أهم الاخبارالأخبارتقارير

تحقيق صحفي يسلط الضوء على القدرات الصاروخية للحوثيين والسيطرة الايرانية عليها  

يمن ديلي نيوز: ترجمة

تمهيد:

سلط إعلان جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل الضوء من جديد على القدرات الصاروخية لهذه الجماعة المسلحة المدعومة من إيران، فهل امتلك الحوثيون خلال عشرين عاما من الحرب صواريخ بالستية يمكن أن تقطع مسافة تقترب من ألفي كيلو متر؟

هذا التحقيق سيغوص في أعماق القدرات الصاروخية للحوثيين، بعد تحقيق سابق كشف عن قدرات الحوثيين الجوية من خلال امتلاك الطيران المسير.

سيجيب هذا التحقيق على أسئلة مهمة، منها: ماهي أنواع الصواريخ التي يمتلكها الحوثيون؟ وما مداها، وطولها، وسرعتها، ودقتها، ونوع الوقود، ونظام التوجيه، ووزن الصاروخ، والرأس المتفجر، والنسخة الأصلية للصاروخ؟

وكيف حصل الحوثيون على الصواريخ البالستية؟ ومن ساعدهم على تطويرها وصيانتها ليكون مداها وقدرتها التفجيرية أكبر؟ ومن يدير منظومة الصواريخ لديهم؟

سبق تحقيق قدرات الحوثيين الجوية وقدرات الحوثيين الصاروخية تتبعا من شيبا انتلجنس لتهديدات الحوثي للممرات الدولية وباب المندب ولدول الخليج، ما يجعل هذين التحقيقين مهمين لمعرفة القدرات العسكرية للحوثيين.

أنواع صواريخ الحوثيين:

عرض الحوثيون حوالي 32 مجسما لصواريخ متنوعة في سبتمبر 2023م، منها 8 ادعت الجماعة أنها إصدارات جديدة، لكن ليس كل الصواريخ التي يمتلكونها لها بيانات لعدم استخدامها مطلقا، أو أنها جزء من دعاية حربية وليست واقعا، وبعد إعلان الحوثيين توجيه صواريخ إلي إسرائيل، تم التذكير بتبنيهم الهجوم على أرامكو في سبتمبر 2019، والهجوم على أبوظبي في يناير ٢٠٢٢، فكل تلك الهجمات تتهم إيران بالوقوف ورائها، ما يظهر الحوثيين أنهم مجرد منصة إطلاق تابعة لإيران.

يتناول تحقيق شيبا انتلجنس القدرات الصاروخية للحوثيين لحوالي ٣٠ نوعا من الصواريخ المتوافر بياناتها أو جزء منها بتتبع استخدامها، حيث تم تقسيمها في ثلاثة جداول تتضمن الصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى أيضا صواريخ الدفاع الجوي.

وتم الاعتماد على مصادر متعددة في نقل المواصفات الفنية والعملياتية مثل التقارير الصادرة من لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة والتقارير المتوافرة عن الصواريخ الروسية والصينية التي امتلكتها اليمن أو دخلت بالتهريب، والتقارير المنشورة والتقارير الأمنية حول الصواريخ التي تم استهداف مناطق سيطرة الحكومة.

قصة صواريخ الحوثيين:

ظهرت جماعة الحوثي كجماعة مسلحة متمردة تقاتل الجيش اليمني في صعدة مسقط رأس مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي منذ ٢٠٠٤، وحظيت بدعم ورعاية إيرانية إذ بعد مقتل مؤسسها في ذات العام خاضت الجماعة ست حروب ، قبل أن تستغل الربيع العربي لتظهر كجماعة ثورية ضد نظام علي عبد الله صالح في ٢٠١١، لكنها سرعان ما تحالفت مع نظام صالح العميق الذي خرج من السلطة بفعل المبادرة الخليجية، ودعمت انقلابا عسكريا على الدولة اليمنية وسيطرت علي العاصمة صنعاء ٢٠١٤، ثم صفت حليفها صالح وقواته في مواجهات استمرت لأيام ٢٠١٧، فورثت كل مقدرات الدولة اليمنية العسكرية ومن أهمها مخازن الصواريخ، كما حصلت علي دعم إيراني كبير ومن بينها صواريخ ذات نسخ إيرانية، وتمكنت من تهريب الكثير من أنواع الصواريخ.

