ما مدى تأثيرات دخول التصنيف الأمريكي للحوثيين كـ“منظمة إرهابية” حيز التنفيذ على قدرات الجماعة؟ (تقرير)

تقرير خاص أعده لـ“يمن ديلي نيوز” – إسحاق الحميري: دخل قرار الولايات المتحدة، الذي أقرته، في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، بإعادة جماعة الحوثيين، إلى قائمة الجماعات الإرهابية العالمية، حيز التنفيذ الجمعة الماضية، وفق ما أعلنته وزارة الخزانة الأمريكية.
ومع دخول القرار حيز التنفيذ، يتسائل كثيرون عن مدى تأثيرات التصنيف على الجماعة وقدراتها العسكرية، ومدى تأثيره في كبح هجمات الجماعة ضد السفن التجارية، في حين أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن القضاء على قدرات الحوثيين يتطلب دعما للحكومة الشرعية للسيطرة على مناطق الجماعة.
وللحديث عن تأثيرات دخول التصنيف الأمريكي حيز التنفيذ على جماعة الحوثي، تحدث “يمن ديلي نيوز”، إلى عدد من الباحثين اليمنيين، والبداية مع رئيس مركز أبعاد للدراسات، عبدالسلام محمد، الذي اعتبر أن التصنيف يأتي في “إطار الضغوط الإقتصادية والسياسية لإيقاف هجمات الجماعة في البحر الأحمر”.
خسارة كبيرة
وقال “عبدالسلام” في حديث لـ“يمن ديلي نيوز”، إن “الوضع الذي وضع فيه الحوثيين سيراعي عمل المجتمع المدني والمنظمات”، مستدركا حديثه بالقول: “لكن الحوثي ممكن أن يخلق أزمة داخلية، لخلق مبررات الحصار”.

وأضاف: “وكذلك سيواصل الحوثي هجماته في البحر الأحمر وسيصعد، وربما سيقوم بأعمال فوضى أكبر ليرفع السقف، ولكن في الأخير الحوثي هو يعمل في إطار الاستراتيجية الإيرانية وفي تكتيكاته المصلحية، بالإضافة إلى إستثمار التعاطف الشعبي مع في الفلسطينيين”.
وأردف: “بالتالي هو – أي الحوثي – إستفاد من هذا الأمر، لكنه على المدى الإستراتيجي خاسر خسارة كبيرة، لأن الاستراتيجية الإيرانية تتصادم مع المصالح، سواء مع الحوثي أو غير الحوثي في المنطقة، لأنها إستراتيجية تتعلق بفرض التوازنات والنفوذ، وتجاسم نفوذ في المنطقة، ويريدوا من الأمريكان أن يكون لهم جزء من هذا النفوذ”.
وأشار الباحث اليمني، إلى أنه بالنسبة للحوثي فهذا التصنيف “خسارة كبيرة لأنه كثير من الشركات الداعمه والمساعدة ورجال الأعمال من الحوثيين والداعمين له، سيكونون أمام رقابة دولية”.
واعتبر “عبدالسلام محمد” أن أهم ما في القرار، من وجهة نظره هو أنه “يثبت القرارات الدولية السابقة وهب القرار 2216 وغيره، ما يعني انه لن يعود مطروح إلغاء القرارات الأممية السابقة، وهذا الأهم”حد قوله.
تأثير محدود
بدوره، قال الباحث غير المقيم بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن، ابراهيم جلال إن تأثير التصنيف الأمريكي على قدرات الحوثيين العسكرية ومعادلات التأثير والسيطرة على الأرض بشكل سلبي “محدود إجمالاً”.

وأشار “جلال” في حديث لـ“يمن ديلي نيوز”، إلى أن “الإدارة الأمريكية لوحت كثيراً بنيتها المسبقة لسحب التصنيف إذا ما أوقف الحوثيون هجماتهم التي تهدد خطوط الملاحة الدولية، الأمر الذي يشير إلى غياب البعد الإستراتيجي للتعامل مع مصادر التهديد في سياقها الحقيقي، وهو تعامل مع الأعراض لا جذور المشكلة”.
ومنذ 19 نوفمبر، تنفذ جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر، يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل، وأنها دعما لقطاع غزة الذي يشهد حربا بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر.
وأعاقت هجمات الجماعة حركة الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمر عبرها 12% من التجارة العالمية، وتسببت بمضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا.
ولحماية الملاحة الدولية، أنشأت واشنطن تحالفا بحريا دوليا، وتمارس ضغوطا دبلوماسية ومالية من خلال إعادة إدراج الحوثيين على قائمتها “للكيانات الإرهابية”، في حين تشن القوات الأميركية والبريطانية ضربات على مواقع عسكرية تابعة للجماعة للحد من قدرات الحوثيين.



