رصد جزئي أجراه “يمن ديلي نيوز” يظهر تبني الحوثيين لمطالب “تجمع مسلح” في مديرية الوادي بمأرب

يمن ديلي نيوز: أثار مقتل ثلاثة جنود في الجيش اليمني، لم يكونوا يحملون أسلحتهم بمحافظة مأرب (شمالي شرق اليمن) بعد بيان تهديد صادر عن “تجمع قبلي مسلح” باستهداف المنشئات النفطية، غضبا واستياء واسعين في الأوساط الشعبية أبناء مأرب.
ونشر مدونون في التواصل الاجتماعي بمأرب مساء الاثنين 25 ديسمبر/كانون الأول تدوينات شككوا فيها بمصداقية المطالب التي يرفعها المشاركون في “التجمع المسلح” والذي يطلقون عليه “مطرح مأرب” المقام في منطقة العرقين شرقي مأرب بعد بيان استهداف منشئات صافر وحادثة القتل للجنود العزل.
وقال الصحفي ”محمد الصالحي“ وهو من أبناء محافظة مأرب، إن “هناك من يريد خلط الأوراق، ويحاول تفكيك اللحمة الموجودة بين السلطات والجيش والأمن من جهة وبين قبائل مأرب تحت شعارات ومطالب شعبية”.
واعتبر “الصالحي” في تدوينة على منصة ”إكس“ قتل الجنود في مأرب ”جريمة يستنكرها كل ابناء مأرب“، مؤكدا أن من يقف ويدعم ويحاول ان يأجج الوضع في مارب “معظمهم من الذين فقدوا مصالحهم الشخصية من السوق السوداء”.
وتحدث عن وقوف أبناء مأرب إلى جانب الدولة والسلطة في اتخاذ قرارات مناسبة وتعديل أي وضع يصب في المصلحة العامة، وأن أبناء مأرب “لن ينجروا إلى أهداف مشبوهة”. كما قال.
وقال المدون “مبخوت بن حمد العبيدي”: “الحقيقه ظهرت في بيان مطارح ابناء مارب الذي يتداول الحوثي اخبارها بسعاده كبيره ويغطي كل جرائمهم في قتل العسكريين المناهضين للحوثي”.
وفي السياق قال المدون “حمد ناصر بن معيلي”: “يتحمل ناصر بن عوشان دماء الأبرياء من أفراد الامن والجيش ف بيان مطارح ابناء مارب ليلة البارح يؤكد ان هناك من يريد ادخال مدينة مارب في الفوضى والدمار”.
وأظهر عشرات المدونين من أبناء مأرب استيائهم من البيان الصادر عن “مطرح مأرب” ووصفوه بالفضيحة، وقالوا إنه أظهر تبعية المطرح لجهات أخرى متربصة بمحافظة مأرب وعلى رأس تلك الجهات جماعة الحوثي.
إسناد الحوثيين
إلى ذلك أظهر رصد أجراه “يمن ديلي نيوز” لساعتين من 9 وحتى 11 من مساء الإثنين بالبحث عن (مأرب+مطارح) على منصة “إكس” أظهر تبني حسابات موالية لجماعة الحوثي بعضها يحمل أسماء مستعارة وبعضها منصات إعلامية مستقلة لمطالب مطارح مأرب.
ففي حين نشرت منصة “علي النسي” الاخبارية التابعة لجماعة الحوثي بيانا صادرا عما يسمى ب “مطارح مأرب” نفى ضلوعهم في قتل ثلاثة جنود، نشرت “شبكة الملصي الاخبارية” خبرا عن مكتب محافظ مأرب المعين عن الحوثيين “علي محمد طعيمان” حذر فيه من أي “حماقات قد يرتكبها جيش المرتزقة ضد مطارح العرقين التي ترفع مطالب حقة ومشروعة.
ووفقا لذات المنصة طالب طعيمان “الشيخ سلطان العرادة بتحكيم العقل قبل فوات الأوان”.
ورد حساب “سيف القدس لدعم الحسابات” تابع لجماعة الحوثي بشكل مكثف على العديد من المدونين الذين استنكروا جريمة قتل الجنود، بالتعليق على تدويناتهم بنشر نص بيان نفي مطارح مأرب، والحديث عن أن الجريمة يقف وراءها “سلطة مأرب” بهدف اتخاذها ذريعة لقتل أبناء مارب في المطارح – كما قال في ردوده.
وحساب “سيف القدس لدعم الحسابات” أحد الحسابات المستعارة النشطة التابعة لجماعة الحوثي تأسس في إبريل 2021 ويقوم القيادي في الجماعة “علي القحوم” والاعلامي الناشط في الجماعة “أكرم حجر” بمتابعته، وقام خلال ساعتي الرصد بإعادة التغريد للعديد من المدونين الناشطين في الجماعة.
كما نشر حساب على “إكس” يحمل إسم “نواف حمد ناصر #مأرب” موالي للحوثيين ويتابعه أكثر من 136 ألف تدوينة قصيرة توقع فيها أن يكون هناك خبر عاجل من مديرية الوادي خلال ساعتين قائلا: قلب البدوي يقول: هناك خبر عاجل خلال الساعتين القادمة.
انسحاب جزئي
في السياق قالت مصادر محلية مشاركة فيما يسمى “مطارح مأرب” لـ”يمن ديلي نيوز” إن جموعا قبلية بدأت في الانسحاب من المطرح الذي دخل يومه الثامن بعد لقاء مع عضو مجلس القيادة الرئاسي “سلطان العرادة” واحتجاجا على بيان التهديد باستهداف منشئات صافر.
ويوم الأحد 24 ديسمبر/كانون الأول التقى “العرادة” مشائخ وعلماء ووجهاء المحافظة، ووضعهم أمام التوجيهات الرئاسية والقرارات الحكومية المتعلقة بالزيادة السعرية لمادة البنزين بالمحافظة في إطار منظومة الإصلاحات الاقتصادية وإصلاح المالية العامة للدولة.
وحث “العرادة”، على وحدة الصف والاتفاف حول الحكومة المعترف بها دوليا، ودعم قراراتها بتحريك أسعار المشتقات النفطية، مؤكدا على “أهمية تضافر جهود كافة مكونات المجتمع من شخصيات اجتماعية وعلماء وأحزاب وتنظيمات سياسية، لتعزيز وحدة الصف، والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، وتغليب المصلحة الوطنية”.
ودعا لـ”الابتعاد عن المهاترات والمناكفات وكافة الأعمال“ التي قال إنها “لا تخدم سوى مليشيات الحوثي الإرهابية التي تتربص بالمحافظة وتسعى إلى زرع الفُرقة بينهم وإثارة الخلافات والصراعات داخل المجتمع”.
والأربعاء الماضي 20 ديسمبر/ كانون الأول، أقرت الحكومة اليمنية، تثبيت سعر البنزين عند 8 آلاف للجالون الواحد 20 لترًا بعد أن كانت بدأت تطبيق بيعه بـ9750 ريالاً في محافظة مأرب.
وقالت شركة النفط اليمنية فرع محافظة مأرب، في بيان اطلع عليه “يمن ديلي نيوز”، إن هذا التحريك للسعر جاء بناء على قرار مجلس الوزراء رقم (3) لعام 2023م بشأن المصادقة على قرارات المجلس الاقتصادي الأعلى الخاصة بتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وتعزيز موارد الدولة.
ووصف بيان فرع شركة النفط بمأرب “هذا السعر مناسب جدًا إذا ما قورن بالأسعار خارج المحافظة” وقال إنه “سوف يحد من الأزمة بشكل كبير كون السعر السابق ساهم في ازدهار السوق السوداء وانعدام المادة نتيجة للسحب المكثف”.
ومقارنة بأسعار العملة اليمنية الريال مقابل الدولار فإن سعر الجالون 20 لترا بات يباع في مأرب بما يعادل 5 دولارات و22 سنتا، أي بفارق 12 دولارا عن بقية المحافظات الخاضعة لجماعة الحوثي المصنفة إرهابيا والتابعة للحكومة اليمنية.
ويباع الجالون البنزين في العاصمة صنعاء الخاضعة للحوثيين بـ9500 ريال أي بما يعادل 17 دولارًا و27 سنتًا، حيث يباع الدولار الواحد هناك بـ550 ريالا.
وفي العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية “عدن” يباع الجالون البنزين 20 لترًا بما يزيد عن 25 ألف ريال، حيث يباع الدولار الواحد في المناطق الخاضعة للحكومة بأكثر من 1500 ريال.
وهذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها الحكومة اليمنية على تحريك سعر البنزين منذ العام 2014 حين قررت حكومة الوفاق الوطني برئاسة محمد سالم باسندوة رفع سعر البنزين من 2500 ريال إلى 3500 ريال.
وتواجه الحكومة اليمنية عجزًا كبيرًا في إيراداتها نتيجة توقف صادرات النفط نهاية العام 2022 بسبب الضربات التي وجهتها جماعة الحوثي لموانئ تصدير النفط اليمنية في المحافظات الجنوبية، حيث يشكل النفط مانسبته 70% من موازنة الحكومة.