لم يتمكن الحوثيون في البداية من التعامل مع مخزون الجيش اليمني من الصواريخ، ولم يكن بإمكانهم توفير وقود الصواريخ، إلا أن عاملين رئيسيين ساعداهما:

العامل الأول : استقطاب قادة  عسكريين متخصصين في الصواريخ خاصة من ألوية الصواريخ في الحرس الجمهوري الذي كان يتبع الرئيس السابق علي عبد الله صالح ومنهم اللواء محمد ناصر العاطفي الذي أصبح وزيرا للدفاع في حكومة الحوثيين في ٢٠١٨، فقد تدرج العاطفي من قائد بطارية صواريخ أرض -أرض ( توشكا) إلي رئيس عملية كتيبة صواريخ أرض -أرض ( توشكا)، ثم أركان حرب كتيبة صواريخ أرض -أرض ( توشكا)، ثم رئيس أركان اللواء السادس صواريخ سكود (آر – ١٧) ، وصولا لرئيس أركان اللواء السادس صواريخ سكود، إلى أن وصل قائد اللواء السادس صواريخ ثم قائد مجموعة ألوية الصواريخ.

وهؤلاء تم استغلالهم لمعرفة مخزون الدولة ن الصواريخ وأماكنها ونوع الوقود وإعادة تشغيل بعضها.

العامل الثاني: إدخال خبراء إيرانيين ومن حزب الله لديهم الخبرة الكافية في التعامل مع الصواريخ، تفكيكها وتركيبها وتطويرها.

المصدر الرئيسي لصواريخ الحوثيين:

كما حصل الحوثيون على مخزون الجيش اليمني من الصواريخ، حصلوا على صواريخ إيرانية مطورة من نسخ صينية وروسية من خلال التهريب أو النقل المباشر عندما سيطروا على العاصمة صنعاء في ٢٠١٤.

أولا: الصواريخ التي كان يمتلكها الجيش اليمني:

كان يمتلك الجيش اليمني ترسانة صواريخ متنوعة وأغلبها روسية الصنع، فلديه:

  • صواريخ أرض- أرض: صواريخ روسية من نوع سكود بي وسي و دي.

وصواريخ من نوع توشكا وفروج-7 بالإضافة الي صواريخ كورية من نوع هواسونج-5 وهواسونج- 6.

  • صواريخ ارض – جو: صواريخ روسية من أهمها صواريخ سام-2 وسام-3 وسام-6 وسام -7 ومنظومة صواريخ اس-300.
  • صواريخ جو-ارض: صواريخ روسية يتم تركيبها على طائرات الميج الروسية التي كانت ضمن ترسانة سلاح القوات الجوية اليمنية وهي من نوع R-77 ,R-27,R-73.
  • صواريخ بحرية: من أشهرها الصاروخ الصيني نوع C-802 وبعد الحرب حصل الحوثيين على صواريخ إيرانية من نوع C-102.

ثانيا: الصواريخ الإيرانية:

حصل الحوثيون على الكثير من أنواع الصواريخ الإيرانية من خلال:

  • التهريب أثناء الحروب الستة التي جرت بين الجيش اليمني والحوثيين.
  • إرسال الصواريخ عن طريق طائرات الشحن الجوي الإيرانية في الفترة التي كانت بعد الانقلاب في سبتمبر 2014م وقبل عاصفة الحزم مارس 2015م ومن أهم تلك الصواريخ قيام-1 الإيراني.
  • التهريب اثناء عاصفة الحزم مارس 2015م وحتى بداية الهدنة لوقف إطلاق النار التي أعلن عنها في 2022م والتي عادة كانت تهرب إلى اليمن مجزئة، ومن ثم يعاد تركيبها وتجهيزها للإطلاق من خلال خبراء إيرانيين داخل اليمن.

