الإعلاميون في غزة.. من نجى من التصفية قتلت أسرته

تقرير أعده لـ”يمن ديلي نيوز” – عدنان الشهاب: “كنت أتمنى أن أودعهم وأقبلهم فقط، لم نحظى حتى أن نلقى جثامينهم لنكرمها بالدفن” هكذا تحدث الصحفي الفلسطيني في قطاع غزة، مؤمن الشرافي، بعد استشهاد 21 فردا من عائلته بينهم والده ووالدته.
لطالما قدمت وسائل الاعلام الغربية الاحتلال الصهيونية كنموذج من الحضارة الغربية التي تحترم القانون الدولي الإنساني، أبرزها حرية التعبير وحرية الصحافة وقداسة المهنة وحرمة دماء الصحفيين.
لكن الحرب في غزة كشفت للعالم زيف الاحتلال وداعميه، ففي غزة استباح جيش الاحتلال كل شيء أطفال ونساء وأطباء وصحفيين ومستشفيات ودور عبادة ومقرات أممية.
ومع أن الاحتلال الإسرائيلي وجعل من أقارب الصحفيين أهدافا مشروعة ضمن بنك أهدافه العسكرية منذ بدء عدوانه على غزة في ال 7 من أكتوبر الماضي.
1000 شهيد من عوائل الصحفيين
وفق إحصائية للاتحاد الدولي للصحفيين، فإن نحو 1000 من أقارب الصحفيين استشهدوا منذ بدء الحرب على قطاع غزة في الـ7 من أكتوبر الماضي.
وتقول نقابة الصحفيين الفلسطينيين في بيان لها إن جيش الاحتلال الصهيوني قصف منازل عائلات 60 صحفيا في غزة.
وأضافت أن ما قتلته قوات الاحتلال من الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حربها على غزة أكثر من ثلاثة أضعاف ما قتل من الصحفيين في كل أنحاء العالم منذ بداية العام الجاري2023″.
وذكرت النقابة أنها وثقت ارتكاب جيش الاحتلال الاسرائيلي 350 جريمة ضد الصحفيين، بينهم 75 صحفيا وعاملين في الاعلام استشهدوا، و30 صحفيا أسرى، وتدمير وقصف 36 مقرا إعلاميا، منذ بدء حربه في الـ7 من أكتوبر الماضي”.
إسكات الشهود
يرى رئيس مركز الاعلام الحقوقي في اليمن، الدكتور “صالح الصرمي” أن قتل الاحتلال الصهيوني للصحفيين ليس حدثا غريبا على الاحتلال، فقد سبق وأن قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها اقتحام جيش الاحتلال لمخيم جنين قبل أكثر من عام، في تحد واضح للقوانين والمواثيق الدولية.
وقال الصرمي لـ”يمن ديلي نيوز” إن هدف الاحتلال الصهيوني من استهدافه للصحفيين الفلسطينيين وقتل أقاربهم هو قتل الشهود، وإسكات جبهة الاعلام التي عرته وكشفت ما يحدث في غزة من مذابح وحرب إبادة جماعية يرتكبها الاحتلال بحق أبناء غزة وفلسطين عموما”.
الصرمي في حديثه مع “يمن ديلي نيوز” قال إن جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين تذكره بجرائم الحوثيين بحق الصحفيين اليمنيين حيث قتلت العشرات منهم وشردت مايزيد عن ألف صحفي مع عائلته واختطفت وعذبت مايزيد عن 30 آخرين.
وقال إن زعيم جماعة الحوثي مارس في العام 2015 بشكل مباشر التحريض على الصحفيين واعتبرهم أخطر من المقاتلين في الجبهات، وهذا الأمر فسر حملة الحوثيين ضد الصحفيين ووسائل الإعلام وقيامها باحتلال المؤسسات الإعلامية ونهبها ومصادرتها وآخرها إذاعة “صوت اليمن” مع أنها إذاعة اجتماعية.
وتابع: كل الممارسات التي ينفذها الاحتلال الاسرائيلي في غزة أو جماعة الحوثي في اليمن تسعى لتنفيذ هدف مشترك، وهو إسكات الشهود، لأن الصحفي هو الشاهد الذي يوثق وينقل الانتهاكات والجرائم التي يتعرض لها المجتمع.
عوائل صحفيين استهدفت
في الـ 25 من أكتوبر الماضي، قصف جيش الاحتلال الصهيوني منزل عائلة الصحفي وائل الدحدوح، وقتلت في القصف فيه زوجته وابنه، وابنته وحفيدته، وعدد من أقاربه.
استهداف أسرة الصحفي الدحدوح، جاء بعد نزوح الاسرة إلى المناطق التي حددها جيش الاحتلال بأنها أماكن آمنة حد وصفه.
بعدها بخمسة أيام وتحديدا في الـ 30 من أكتوبر الماضي، استهدف طيران الاحتلال منزل عائلة مهندس البث في قناة الجزيرة، “محمد القمصان” واستشهد 19 فردا من عائلته معظمهم أطفال ونساء.
ويوم الأربعاء الماضي الـ6 من ديسمبر، استشهد 22 فردا من عائلة الصحفي مؤمن الشرافي بينهم والده ووالدته، إثر استهداف غارة جوية المنزل بقنبلة دمرت المنزل بمن فيه.
واستهداف عائلة الشرافي، بعد يوم واحد من نزوحهم من منزلهم إلى منزل جديد في جباليا شمال غزة.
ولم يستطع الأهالي وفرق الدفاع المدني، بأدواتهم التقليدية، العثور على أي من جثث الشهداء من عائلة الشرافي باستثناء طفلة قذف بها الانفجار أشلاء إلى سطح منزل مجاور، كما قال مؤمن في مداخلته مع قناة الجزيرة بعد الجريمة.
والاثنين 11 ديسمبر/كانون الأول استشهد والد الصحفي أنس الشريف إثر غارة جوية استهدفت منزل العائلة في مخيم جباليا شمال القطاع.
استهداف منزل الشريف جاء بعد أيام من تلقيه تهديد من ضباط في جيش الاحتلال طلبوا منه التوقف عن التغطية الإعلامية في شمال غزة، لكن رفض طلبهم واستمر في تغطيته لجرائم الاحتلال بحق السكان المدنيين.



