الأخبار

الأمم المتحدة تعلن بدء عهد “الغليان الحراري العالمي”

يمن ديلي نيوز – تحرير خاص: قال الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، في تعليق منه على تسجيل ارتفاع قياسي في درجات الحرارة العالمية، إن “عصر الاحتباس الحراري” انتهى، وبدأ عهد “الغليان الحراري العالمي”.

جاءت تصريحات غوتيريش – وفق موقع الأمم المتحدة – خلال مؤتمر صحفي عقده الخميس 27 يوليو/ تموز، في مدينة “نيويورك” الأمريكية، للتعليق على تسجيل ارتفاع قياسي في درجات الحرارة العالمية هذا الشهر، وفقًا لتقرير صدر في نفس اليوم عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وبالاشتراك مع خدمة “كوبرنيكوس”، لمراقبة تغير المناخ.

وأوضح “غوتيريش” أن “عواقب هذا الارتفاع القياسي في درجات الحرارة “واضحة ومأساوية”، حيث تجرف الأمطار الموسمية الأطفال، وتهرب العائلات من لهيب النيران وينهار العمال بسبب الحر الشديد”.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة هذا الصيف “قاس” بالنسبة لأجزاء شاسعة من أميركا الشمالية وأفريقيا وفي أوروبا، مؤكدا أنها “كارثة” للكوكب بأسره.

وأكد بأن هذا الأمر يتسق مع التوقعات والتحذيرات المتكررة، لكن المفاجأة الوحيدة هي – وفقًا للأمين العام للأمم المتحدة – “سرعة التغير”، مشيرًا إلى أن “تغير المناخ صار هنا”.

وقال “غوتيريش” إنه “لا مزيد من التردد. لا مزيد من الأعذار. لا مزيد من انتظار الآخرين للتحرك أولاً”.

وأضاف “بعض التقدم تحقق، لكن هذا الأمر لم يذهب بعيدا بما فيه الكفاية، أو بالسرعة المطلوبة”، مؤكدًا بأن “هناك العديد من الفرص الحاسمة لتحقيق هذا الأمر بما فيها قمة المناخ في أفريقيا وقمة مجموعة العشرين وقمة الأمم المتحدة للمناخ (COP28)”.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “قادة العالم، لاسيّما دول مجموعة العشرين، لتسريع وتيرة العمل والعدالة المناخيين في مجالات ثلاثة”.

وأول هذه المجالات هي – وفق “أنطونيو غوتيريش” الانبعاثات، حيث شدد الأمين العام على ضرورة وضع أهداف وطنية جديدة طموحة للحد من الانبعاثات من قبل أعضاء مجموعة العشرين،: “نريد أن تتخذ جميع البلدان إجراءات تتماشى مع ميثاق التضامن المناخي وخطة تسريع العمل المناخي”.

وشدد على أهمية دور الجهات غير الحكومية، حيث دعا “الشركات والمدن، والأقاليم، والمنظمات المالية للمشاركة في قمة الطموح المناخي” و”بخطط انتقال موثوقة تتماشى مع معيار الانبعاثات الصفري للأمم المتحدة”.

أما الأمر الثاني الذي دعا الأمين العام للتركيز عليه فهو “التكيف” حيث حث الدول كافة على الاستجابة وحماية شعوبها من “الحرارة الشديدة” وكذا” الفيضانات المميتة والعواصف والجفاف والحرائق المستعرة التي تنجم عن ذلك”.

وقال إن “تلك البلدان على الخطوط الأمامية – التي لم تفعل سوى القليل للتسبب في الأزمة ولديها أقل الموارد للتعامل معها – يجب أن تحصل على الدعم الذي تحتاجه للقيام بذلك”.

وأشار إلى أنه “حان الوقت لحدوث طفرة عالمية في استثمارات التكيف لإنقاذ ملايين الأرواح من “المذبحة المناخية”.

والمجال الثالث لتسريع وتيرة مواجهة التغير المناخي – طبقًا للأمين العام للأمم المتحدة – هو “التمويل” لافتًا إلى أن “الدول المتقدمة ينبغي لها أن تفي بالتزاماتها بتقديم 100 مليار دولار سنويا للدول النامية من أجل الدعم المناخي وتجديد موارد الصندوق الأخضر للمناخ بالكامل”.