د- الصواريخ الإيرانية التي دخلت عبر ميناء الحديدة بعد توقف آلية التفتيش أو عرقلتها: أعلن الحوثيون في عرض عسكري في سبتمبر 2023م عن عدد منها ويصل إلى ٨ أنواع ، ومن ضمنها عاصف (خليج فارس) وقدس-2 (ياعلي) وكرار(فاتح-110).

ثالثا: الصواريخ الصينية والروسية المطورة إيرانيا:

حصل الحوثيون على صواريخ صينية بعضها تم تطويرها إيرانيا عن طريق التهريب والشحن الجوي خلال الحروب الستة التي خاضتها الجماعة ضد الجيش اليمني في صعدة وأجزاء من الجوف ومحافظة عمران، وبعد اجتياحها لصنعاء في سبتمبر 2014م وأيضا بعد عاصفة الحزم التي أعلن عنها في مارس 2015م وكان من أهمها:

  • صواريخ بالستية قصيرة المدى من نوع M-302 وهو صاروخ صيني من عائلة WS تم تطويره من قبل سوريا والتي كان يطلق عليه الحوثيون صواريخ بدر.
  • صاروخ قيام-1 الإيراني (بركان-2H) وصاروخ قيام-2 (ذو الفقار/بركان-3) وهي نسخ مطورة من صواريخ سكود.
  • صاروخ سومار البحري الإيراني (قدس-1) نسخة مطورة من صاروخ سومار الروسي.
  • صاروخ سام-358 الإيراني (صقر-1) وهو صاروخ روسي ضمن منظومة بانستير للدفاع الجوي.

أنواع صواريخ الحوثيين من حيث الدقة:

تنقسم الصواريخ البالستية التي أصبحت تحت يد الحوثي وطورها من حيث دقتها إلى:

  • دقيقة جدا: المعروف أن الصواريخ المجنحة (أرض- بحر) دقيقة جدا، حيث لديها القدرة على تفادي الرادار لأنها تطير على ارتفاعات منخفضة وأيضا لديها القدرة على المناورة لتفادي العوائق الطبيعية وأنظمة الدفاع الجوي، إلا أن الذي يمتلكها الحوثي لم تكن تتمتع بهذه المواصفات رغم أنها تحمل نفس الاسم (المجنحة) ومن أهمها صاروخ قدس-1 الذي فشل في إصابة السفينة (NISSOS) التي كانت راسية في ميناء الضبة القريب من المكلا من أجل تحميل النفط الخام بتاريخ 21/10/2022م.
  • دقيقة: تبلغ نسبة دقتها (3-20 متر) وهي الصواريخ البالستية قصيرة المدي (ارض-ارض) حيث وقد تم إضافة قسم التوجيه للصاروخ وتزويده ببواحث كهر وبصرية وبنظام ملاحي بالقصور الذاتي وأنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية (GPS) بالإضافة الي تركيب أربع زعانف متحركة في مقدمة الصاروخ بالإضافة الي الاستعانة بالطائرات المسيرة (حيث كانت تقوم بالاقتراب من الهدف المحتمل لتحديد مكانه، وتصويره لتزود الصواريخ التي تطلق من مكان قريب بالصور والمواقع بدقة فائقة) ومن أهم تلك الصواريخ صاروخ بدر1P- ونكال , ونتيجة لدقتها العالية في إصابة الأهداف استخدمها الحوثيون في ضرب المنشئات الحيوية والمعسكرات في مأرب وتعز والمخا ولم يتم استخدامها في استهداف مدن جنوب السعودية بسبب مداها القصير.
  • غير دقيقة: تبلغ نسبة دقتها في إصابتها للهدف (500 -2000 متر) وهي الصواريخ البالستية متوسطة المدى (ارض-ارض) ومن أهم هذه الصواريخ صاروخ بركان-1 وبركان-2 وبركان-3(ذو الفقار) وأيضا قيام-1.

آلية تطوير صواريخ الحوثيين:

منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومنافذها الجوية والبرية والبحرية في ٢٠١٤، تم نقل خبراء إيرانيين ومن حزب الله اللبناني إلى اليمن، كان الهدف الرئيسي إعادة هيكلة القوات وتدريبها وتسليحها وتطوير القدرات الصاروخية والمسيرات ليشكل الحوثيون قوة رابعة مهددة لدول الخليج النفطية بالذات السعودية بعد حزب الله في لبنان والنظام السوري شمالا والحشد الشعبي في العراق شرقا.

