”تقرير مصور“ يرصد مظاهر الاحتفاء الشعبي بالعيد الـ61 لثورة 26 سبتمبر في صنعاء ومناطق نفوذ الحوثيين

تقرير خاص أعده لـ”يمن ديلي نيوز“ – صديق أحمد: شهدت العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرة جماعة الحوثي المصنفة إرهابيا، تحرك شعبي عفوي واسع للاحتفال بالذكرى الـ61 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر/أيلول 1962م.
وعلى العكس من احتفال الحوثيين بذكرى 21 سبتمبر التي اقتصرت على استعراض رسمي عسكري بميدان السبعين، فإن مظاهر الإحتفاء بثورة السادس والعشرين من سبتمبر انعكست على الأوساط الشعبية وسكان العاصمة التي بدت عليهم مظاهر الابتهاج بهذه المناسبة.
وشوهدت مئات المنازل في العاصمة صنعاء وهي ترفع علم الجمهورية اليمنية فوق واجهة المنازل تمهيدا لاحتفالات شعبية واسعو بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر.
ووفقا لمصادر محلية تحدثت لـ”يمن ديلي نيوز”، فقد شوهدت مئات السيارات مزينة بالعلم الجمهورية، وتصدح منها الأغاني والأهازيج الثورية والجمهورية، غير آبهة بالانتشار الأمني الكثيف لقوعت جماعة الحوثي.

ورغم الآلة القمعية لجماعة الحوثي، سارع المئات من الأكاديميين والمثقفين والسياسيين وطلاب الجامعات والناشطين في العاصمة ومناطق سيطرة الجماعة لتغيير صور بروفايلاتهم الشخصية على ”فيسبوك“ بإطار شعارات ثورة الـ26 من سبتمبر التي أطاحت بحكم الأئمة في 1962، وأعلنت قيام النظام الجمهوري.
وتداول اليمنيين في صنعاء ومناطق نفوذ الجماعة المئات من المقالات التي تتحدث عن ثورة سبتمبر وتوضح معالم حكم الإمامة الكهنوتية في شمال اليمن.
كما تداولو مئات الفيديوهات في قروبات “الواتس آب”، تعبيرا عن احتفائهم وبهجتهم بحلول عيد ثورة 26سبتمبر، وتبادلوا التهاني والتبريكات الحارة على نطاق واسع مهنئين أصدقائهم وأحبائهم وكافة شعبهم العظيم بحلول الذكرى الـ61 للثورة العظيمة التي حررتهم من عبق العبودية وأئمة الأستبداد الكهنوتية.
وعشية العيد الـ61 لثورة سبتمبر، اشتعلت سماء العاصمة صنعاء ومختلف محافظات سيطرة الحوثيين، بالألعاب النارية، والتي أطلقت بكثافة احتفاءا بعيد سبتمبر المجيد، في تعبير واضح لتوق المواطنين للتخلص من حكم الأئمة الجدد اللذين عاش الشعب خلال تسع سنوات من حكمهم الويلات.

وشهد ميدان التحرير وسط العاصمة صنعاء، حفل لإيقاد شعلة ثورة سبتمبر، وسط حضور شعبي كبير، وانعدام لتواجد قيادات جماعة الحوثي التي تسعى لاستبدالها بذكرى اجتياح العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، باستثناء قيادات في حكومة صنعاء (غير معترف بها)، والمحسوبة على المؤتمر الشعبي العام.
وقام بإيقاد الشعلة رئيس حكومة صنعاء (غير معترف بها)، عبدالعزيز بن حبتور، وأمين العاصمة، حمود عباد، وهما محسوبان على حزب المؤتمر الشعبي العام، في صنعاء، فيما غابت عن تغطية الحفل قناة “المسيرة” الناطقة بإسم جماعة الحوثي.
وإلى شمال العاصمة صنعاء، وعلى مقربة من معقل الحوثيين بالجراف، تم إيقاد شعلة العيد الـ 61 لثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة، في منزل الشيخ عبدالله حسين الأحمر الكائن بحي الحصبة، بحضور الشيخ الأحمر شيخ مشايخ حاشد وجمع من الشخصيات الاجتماعية والقبلية وحشد من المواطنين، بالتزامن مع رفع الاعلام الجمهورية وترديد الشعارات والاناشيد الوطنية، ابتهاجا بهذه المناسبة، وتاكيدا على التمسك بالثورة واهدافها الستة الخالدة.
وعلى وقع النشيد الوطني والأغاني السبتمبرية والوطنية الثورية اليمنية، أوقد عدد من المواطنين في صنعاء والمدن وأرياف محافظات نفوذ الحوثيين، شعلة العيد الـ61 لثورة 26 سبتمبر على أسطح منازلهم وفي قمم الجبال، مؤكدين أن ثورة 26 من سبتمبر “وهج لن ينطفي مهما حاول البعض اطفائه، وثورة كل اليمنيين شاء من شاء وأبى من أبى“.

