أغانٍ جنوبية في مسيرة الوحدة.. صوت شعب وهوية وطن وروح عشق يجمع اليمنيين تحت راية واحدة

تقرير خاص أعده لـ”يمن ديلي نيوز” / عارف الواقدي: في كل أعياد ذكرى الوحدة اليمنية 22 مايو 1990م، من كل عام، تصدح أغانِ جنوبية وطنية، خلدت معاني وقيم الوحدة، مشعلة جذوتها من جديد، لتبث روح الحرية في صدور الشعب، فيتنفس معها نسيم الفجر العليل.
هنا كلمات الشاعر والأديب “فريد بركات” والتي غناها اثنان من عمالقة الفن الموسيقار أحمد أبن أحمد قاسم، والفنانة أمل كعدل (الوحدة الوحدة اليمنية.. الوحدة اليمنية يا شعبي أغلى انتصار.. الوحدة اليمنية يا شعبي هي شمس النهار)، التي تصدح على إمتداد ربوع الوطن الواحد، من أقصاه إلى أقصاه.
ومع تلك الكلمات والألحان الوحدوية، يردد كل يمني وحدوي فخور بذلك المنجز التأريخي لليمن، الألحان، وصداها المفعم بروح الوحدة.. “الوحدة اليمنية يا شعبي هي شمس النهار.. في سمانا تنبع أنوار.. في طريقنا تفرش أزهار.. وتعلي رايتنا يا شعبي مجد وازدهار”.
لقد ارتبط فجر اليمنيين مع كثير من الألحان والأغاني الوحدوية التي صدح بها كرامة مرسال، بـ”دعيني أعانق فيك الأمل” و”بشير الخير” و”أنتِ حبي الأكبر”.
لم يقف الفن العاشق للوحدة اليمنية هنا فحسب، سيّما عند عمالقة الفن في جنوب اليمن، فقد أبدع الفنان الراحل محمد مرشد ناجي بأغنيته الرائعة “يمن الوحدة” والتي كتب كلماتها الشاعر والأديب “سعيد الشيباني”، فأطلق العنان لألحانه تشدو:
صنعاء الكروم يا موطن الثلايا يا قلب أيلول محتوى وغاية
عدن شطوط البحر نهود صبايا سمر الشفاه أما العيون أية
ذمار رداع يا روحي من حدايا مأرب وحوث وحضرموت مزايا
بيضا شروق صعدة جبال علايا إب إخضرار تسخر من البلايا
هذي التهائم بالسلام هدايا وذي تعز دائي بها دوايا
الوحدة يا خلي للشعب راية فجر الشعوب دائم بلا نهاية
لا يمكن لشيء أن يمحو ذكرى مناسبة وطنية عظيمة صاحبتها أغنية، تغلغلت في الوجدان الشعبي، فتخلّقت من خلالها أجيال تؤمن بأهداف الوحدة، وتتغنى بها في كل ربوع الوطن، وتجعل منها وقودًا حيًا في كل ذكرى تطوي عامًا جديدًا على مرورها.
ومن أجمل الأناشيد الوحدوية الأنشودة الشهيرة للفنان “عبدالرحمن الحداد” والكلمات للشاعر الغنائي “حسين أبو بكر المحضار”… بعنوان “مايو وفي الثاني وعشرين منه”:
مايو وفي الثاني وعشرين منه يا شعبنا حققت أغلى الأماني
وبنيت فوق الجنتين ألف جنة يا شعبنا لك با نزف التهاني
لأنك تريد العز ما تقبل الهون وحدة وبالوحدة لنا النصر مضمون
حافظ على الوحدة بيسرة ويمنة يا شعبنا الشعب العظيم اليماني
وابني صروح المجد لبنة بلبنة ما يستقيم المجد إلا لباني
وهنا هاهو الفنان والشاعر “محمد سعد عبد الله” يقدم للوحدة اليمنية، عملاً فنياً بلغ فيه قمة في الإبداع شعراً ولحناً وأداءً:
وحدوي ولا في مجتمعنا شاد ولا فينا انفصالي
وحدوي ولا هذا جنوبي عاد ولا هاذا شمالي
بات يحضنا وطن وحدوي اسم اليمن
رفرفي يا راية الوحدة تملّي في العلالي
على الوحدويين
وحدويون وما نرضى بوحدتنا بديل
لأجلها عشنا وضحينا لها جيلا فجيل
وانتصرنا يا وطن وحدوي اسم اليمن
رفرفي يا راية الوحدة تملّي في العلالي
على الوحدويين
وعلى إمتداد عقود من الزمن في اليمن، فقد ترافقت ثنائية “الفن والثورة” – “الفن والوحدة” في كل مناسبة وذكرى وطنية للشعب الذي لا يزال يفيق في كل فجر، وصباح على ترانيم إبن حضرموت، الفنان الكبير “عمر باوزير”:
يمن بلادي توحدت عدن وصنعاء تعانقت
كل القلوب تصافحت راحت تزف احلى التهاني
مبروك يا وحدة بالشعب اليماني
وفي رائعته التي حملت عنوان (عرس بلقيس) والتي كتب كلماتها الشاعر “علي حسن بكارة” يتغنى “باوزير” بالوحدة اليمنية:
يا جبين المجد يا وحدة جذور
يا حضارة شعب من عمق العصور
عرسها بلقيس في كل الحضور
توجوا التاريخ في عرش الصخور
يعتلي بالحب اسمك يا يمن
ونحن نحتفي اليوم في كل ربوع الوطن، شمالًا وجنوبًا، بالعيد الوطني الـ33 لتحقيق الوحدة اليمنية في الـ22 من مايو 1990م، ليس ثمة من ملاحم فنية خالدة كتلك الألحان التي عبرت عن إرادة ورغبة اليمنيين في الحياة والعيش تحت راية الوحدة والجمهورية.