لقد ارتكزت عملية تطوير الصواريخ التي حصل عليها الحوثيون على ثلاث مسارات وهي:

  • زيادة المدى عن طريق إضافة خزان الوقود وتخفيض وزن الراس الحربي: تم هذا على صواريخ سكود بي وسي الروسية التي كانت ضمن ترسانة الجيش اليمني والمسماة (بركان-1 وبركان-2) وهذا تم أيضا بالنسبة للصواريخ الكورية هواسونج-5 وهواسنوج-6.
  • زيادة المدى لبعض الصواريخ الروسية وتغيير وظيفتها من حيث الاستخدام: وتم ذلك على صواريخ سام -2 وسام-3 المسماة (قاهر- وقاهر-2) حيث تم استخدامها ضد اهداف أرضية بدلا من جوية.
  • إضافة نظام توجيه الي بعض الصواريخ غير الموجهة وذلك لتحسين دقتها في إصابة الأهداف: وتم ذلك على الصواريخ الصينية من عائلة WS حيث أصبح نسبة الخطاء في اصابتها للهدف (3) أمتار بدلا من (40) متر.

يعرض الجدول الأول يتناول الصواريخ التي تم إنتاجها أو تطويرها بناء على الصواريخ الروسية SCUD-B

يوضح التالي:

  • هذه الصواريخ هي من فئة الصواريخ البالستية التكتيكية قصيرة المدي.
  • كوريا الشمالية باعت لإيران صواريخ (HWASONG-5) لعدد 120 صاروخ وأيضا باعت هذا الصاروخ لدولة ليبيا واليمن وسوريا والامارات.
  • حصلت كوريا الشمالية أول صاروخ من نسخه (SCUD-B) من مصر في عام 1980م وذلك مقابل مساعدة كوريا لمصر في حربها ضد إسرائيل في عام 1973م.
  • قام الخبراء الإيرانيون لدى جماعة الحوثي بزيادة مدى صواريخ سكود بي الروسية وأيضا الكورية HWASONG-5 عن طريق إضافة خزان وقود وأيضا تنقيص وزن الراس الحربي إلى النصف وهي ما تعرف بصواريخ بركان-1.
  • الدقة أو نسبة الخطاء المحتمل لأي صاروخ (circular error probable) ويرمز الها ((CEP.

في الجدول الثاني حول الصواريخ التي تم إنتاجها أو تطويرها بناء على الصواريخ الروسية SCUD-C

يوضح التالي:

  • هذه الصواريخ هي من فئة الصواريخ البالستية التكتيكية قصيرة المدى.
  • كوريا الشمالية باعت صواريخ من نوع (HWASONG-6). لإيران واليمن ومصر وسوريا وكوبا وفيتنام.

في الجدول الثالث حول الصواريخ التي تم إنتاجها أو تطويرها بناء على الصواريخ الروسية SCUD-D

يوضح التالي:

  • هذه الصواريخ هي من فئة الصواريخ البالستية متوسطة المدى.
  • هناك صاروخ كوري يسمى (RODWNG-1) ويدعى أيضا (HWASONG-7) وينطق في كوريا الجنوبية NODONG.
  • قامت كوريا الشمالية في انتاج الصاروخ RODWNG)) لإيران تحت اسم شهاب-3 ولباكستان تحت اسم غوري.
  • يوجد لصاروخ شهاب -3 الإيراني نسختين هما عماد وقادر.
  • الصواريخ الكوري (RODWNG-1) كانت دقة إصابته للهدف في بداية انتاجه حوالي (2) كم وتم تحسين دقته ليصل إلى 190 متر مؤخرا.
  • صاروخ شهاب الإيراني-3 تم انتاجه بنسخه مطورة تحت اسم سجيل-2 الذي يصل مداه الي 2000 كم.
  • صاروخ شهاب -3 الإيراني يحمل له القدرة على حمل (3) أنواع من الرؤوس الحربية ذات اوزان ما بين 800 كجم و1000 كجم و1200 كجم مما منح الصاروخ أن يقطع مسافات مختلفة ، فالمدى يتراوح بين 1300 كم و1500 كم و1700 كم.
  • أعلنت جماعة الحوثي لأول مره عن استخدام صاروخ بركان-3(ذو الفقار) في عام 2020م عندما أعلنت أنها استهدفت به مناطق في دول الجوار تبعد عن اليمن بمسافة 1440 كم (900 ميل).