وقال مواطنون لـ”يمن ديلي نيوز“، إن ثورة 26 سبتمبر ”نقطة التحول الأجمل في مسار اليمن، ورغم ما أعقب الثورة من تجاوزات وما نعيشه اليوم ولكنّها كانت وستظل شعلة الأمل نحو مستقبل افضل بإذن الله، وثورة خالدة يتزايد حبها، وتتناغم بها أفراح الوطن”.
واعتبر مراقبون هذه التحركات الشعبية، واحتفالات الواسعة النطاق بهذه الذكرى، ردا من المواطنين على محاولات جماعة الحوثي لتجاهل هذه المناسبة العظيمة.
وبمناسبة العيد الـ61، دشن عدد من الناشطين اليمنيين، حملة إعلامية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، إحتفاءا بالعيد السبتمبري المجيد، حيث حث الناشطون الجميع على الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة، ومنحها ألقها وتوهجها المتمثل بأهدافها السامية.
في تغريدة على منصة “أكس” هنأ الشيخ فيصل أمين ابو راس، للجمهورية اليمنية وطنا وشعبا، بمناسبة العيد الـ 61 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، متمنياً ان “ينجلي الظلام ويعم الخير سائر ربوع اليمن السعيد، وان يديم ثورة سبتمبر شامختا مجيدة”.

وقال “أبو راس” إن “ثورة 26 سبتمبر 1962م ثورة اليمن الكبرى وأم الثورات وملهم الأحرار، سيظل اليوم الخالد في قلوبناكيف لا وقد ارتسم العلم وحبه يجري في شرايين الجسد”.
وأكد أن “العلم الجمهوري ارتسم بألوانه الثلاثة في القلب، وعشقته الروح، حتى وإن غادرت الجسد، فهي تسلم الجسد للأرض الطاهرة وتصعد بالعلم يرفرف في سماء الخلد”.
وذكر “أبو رأس”، أن الثورة اليمنية “حدث تاريخي غير وجه الحياة وربط حاضر اليمن بتاريخه الحضاري، وتلهم الاجيال حب وطنهم التليد وثورتهم العظيمة، وتهديهم الحرية والاستقلال الذي تنعم به ربوع السعيد”.
وطالب بالتسلح المستمر للأجيال، بقيم ومبادئ ثورة سبتمبر واكتوبر كمشاعل للنور والتنوير لتحقيق لآمال وتطلعات الشعب في بلوغ المستقبل الافضل.

الناشط صالح منصر اليافعي، قال إن ثورة 26 سبتمبر هي “الثورة اليمنية الام، والتي منها انبثقت ثورة 14 اكتوبر ضد الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن، فتحية لثوار سبتمبر واكتوبر والمجد والخلود لشهدائنا الابرار”.
أما “علي العامري” فذكر أن ثورة 26 سبتمبر “يوم خالد في سفر التاريخ اليمني المشرف حيث أشرقت شمس الحرية والإستقلال من براثن الإمامة الرجعية القائمة على التسلط والخضوع”.
الناشط “أبو هاشم الحداء”، غرد بالقول إن “ثورة 26 سبتمبر الثورة التي يؤمن بها كل يمني جمهوري أصيل، وهي رمز للانتصار ونقطة تحول هامة في تاريخ اليمن”.
ومن جانبه، نشر الصحفي، مبارك العسالي، تغريدة عبر حسابه على منصة “أكس” قال فيها إن “ثورة 26 سبتمبر المجيدة، خالدة في تاريخنا، وستظل أهدافها محفورة في ذواكرنا كنقش حمير ويمنات العظيمة، حاضرة في عقولنا مهما جار عليها الزمن، مطبوعة في وجداننا مهما حاولوا طمسها”.

وأردف ” تظل ثورة 26 سبتمبر اليمنية الخالدة حجر الزاوية في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر، المجسدة لإرادة الشعب في التحرر من الإستبداد، وتذكرنا بأهمية التضحية من أجل التقدم لتحقيق أهدافها، ويجب أن يكون الإحتفال بذكراها الـ61 دافعًا للعمل المشترك وبناءمستقبل مشرق لليمن وشعبه”.
وتحدث المواطن “أمين أبلان”، قائلا “سنحتفل بثورة 26سبتمبر بحسب امكانياتنا البسيطه كمواطنين بسطاء يعيشون في ضل ضروف صعبة من شتى جوانب الحياة”.
وتابع “سنقدم احتفال شعبي وطني بتعظيم هذه الثورة الخالده التي ازالت الفوارق والتمييز العنصري وقامت بتحويل نظام الحكم من ملكي طبقي إلى جمهوري تعددي كأعظم انجاز لهذه الثورة المجيدة فما يغتاض من 26سبتمبر الاَّ امامي متجدد”.
بدوره، قال الناشط، نايف عوض، إن ثورة 26 سبتمبر يكفيها “شرفاً أنها كسرت قيود العبودية التي كبلت اليمنيين لأكثر من ألف عام حيث كانت الطبقة التي كان يسمون أنفسهم سادة يقولون إنهم أولياء الله وينظرون إلى أبناء اليمن بنظرة دونية ويعتبروهم طبقة سخرها الله لخدمتهم وطاعتهم”.

ويحتفي اليمنيون، غدا الثلاثاء بالعيد الواحد والستين لثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962م، والتي أسقطت نظام حكم الأئمة الملكي في شمال اليمن، وأعلنت قيام النظام الجمهوري، وسط تفاعل شعبي واسع، كرد على محاولات جماعة الحوثي إلغائها واستبدالها بذكرى اجتياح العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014.



