجرد ما يخرجون من صلاة العيد يعودون إلى النوم، ولا يقومون بزيارة أرحامهم إلا عند في الليل أو في نهار اليوم الثاني.
ويرجع ياقوت سبب سهر اليمنيين إلى تعاطيهم القات لخمس ساعات ليلة العيد مايتسبب في تخفيف النوم عنهم.
عيد بلون رمضان
في مدينة مأرب لاتختلف الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم عيد الفطر كثيرا عن الساعة المماثلة في آخر يوم رمضان، حيث يكون الناس قد عادوا إلى
منازلهم بحثا عن النوم، فيما بعض الأطفال يلهون قليلا في الشوارع لقضاء يومهم الخالي من حضور الكبار.
ويبقى أصحاب البقالات الوحيدون الذين يشاركون الأطفال فرحتهم، لكنهم يعيشون وضعا استثنائيا في التعامل مع هذا اليوم المؤرق لهم.
يقول “غمدان” مالك بقالة في مأرب إنه يواصل السهر في عيد الفطر من ظهر اليوم الأخير في رمضان إلى الساعة 12 من مساء يوم العيد.
وللتغلب على النوم ومقاومة الاعياء يلجأ “غمدان” إلى تعاطي القات من صباح يوم العيد، بخلاف بقية الأيام التي يتعاطى فيها القات من بعد الثالثة عصرا، ليبدأ بعد غداء يوم العيد مرحلة أخرى مع تعاطي القات تستمر إلى العاشرة ليلا.
يؤكد “غمدان” ل “يمن ديلي نيوز” أن يوم العيد بالنسبة له يوم مربح، فهو يستطيع بيع كثير من البضائع المخصصة للأطفال والتي قام بشرائها خلال الأيام الأخيرة من رمضان، كالألعاب الصغيرة، إضافة إلى إقبال الأطفال على شراء الجعالة “الحلويات المصنعة”، فضلا عن توفير احتياجات الكبار.
ويقول: يوم عيد الفطر يوم تعب وإرهاق، وأنا لا أذوق حلاوة العيد إلا من اليوم الثاني لأن السهر يقضي على حلاوة العيد التي نستمتع بها في عيد الأضحى المبارك، لكنه يؤكد أن عيد الفطر يظل فرحة كبرى كونه يأتي بعد مناسبة عظيمة والتي تتمثل في شهر رمضان.
الأكثر سهرا
ويعتبر ممتهني بيع القات الأكثر سهرا بين فئات المجتمع اليمني، لأنهم يحرصون يوم عيد الفطر، على جلب أكبر كمية ممكنة إلى الأسواق لتغطية الطلب الذي يزداد في الأعياد والمناسبات.
يؤكد – مختار – أحد بائعي القات في أرحب بصنعاء، أنه يضطر لتكثيف فترات جمع القات من صبيحة اليوم التاسع والعشرين من رمضان، حتى ثالث أيام العيد، فبدلا من أن كان يقوم بجمع القات بعد صلاة الفجر إلى العاشرة صباحا، من ثم يعود إلى النوم، يضطر لأن يضحي بفترة النوم وتخصيصها لجمع القات وتصديره للأسواق.
فترة سهر قد تمتد إلى40 ساعة متواصلة – يقول مختار – لأن العيد بالنسبة لهم موسم مربح جدا، حيث يتعاطى معظم اليمنيين القات، نظرا لقيام الفئات الذين يتعاطونه خلال المناسبات كالجمعة والأعياد الدينية أو الاجازات، بشراء كميات كبيرة، للاستمتاع بأيام الاجازة العيدية.
بائع قات آخر، ولكي يتغلب على النوم ويتمكن من الاستمرار في بيع القات، يقوم بتمديد فترات تعاطيه القات، وفوق ذلك يستخدم مشروبات الطاقة والشاي إلى جانب القات، لكي يقاوم الاعياء، وحتى يتمكن من توفير القات لزبائنه الذين، يقبلون على الشراء من صباح العيد، وحتى فترات متأخرة من الليل.