مراحل تطوير الصواريخ الروسية:

  • قامت كوريا الشمالية بإنتاج صواريخ سكود الروسية بفئتها ((B-C-D التي حصلت عليها من روسيا أو دول أخرى مثل مصر عن طريق الهندسة العكسية كمرحله أولي وأطلقت عليها أسماء مختلفة مثل (Hwasong-5,6,7) ومن ثم قامت بتطوريها عن طريق زيادة المدي (إضافة خزان وقود وتنقيص وزن الراس الحربي) وأيضا تقليل نسبة الخطاء (CEP).
  • وفي المرحلة الثانية قامت بتصدير تلك النسخ إلى بعض الدول منها مصر واليمن وسوريا وكوبا وأيضا أنتجتها لصالح بعض الدول مثل إيران تحت أسماء (شهاب-1 ,2 ,3) وأيضا لباكستان تحت إسم غوري.
  • قامت إيران بتعديل بعض الصواريخ الروسية من فئة سكود ((B-C-D وأيضا الصواريخ الكورية من فئة (Hwasong-5,6,7) التي بحوزة جماعة الحوثي والتي استولت عليها من مخازن الجيش اليمني بعد سيطرتها على صنعاء في سبتمبر 2014م ونفذت عليها كل التعديلات التي موجودة في النسخ الإيرانية تحت اسم (شهاب-1 ,2 ,3) وأطلقت عليها اسم (بركان-1و2و3,).

مراكز تخزين وإطلاق الصواريخ:

كان اليمن يملك بضعة ألوية صواريخ، وكانت معسكرات السواد والحفا والنهدين و ٤٨ والصمع أهم المعسكرات التي تخزن فيها الصواريخ، لكن بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، نقل معظمها إلى صعدة ثم قام بتوزيعها على عدة مراكز للإطلاق ظهرت مؤخرا مع إعلان الحوثيين إرسال صواريخ إلى إسرائيل، وأهم مراكز الإطلاق الحديدة وحجة وصعدة والجوف وذمار وتعز والبيضاء وصنعاء.

وفيما تقول معلومات إن الحوثيين يخزنون الصواريخ بين الأشجار الكثيفة وداخل الجبال وفي مخازن بين التلال وفي الجزر والسواحل النائية ، كشفت إحدى الصور التي نشرتها وكالة AFP في ٢٠١٦ أن تجربة إيران في تخزين صواريخ في صوامع تحت الأرض، قد نقلها الحوثيون مبكرا وهذا يسهل لهم تخزين الصواريخ وإطلاقها من عدة أماكن دونما تنكشف قواعد الصواريخ بعد الاطلاق، الصورة التالية هي صورة منشورة لحوثيين يستعدون لإطلاق صاروخ مخزن في صومعة، والصور اللاحقة توضح آلية عمل صوامع تخزين الصواريخ.

التحكم الإيراني في صواريخ الحوثيين:

تظل قدرات الحوثيين بدائية وبسيطة فيما يتعلق بالتعامل مع الصواريخ مقارنة بتجربة الخبراء الإيرانيين، وقد حصلت شيبا انتلجنس علي دليل يوضح قدرات الحوثيين مقارنة بالخبراء الأجانب، فقد حاول الحوثيون مؤخرا بتجهيز بعض الصواريخ قصيرة المدي لإشراكها في بعض المواجهات الداخلية دونما مشاركة من الخبراء الإيرانيين، لكنها كلها فشلت وانكشفت بدائية تركيبها.