وأعرب عن قلقه من أن “دولتين فقط حتى الآن من دول مجموعة السبع وهما كندا وألمانيا، قدمتا تعهدات بتجديد موارد الصندوق” داعيًا “الدول على تفعيل صندوق الخسائر والأضرار أثناء قمة المناخ (COP28) المقررة هذا العام في الإمارات العربية المتحدة” قائلا: “لا مزيد من التأخير أو الأعذار”.

وشدد “غوتيريش” على أهمية تصحيح مسار النظام المالي العالمي كي يدعم العمل المناخي المتسارع”، مؤكدًا على ضرورة “أن نحول سنة حرارة محرقة إلى عام طموح متقد”.

وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بالاشتراك مع خدمة كوبرنيكوس لمراقبة تغير المناخ، أصدرت تقريرا الخميس، عن درجات الحرارة المسجلة في شهر يوليو/ تموز، وأظهرت بيانات التقرير، أن الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر يوليو/ تموز، “كانت الأسابيع الثلاثة الأكثر دفئا التي تم تسجيلها على الإطلاق” لافتةً إلى أن هذا الشهر “في طريقه ليكون الأكثر سخونة على الإطلاق”.

وأوضحت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن درجات الحرارة هذه مرتبطة بموجات الحر في أجزاء كبيرة من أمريكا الشمالية وآسيا وأوروبا، والتي كان لها تأثير بالغ على صحة الناس والبيئة والاقتصادات فضلا عن التسبب في حرائق كبيرة للغابات في بلدان مثل كندا واليونان.

وفي السادس يوليو/ تموز، أشار التقرير، إلى تجاوز المتوسط العالمي اليومي لدرجة حرارة الهواء السطحي الرقم القياسي المسجل في آب/أغسطس 2016، ما جعله اليوم الأكثر سخونة على الإطلاق يليه يومي 5 و7 تموز/يوليو من نفس الشهر.

ولفت إلى أن متوسط درجة الحرارة العالمية تجاوز لفترة مؤقتة عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل الحقبة الصناعية خلال الأسبوعين الأول والثالث من تموز/يوليو.

ومنذ مايو/ أيار كان المتوسط العالمي لدرجة حرارة سطح البحر – بحسب التقرير – أعلى بكثير من القيم التي سُجلت سابقًا في نفس الوقت من العام، الأمر الذي ساهم في ارتفاع الحرارة بصورة استثنائية في يوليو/ تموز.

وتوقع مدير خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ، كارلو بونتمبو، مزيد من إرتفاع درجة الحرارة، وقال إن درجات الحرارة القياسية هي جزء من اتجاه عام لزيادة كبيرة في درجات الحرارة العالمية، مؤكدا أن الانبعاثات البشرية المنشأ هي “المحرك الرئيسي لارتفاع درجات الحرارة هذه”.

وأضاف أن توقعات خدمة كوبرنيكوس تشير إلى أن درجات الحرارة على اليابسة ستكون أعلى بصورة لافتة من المتوسط.

وبدوره أكد الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، البروفيسور بيتيري تالاس، أن الطقس القاسي الذي أثر على ملايين الأشخاص في يوليو/ تموز، “هو للأسف الواقع القاسي لتغير المناخ ونذير للمستقبل”.

وأضاف أن الحاجة إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى قائلا إن “العمل المناخي ليس ترفا، بل ضرورة”.

وتتوقع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن هناك احتمالية بنسبة 98 في المائة أن تكون واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة هي الأكثر دفئا على الإطلاق، وأن هناك فرصة بنسبة 66 في المائة لأن تتجاوز الزيادة في درجات الحرارة مقدار 1.5 درجة مئوية مؤقتا فوق متوسط الفترة ما بين عامي 1850-1900 لعام واحد على الأقل من السنوات الخمس القادمة.

ولكن المنظمة تؤكد أنه لن يتم تخطي مستوى 1.5 درجة مئوية بشكل دائم، والذي حددته اتفاقية باريس ويؤشر إلى احترار طويل الأمد على مدى سنوات عديدة.

* منقول بتصرف عن موقع الأمم المتحدة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من يمن ديلي نيوز Yemen Daily News

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading