ماذا وراء تهديد زعيم الحوثيين باستهداف المطارات والموانئ والبنوك السعودية؟

يمن ديلي نيوز – رصد: هدد زعيم جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا أمس الأحد 7يوليو/تموز في خطاب متلفز بثته قناة المسيرة التابعة للجماعة باستهداف مطارات وموانئ السعودية، نشر بعد الاعلام الحربي التابع للجماعة صورا قال إنها للموانئ والمطارات السعودية التي سيتم استهدافها.
واتهم “زعيم الحوثيين” المملكة العربية السعودية بالوقوف وراء قرارات البنك المركزي اليمني مؤخرا. مهدد بأنه سيقابل كل شيء بمثله “البنوك بالبنوك ومطار الرياض بمطار صنعاء والموانئ بالميناء”.
يأتي ذلك بعد أيام من حديث وزير الخارجية السعودي “فيصل بن فرحان” بأن خارطة الطريق اليمنية جاهزة، مؤكدا استعداد بلاده للعمل وفقا لها.
وتحدث في تصريحات له عن الحاجة للانتقال إلى حالة أفضل، لأن الأوضاع في اليمن لا تزال صعبة، لا سيما على الصعيد الاقتصادي. كما قال. مضيفا: الرياض تعتقد أنه بالتوقيع على خارطة الطريق يمكن المضي قدما.
وعبر عن أمله في أن يحدث ذلك عاجلا وليس آجلاً.
هذه اللغة السعودية قوبلت بتصعيد لافت جدا من قبل الحوثيين، وصل إلى حد خروج زعيم الحوثيين وتوجيه التهديدات بنفسه الأمر الذي يدفع للتساؤل حول دوافع هذا التصعيد الإعلامي الكبير الذي يتصادم مع جهود توقع خارطة الطريق.
ليست جديدة
يقول رئيس مركز أبعاد للدراسات “عبدالسلام محمد” إن التهديدات التي أطلقها الحوثيون ضد المملكة العربية السعودية بدأت قبل موسم الحج ولم تتوقف إلى اليوم، وليست جديدة.
وأضاف في منشور على حسابه في “إكس”: الحوثي من خلال التهديدات يبحث عن تنازلات من خصومه عبر التهديد باستهداف المنشآت السعودية، كما يبحث عن امتيازات من المملكة في ذات الوقت.
وقال: التماهي الأمريكي الأوربي مع عملياته في البحر الأحمر، أغرى زعيم الحوثيين وهو ما جعله يعود للتهديدات.
وشدد على أن “مطالب الحوثي لن تنته أبدا، مهما كانت الاتفاقات معه، فالتنازلات للحوثي تغريه أكثر، والسلام معه بدون إنزاله من فوق الشجرة وهم”.
وأردف: الحوثي يحتاج لهزيمة عسكرية لقبول سلام عادل ولن يقبل بغير هزيمه عسكرية.
ارتخاء اللجام الايراني
من جانبه الصحفي المتخصص في الشأن العسكري “عدنان الجبرني” قال: عبدالملك الحوثي أعلن في خطابه اليوم، أنه بصدد تشكيل حكومة جديدة للجماعة وبدء “التغيير الجذري” ولذلك فهو يرفع سقف التهديد بهدف التعجيل في التوقيع على “خارطة الطريق”.
وأرجع هدف زعيم الحوثيين من رفع سقف تهديداته إلى أنه يريد استدرار ثمار التوقيع بخاصة المرتبات، ليتزامن مع تشكيل حكومته الجديدة ويبيع للناس بمناطق سيطرته بأن عهد “الرخاء الايماني” قد بدأ، بحسب وصف أحد المقربين منه يوم أمس. كما قال.
وأضاف: يستغل الحوثي “ارتخاء اللجام الايراني” هذه الفترة، خاصة مع انشغال طهران بتأثيث السلطة الجديدة والمرحلة الانتقالية التي أعقبت سقوط طائرة رئيسي – عبداللهيان، لذلك فإن حديث الرياض مع طهران حالياً ليس بأفضل أحواله، واللجام هناك رسمياً بشأن التصعيد مع السعودية، منذ 10 مارس 2023.
وتابع في مقال له نشره على حسابه في “إكس”: في الحقيقة، الحوثي منزعج من قرارات البنك و طيران اليمنية لأن من واجهه بها هو خصمه المحلي، وعندما أحس بفاعلية هذه الخطوات شعر بالغيظ وجرح في كبريائه ومس بجنون العظمة لديه، ولذلك لم يجد حلا سوى إعادة تعريف الصراع نحو السعودية، وربطه بفقاعته الأثيرية “امريكا واسرائيل”.
وأشار إلى أن الحوثي يستغل الرغبة السعودية بعدم استئناف الحرب لذلك يبالغ في رفع السقوف ركونا على هذه الرغبة، ومنتشيا بالصواريخ البالستية والمسيرات والتكنولوجيا المتقدمة التي نقلتها طهران إليه في فترة رئيسي.. مضيفا: مما يشجع الحوثي هو مستوى (التفاهة) والارتباك التي ظهر بها الأميركيين فيما يخص أحداث الشهور الماضية.
وذكر بأن تصريح وزير الخارجية السعودي يوم الخميس أن بلاده تأمل في التوقيع على الخارطة في أقرب وقت، ربما تفسر هذه الحدة؛ وقد يحصل التوقيع قريبا فعلا، لكن أعتقد أن مشاورات مسقط بشأن الأسرى وفشلها يقدم نموذجا لما سيكون عليه الحال من تيه وتعثر في التفاصيل.
واعتبر في ختام مقاله تهديدا زعيم الحوثيين “نموذجا على خطأ الرهان على استمالة الحوثي بالمغريات، لأن طبيعة مشروعه تفرض عليه مواصلة الابتزاز بلا أي قواعد”.
إبقاء السعودية خصما
من جانبه السياسي “ياسين التميمي” كتب مقالا بعنوان تهديدات زعيم الحوثيين وكيفية تعطيلها قال فيه إن تهديد عبد الملك الحوثي للمملكة العربية السعودية واستهداف مطاراتها وموانئها نهج عبثي منفلت ويكشف النهج الخاطئ للتحالف الذي أفرغ التدخل العسكري بقيادة السعودية من مضمونه الأخوي ومن قيمته الإستراتيجية. حد تعبيره.
وتحدث عن أثر وصفه بـ “البالغ” قال إن قرارات الحكومة الشرعية الأخيرة بشأن البنوك وشركات الاتصالات أحدثته. مؤكدا أن هذه القرارات تخصم من المكاسب السلطوية التي حصل عليها الحوثيون.
وأشار إلى أهمية الحوثيين بأن ما حصلت عليه من مكاسب طيلة السنوات الماضية كان سببه الأساسي هو التواطؤ الإقليمي ثم الابتزاز الذي مورس فيما بعد على المملكة بتأثير من إيران وامريكا.
وتحدث عن حرص الحوثيين على إبقاء الرياض طرفاً في الحرب “مما يمنحها فرصة الاستمرار في التصرف كطرف يواجه “عدواناً خارجياً” وليس الشعب اليمني”.
وقال: التصرف المناسب هو أن تواصل السعودية دعم السلطة الشرعية بإخلاص وتتوقف عن تحطيم هذه السلطة وتعمل على تمكينها مما حرمت منه طيلة السنوات الماضية والمتمثل في استغلال الموارد الوطنية وتأمين القدرة الكافية للدفاع عن هذه الموارد.