في يوليو هذا العام أطلق الحوثيون صاروخا بالقرب من مخيمات النازحين في مأرب وانفجر قبل ارتطامه بالأرض، وحسب خبراء عسكريين فإن هذا النوع من الصواريخ ظهرت فيه عيوب كثيرة، مثلا توصيل المحرك النفاث الموجود في مؤخرة الصاروخ بجسم الصاروخ من خلال مسامير تثبيت، كما أن انفجار الرأس قبل الارتطام يعني أن الصاروخ لم يكن فيه أجهزة حساسة، وهذه الأجهزة لا تدخل اليمن إلا تهريب وعبر الإيرانيين وهم من يتحكمون فيها للتحكم في كل غرف عمليات إطلاق الصواريخ التابعة للحوثيين.

الصواريخ الموجهة ضد إسرائيل تدلل على فاعلية إيرانية:

قد تقوم إيران بتوجيه صواريخ لأي مكان في ظل استعداد الحوثيين الإعلان عن مسؤوليتهم، فالمسافة التي يجب أن يقطعها الصاروخ من أقرب نقطة للحوثيين في الجوف إلى أبوظبي أكثر من ١٣٠٠ كم ، والمسافة التي سيقطعها الصاروخ من صعدة إلى إيلات جنوب إسرائيل حوالي ١٦٠٠ كم ، فإذا كانت سرعة الصواريخ البالستية  ٤.٧ ماخ تقريبا أي (١٢٢٤كم/ساعة) ، فإنها ستكون بمعدل ١.٦ كم/ث ، يعني أنه يقطع ٩٦كم / دقيقة، ما يعني أنه يحتاج ما يقارب ١٤ دقيقة للوصول إلى أبوظبي وهذا يدخل في نطاق صاروخ بركان ٣ الذي هو صاروخ قيام الإيراني، وما يقارب ١٧ دقيقة للوصول إلي إيلات جنوب إسرائيل، وهذا يكون قيام ٢ الإيراني.

يحتاج أيضا الصاروخ إلي جانب الوقود الكافي والرأس المتفجر الكبير، توجيه دقيق للهدف إما من خلال مسيرات يتم التحكم بها من محطة أرضية تقع في مسافة لا تزيد عن ٢٥٠ كم من الهدف، لكن استمرار سقوط أو إسقاط صواريخ الحوثيين في البحر، يدل على عدم فاعلية تلك ذات بعيدة المدى، فهي إما صواريخ بالستية مطورة  وبمدى أقل من تلك الإيرانية، أو أن إيران لا تريد من إطلاق الصواريخ من اليمن أي تأثير في الحرب بين إسرائيل وحليفتها حماس، إنما فقط من أجل البروبجندا الإعلامية لرفع الحرج خاصة وأنها منذ السابع من أكتوبر وبعد هجوم حماس عليى المستوطنات الإسرائيلية وفرقة غلاف غزة العسكرية حرصت على عدم التورط في الحرب إلا من خلال مناوشات لحليفها حزب الله في جنوب لبنان وإطلاقات فاشلة لصواريخ حلفائها الحوثيين في اليمن وهجمات اعتيادية بدون تأثير لحلفائها في العراق.

هذا الأمر يوكد المعلومات القادمة من داخل جماعة الحوثي أن الإشراف الكامل على تهريب ونقل وإطلاق الصواريخ  والمسيرات يعود للخبراء الإيرانيين، وكل غرف العمليات المرتبطة بهذين السلاحين لا تخضع لقيادة يمنية مطلقا ، وهذا يجعل الحوثيين مجرد واجهة لتبني إطلاق المسيرات والصواريخ، واليمن مجرد منصة إطلاق، وبذلك تكون سياسة تحريك الصواريخ مرتبطة بطهران مباشرة وتخضع لمصالحها، وقد استخدمت مؤخرا .

سيكشف الأمر كثيرا مع معلومات داخل جماعة الحوثي تتحدث عن استنزاف كبير لمخزونهم من الصواريخ، ما سيجعل الجماعة تهرب من استمرار الإطلاق إلى التصعيد العسكري في الجبهات الداخلية بالذات في مأرب وتعز وشبوة والمخا.

 

  • نشر بالتعاون مع وكالة “شيبا أنتلنجنس” 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى