أهم الاخبارالأخبار

مطارح مأرب.. عرف قبلي ظهر عام 89 وغير مسار حرب اليمن في 2014

يمن ديلي نيوز – عبدالله العطار: توارثت قبائل مأرب ضمن أعرافها وعاداتها؛ الوقوف صفا واحدا ضد أي مخاطر، وفي حالة كان الخطر بدرجة عالية فإن القبائل تتداعى لإقامة “مطارح” كأعلى استنفار تقوم به القبائل لكسر الخطر الداهم، وبدأت فكرة المطارح عام 1989.

وعقب اجتياح جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا للعاصمة صنعاء وسيطرتها على مؤسسات الدولة آواخر 2014م، وإعلانها الإنقلاب على الحكومة الشرعية، أدركت القبائل الخطر وسارعت لتأسيس “مطارح نخلا والسحيل”، التي شهدت تدافع قبلي مساند.

تحولت المطارح إلى قبلة لأحرار اليمن الذين غادروا محافظاتهم، وشكلت النواة الأولى للمقاومة والجيش، وكانت صخرة صلبة تحطمت عليها أحلام الحوثيين، وتمكنت من التصدي لهجمات الحوثيين، على مأرب، وأجبرتها على التراجع.

مثّلت المطارح المأربية في عام 2014 نقطة ضوء يمنية في مواجهة الإرهاب، وتمكنت من جعل المحافظة منطلقا للاعتراف بالشرعية، وصدور قرار مجلس الأمن (2216).. فكيف تحولت المطارح إلهاما لليمنيين؟ وما الدور الذي لعبته في المعركة؟

ولتسليط الضوء على دور مطارح مأرب، عقدت بمدينة مأرب، ندوة سياسية تحت عنوان “مطارح مأرب ودورها في إلهام اليمنيين للمقاومة وإيقاف تمدد المليشيات وكسر إرادتهم وأطماعهم في السيطرة على اليمن”.

تحقيق التوازن السياسي

وناقشت الندوة دور “مطارح نخلا والسحيل” التي أسستها قبائل مأرب نهاية 2014 وكانت بداية تأسيس المقاومة الشعبية الرافضة للانقلاب المليشاوي، والنواة الأولى للمقاومة الشعبية التي فتحت أبوابها لكل أحرار اليمن للمشاركة في الكفاح المسلح لصد عدوان الحوثي على المحافظة.

وقدمت في الندوة، ورقتي عمل للباحثين محمد اليوسفي، وحسين الصادر، تناولا فيهما دور المطارح في الحفاظ على الجمهورية وتحقيق التوازن السياسي ودعم الشرعية، وانعكاسات تلك “الوقفة الوطنية” على المقاومة والصمود وحفاظها على الجمهورية.

وأوصت الندوة بتوثيق مرحلة تاسيس مطارح مأرب، ودورها في معركة الدفاع عن الجمهورية، داعية قيادة المقاومة الشعبية والسلطة المحلية بمأرب ورئاسة هيئة الأركان بتشكيل لجنة توثيق مرحلة تأسيس المطارح والأحداث التي رافقتها ودورها في التصدي للزحف الامامي، والدفاع عن الجمهورية، وإخراج ذلك التوثيق في كتاب وأعمال وثائقية باعتبارها “فترة مهمة من التاريخ اليمني”.

رأية المقاومة

الباحث اليمني، محمد اليوسفي، قال إن مطارح مأرب بدأت فكرة في 1989 لكنها “النقطة المضيئة لليمن بعد نكبة 21سبتمبر، اليوم المشؤوم في تاريخ اليمن الحديث”.

وأضاف “اليوسفي”، في حديث لـ”يمن ديلي نيوز“، على هامش الندوة، أن المطارح كانت “رأية المقاومة لاستئصال المشروع الإمامي الكهنوتي، وملهمة في رفع صوت الرفض، لأن اليمن يمن الجميع، لا استحواذ لطائفة تبسط نفوذها بعقدتها التاريخية على شعب عريق وحيّ عبر التاريخ”.

ولفت الباحث اليمني إلى أن المطارح كانت هي “البداية، وأول المواجهة في مختلف جهات مأرب الأربع، ومثلت المعركة، وكسرت عظم الحوثي، ووأدت مشروعه السلالي، ومرغت أنفه في التراب”.

حدثا مفصليا

في السياق، أكد نائب رئيس مركز البحر الأحمر للدراسات حسين الصادر ك، أن المطارح “أوجدت التوازن السياسي على مستوى الوطن، حيث تبنت مشروع المقاومة الذي أفضى إلى وجود الشرعية”.

وقال “الصادر” لـ”يمن ديلي نيوز“، على هامش الندوة، إنه وبدون المطارح “كفعل شعبي مقاوم ماكان للتوازن السياسي أن يتم”، مؤكدا أن المطارح هي من قامت بالمعركة أساسا أواخر سبتمبر2014م حتى قدوم قوات التحالف العربي في 15 أكتوبر 2015م.

وفي حديثه للندوة، قال رئيس تحرير موقع “أوام أونلاين” الإخباري وليد الراجحي، إن “تجربة المطارح لا يجب أن تمر كحدث عابر”، لافتا إلى أنها “حدثا مفصليا في التاريخ اليمني”.

وأوضح أن تجربة المطارح هي “تجربة سياسية بامتياز استندت على الوعي الجمعي للنخب السياسية التي تركت خلافاتها وراء ظهرها وتوحدت في موقف وطني رائد، وكذلك القبيلة ومكوناتها التي تناست خلافاتها وثاراتها ،وتوحدت في إطار المطارح لمواجهة الخطر الذي يتهدد المحافظة والجمهورية”.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من يمن ديلي نيوز Yemen Daily News

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading